عم عاشور : المهنة تواجه شبح الإنقراض تنبعث رائحة المسك والبخور الممتزجة برائحة الجلود المدبوغة من مكان عتيق لتعطيه لمسة من تراث أصيل،إذ تلمع أشعة الشمس لتنعكس علي أحجار نفيسةوقطع معدنية صغيرة موشاة بالذهب والفضة،اجتمعت في تشكيل دقيق كوحدة فنية متماسكة تزين سرجاً عتيقاً يتحدي الزمن بعمر قد يفوق عمر فرسه مثل العربية الأصيلة،حاملاً ذكريات أحد أمراء أسرة محمد علي.لم تعد مهنة صناعة سروج الخيل التي توارثها الأبناء بمأمن من شبحالانقراض،فصاحب المحل أصبح مفلساً عقب قرون من التوهج والثراء،فهو إما يقلص نشاطه أو يغيره أو يعدله طبقاً لمقتضي الحال تعايشاً مع الأيام. يقول عم عاشور ابراهيم الذي يعمل منذ 40 عاماً في السيدة زينب في مهنةسروجي الخيل " ورثت المهنة عن والدي وجدي والمحل بناه والد جدي عام 1899،ثم طوره جدي ووالدي ،فمحلنا هوآخر محل سروجي تبقي في المنطقة ويعتبر،أثريا. ويري عم ابراهيم أن المهنة لم يطرأ عليها أي تطور من سنوات،لافتاً إلي،أنها علي رغم مواجهتها شبح الانقراض،ما زال يقف الزمن ومحتفظا بجزء يسير من مستخدميها الفقراء. مضيفا انها قديماً كانت للأثرياء طلبات معينة للسروج المزينة بقطع أو أسلاكذهبية وفضية ويتم ذلك يدوياً،وكانت زخارف سرج الحصان الذكر تختلف عن سرجالمهرة،وأفضل أنواع السروج هو سرج الفضة.. الخيل في فترة الستينات كان يقوم الأجانب والمشاهير والقناصل علي شراءسروجنا الموشاة بالذهب والمكفتة بالفضة،وللأسف انتهت هذه الحقبة ولم يتبق سوي قلة من الأثرياء الذين يتمسكون بتعليم أبنائهم رياضة الفروسية ويشترون السروج المستوردة،نصنع الان السروج لسائقي الحنطور ولعربات الكارو،وهم من أفراد الطبقات الفقيرة الذين لا يهمهم الجودة ولا الشكل بل يهمهم رخص الثمن". وعن صناعة السرج يقول: " هو ناتج مشترك من الحداد وصانع الجلود وحرفي المصبغة،إضافة إلي السروجي"،تبدأ صناعة السرج بتجهيز قالب الخيش،ثم يركب عليه الحديد أو الخشب ويعبأ بالقطن أو الصوف،وتبدأ بعد ذلك عملية زتركيب اللباد من داخل السرج الذي يخاط ويزين بزركشات التطريز والنقش زباليد وتضاف إلي كل ذلك قطع معدنية تثبت بألوان ذهبية أو فضية أو ببعض أنواع الخرز الطبيعي.