في كل يوم يؤكد السيسي.. بالدليل والبرهان- أنه الابن الوفي لشعب مصر العريق صاحب الحضارة الممتدة في أْعماق الزمن، وحامل القيم الانسانية الرائعة التي احتضنها تراب مصر الغالي منذ القدم لتعبر عن سلوك راق لشعب علم الانسانية كل القيم النبيلة وأضاء للبشرية مشعلا هاديا في صدق ونزاهة. يستغل كل دقيقة من نهاره وليله فيما يعود بالنفع علي وطنه ليعوضه أياما طويلة عاني فيها الحرمان وقاسي الويلات. وحرمته الضغوط والاطماع الكثير فلا بد ان يفعل الكثير ليعوضه الجانب الأكبر من الحرمان.. وغادر المطار عائدا من جولة الكويت الناجحة لم يضع وقتا واتجه مباشرة للكاتدرائية ليشارك المصريين المسيحيين احتفالاتهم بعيد الميلاد المجيد ويصحح مفاهيم خاطئة علي امتداد ايام طويلة لحكام سابقين لم يفكروا في تقوية أواصر المحبة والمودة بين ابناء وطن واحد واكتفوا بايفاد مندوبين لهم لمهمة مقدسة وطنية دينية ترعاها السماء وتباركها الاديان وبتواضع شديد يعتذر ان كان احدث ارتباكا في الاحتفال بوصوله المفاجيء وبكلمات من القلب تخاطب القلب. كان لازم أجي لكم وأهنيكم بعيد الميلاد وأقول لكم كل سنة وانتم طيبين ومصر كلها طيبة.. مفيش مسلم ومسيحي فيه مصري.. وعبر بهذه الكلمات البسيطة عن حضارة مصرية رائعة رسخت معالم التقدم الانساني وعلمت البشرية القيم السمحة وان الجميع لخالق واحد ورب واحد والمحافظة علي قوة نسيج متماسك لامة واحدة. زيارة السيسي للكاتدرائية اعادت لمصر وجها حضاريا شوهته عقود التهميش التي شعر بها ابناء مصر المسيحيون.. الزيارة ساوت بين كل أبناءالوطن في الكرامة والانتماء وفي الحقوق والواجبات وأرست معالم التسامح والمساواة أساس الاسلام واعطت تحذيرا قويا لخفافيش الظلام معتنقي مؤامرات تفتيت الصف الوطني ومحاولات الشرذمة الضالة لنشر وباء الفرقة بين أبناء مصر من تصوروا أنهم أوصياء علي الشعب وأنهم.. دون غيرهم - احباب الله وتجاهلوا عن عمد- أنه لافضل لاحد الي الاخر الا بالتقوي أدعوا انهم حماة الاسلام وأحرقوا دور العبادة وأطلقوا غول القتل والحرق والاغتيال والتدمير، وسعوا الي اشعال نيران حرب طائفية ولن تنسي مصر مقوله البابا تواضروس تعقيبا علي حرق الكنائس لن تستغرقنا الفتنة ولو أحرقوا كل كنائسنا لاننا سنذهب الي المساجد نصلي ويدعم قوله هذا ما فعله الاقباط في ثورة يناير حين كانوا يحرسون المسلمين وهم يصلون في ميدان التحرير لتتجلي أروع مظاهر المحبة والوحدة والوفاء. وفي تعبير بليغ عن فرحة الاخوة الاقباط بمفاجأة السيسي لهم أرتفعت أصواتهم أحنا بنحبك يا سيسي.. ويرد عليهم بتلقائية وبصدق.. «أحنا كمان بنحبكم كلنا مصريين». واذا كان الزعيم والقائد جمال عبدالناصر أول مواطن مصري يحكم بلاده ويتبني اقامة الكاتدرائية ويضع حجر أساسها فالسيسي أكد انه أول رئيس يؤكد المعني الحقيقي للمواطنة وأن كل شعب مصر ابناء وطن واحد يجمعهم الماضي والحاضر والمستقبل امتزج دمهم جميعا في التصدي للعدوان الخارجي علي مدار الزمان. حكمة: اذا لم تجد من يسعدك، فحاول إسعاد نفسك، وإذا لم تجد من يضيء لك قنديلا فلا تبحث عن آخر اطفأه، واذا لم تجد من يغرس في أيامك وردة فلا تسعي لمن غرس في قلبك سهما ومضي. فلا أحد يتغير فجأة من حالة الي اخري.. بل أننا في لحظة ما نغلق عين القلب فنفتح عين العقل فنري بعقولنا حقائق لم نكن نراها بقلوبنا. دعاء: اللهم اجعلنا أفقر الناس اليك، وأغناهم بك، اللهم إن عصيتك جهرا فأغفر لي وإن عصيتك سرا فاسترني.