المرارة والألم تكسو وجوه أهالى المختطفين والد «جرجس»: لا نملك إلا الدعاء.. والدة «بشري»: منهم لله الكفار لا تزال حالة الحزن والقلق تسيطر علي قلوب أهالي قرية العور التابعة لمركز سمالوط. حيث ينتمي إليها معظم الشباب المختطفين بليبيا.. فرغم أن الاختطاف حدث قبل نحو شهر ونصف الشهر إلا أن نشر تنظيم داعش الإرهابي صور أبنائهم بملابس الإعدام أشعل مخاوفهم.. لك منهم قصة تدمي القلوب «الأخبار» واصلت الاستماع لحكاياتهم التي يملؤها الأسي. كانت البداية مع أحد الذين أنقذهم القدر من مصير أبناء قريته، إنه سلامة حاتم عياد الذي سافر للعمل في ليبيا، لكن حظه كان أسعد حيث عاد في نفس يوم اختطاف الآخرين. يروي تفاصيل الجحيم الليبي قائلاً: ان آخر مرة سافر فيها الي ليبيا كانت بتاريخ 19 نوفمبر الماضي عن طريق مطار برج العرب وكان يرافقه عدد كبير من العمال من مختلف محافظات مصر ويضيف: وبعد ان وصلنا الي مطار ليبيا قام مجموعة من البلطجية بأخذنا الي مرزعة تسمي «زمزم» واحتجزونا لمدة عشرة ايام وبعدها تم اصطحابنا الي منطقة تسمي «بن وليد» وهددونا بعد ان قاموا بحرق جميع محتوياتنا بدفع 850 دينارا حتي يتم توصيلنا الي مقر سكننا في «زليطة» ثم تركونا يوم 2 يناير وبمجرد أن وصلنا علمنا بخبر اختطاف زملائنا وعلي الفور تركنا المسكن في منطقة زليطة واتجهنا الي العودة الي السلوم خشية ان نلقي مصيرهم. الظروف صعبة نفسي ابني يرجع تاني واحنا معندناش أرض وعلي قد حالنا ابني سافر للخارج عشان الظروف الصعبة اللي عايشين فيها، وعشان يصرف علي ابنه الصغير.. بهذه الكلمات التي اختلطت بالدموع تحدثت والدة ميلاد ماكين ذكي , أحد المصريين المختطفين في ليبيا وأضافت: ظروفنا يعلم بيها ربنا،لو في شغل في البلد ماكنش ابني سافر يتبهدل. ويحاول هاني شحاتة «ابن عم «ميلاد» تهدئة روع والدته قبل أن يقول: المسؤلين بيناشدوا المصريين انهم يرجعوا من ليبيا طيب ليه بتدوهم التأشيرة من الاول لما عارفين أن حياتهم في خطر، لو فيه فرص عمل للشباب العاطل في المحافظة مكناش وصلنا للي احنا فيه». وأكد «هاني» أنه لا توجد بالقرية أي فرص عمل تساعد الشباب علي المعيشة و مجابهة ظروف الحياة والوفاء بمتطلباتها. أما سمير مجلي زاخر والد جرجس «أحد المختطفين» فجلس بجوارنا والحزن يعتصر قلبه وقال ان ابنه يبلغ من العمر 24 عاما، سافر الي ليبيا منذ عشرة اشهر بعد ان ضاق الحال به هنا بحثا عن عمل حيث كان يعمل مزارعا في الارض بعد ان حصل علي الدبلوم فسافر ليستطيع ان يجمع مبلغا من المال يستطيع به ان يتزوج حيث قام بالخطوبة قبل سفره ويضيف. لكننا فوجئنا بالخبر المشئوم. يقول عم المختطف هاني عبدالسميع صليب إنه يبلغ من العمر 32 عاما وقد ترك زوجته و3 من البنات لينتظرون عودته متسائلاً: هو بابا اتأخر ليه ويضيف أنه علم باختطاف ابن شقيقه من زملائه الذين سافروا معه في ليبيا ويتساءل بأي ذنب تم اختطافهم؟ هل يريدون الحصول علي فديه؟ نحن جميعا لانملك شيئا سوي قوت يومنا والذي يكاد يكفينا وهو الذي دفع بأولادنا الي هذا المصير من أجل لقمة العيش. ومن داخل منزل كرولس بشري فوزي 22 سنة عامل بقرية العور والد بشري الموظف بالتربية والتعليم إحنا جالنا خبر اختفاء ابني من زملائه ومن ساعتها لا أعلم أي شئ عنه وذهبت إلي الخارجية أكثر من مرة ولكن المسئوليين لن يفعلوا شيئا. أما والدة بشري فقالت عاوزة أبني.. منهم لله الكفار اللي خطفوه، وكنوز الدنيا مش هاتعوضني عن ابني.. نفسي أشوفه قبل ما اموت». وأضافت: ابني فشل في التعليم والظروف الصعبة أجبرته علي السفر إلي الخارج ثم انهارت في البكاء وغابت عن الوعي من كثرة البكاء. وبدأت والدة أبانوب عياد عطية «24 سنة» حديثها بكلمات كلها حزن وألم قائلة: ابني مش ابن مسئول عشان يرجع بسرعة، ثم ملأت الدموع عيونها. وطالب والده المسئولين بسرعة التحرك لإنقاذ المختطفين من الإرهابيين. زيارة المحافظ قام اللواء صلاح الدين زيادة محافظ المنيا، أمس الأول بزيارة عدد من أهالي المواطنين المختطفين فعاتبوه لتأخره عن الانتقال إليهم وقالوا له احنا في انتظارك من ساعة الحادث ولا احنا علشان غلابة ماحدش يسأل فينا؟ فقاطعهم الانبا داوود وقال ان المحافظ جاء للوقوف معنا ولا نملك الا الدعاء الي الله فهو وحده من بيده حياة أبنائنا.