كانت كلمات قليلة، ولكنها أغنت عن صفحات تحتوي علي آلاف الكلمات! خروجها من القلب.. الصدق فيها.. التلقائية، كلها أسباب جعلت كلمات تهنئة الرئيس عبدالفتاح السيسي للإخوة الأقباط بعيدهم في الكاتدرائية تدخل إلي القلوب مباشرة، ليس قلوب الأقباط فقط ولكن المسلمين قبلهم الذين شاركوهم فرحة العيد. وكما خرجت كلمات الرئيس السيسي من قلبه، خرجت هتافات الاخوة الأقباط من قلوبهم وهم يرددون «بنحبك يا سيسي». ولم تتوقف تداعيات الحدث داخل أركان الكاتدرائية وإنما امتدت إلي الشارع وإلي مواقع التواصل الاجتماعي التي اشتعلت بعد لحظات من كلمات الرئيس معبرة عن أحاسيس صادقة تلقائية، أكدت جميعها علي أن زيارة الرئيس وتواجده وسط أشقائنا الأقباط رسالة للداخل وللخارج في وقت واحد.. في الداخل رسالة ببداية عهد جديد، يعبر عن روح ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وعن روح المحبة والاخاء التي تجمع بين أبناء الشعب الواحد، فمصر ليست مسلما ومسيحيا ولكنها مصر لكل المصريين.. فرحتهم واحدة وأحزانهم واحدة.. وأحلامهم والمستقبل لكل أبناء الوطن. أما في الخارج فالرسالة كانت أقوي وأبلغ من أي مباحثات مكثفة يجريها كبار المسئولين وأكبر من أي حملات ممكن أن يتم تنظيمها للكشف عن حقيقة الحب والاخاء التي تجمع بين أبناء الشعب الواحد وأنهم أقوي من أن تنجح أي قوي للشر في تفريقهم، فلحمة الشعب الوطنية تمتد جذورها لآلاف السنوات في عمق التاريخ وستظل تمتد. ولم يكن هذا هو كل محتوي الرسالة للعالم، ولكن كان فيها ما هو أبرز، فحضور الرئيس السيسي المفاجئ لقداس عيد الميلاد، دون أي إجراءات مسبقة.. واستمرار الاحتفال بعد حضور الرئيس دون أن يستشعر أي من الحضور بتغيير في الإجراءات الأمنية رسالة تؤكد عودة الأمن والاستقرار إلي مصر، فها هو الرئيس بين شعبه في احتفال حاول البعض قبله أن يروجوا لترهيب وتخويف الشعب مما سوف يحدث خلاله. احتفلت مصر بعيد الميلاد وسط مناخ من مشاعر الحب والاخاء رغم أنف قوي الشر. رحم الله شهداء الوطن. دعاء اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، وأجعل الحياة زيادة لي في كل خير وأجعل الموت راحة لي من كل شر.