وتعانق مولدا رسولي الله سيدنا محمد- صلي الله عليه وسلم- وسيدنا عيسي عليه السلام في رسالة مفادها ان يعم السلام والخير جميع الأوطان أشعر بالخجل والانكسار مما نحن فيه من حروب واقتتال بين المسلمين والمسلمين، والمسلمين والمسيحيين. وأنا أتذكر ميلاد سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وكيف كان مولده في عام الفيل كسرا لعنق أبرهه وجيوشه التي جاءت لتهدم الكعبة حتي يحج الناس إلي الكنيسة التي بناها ليصد الناس عن أداء شعيرة الحج للكعبة وجذبهم نحو أرضه. لقد كان أبرهه أول من أشعل نيران الفتنة والمسيح بريء منه ومن سلوكه العدواني فسيدنا عيسي جاء ينشر السلام والمحبة بين الناس ويؤكد علي رسالة التوحيد التي جاء بها الأنبياء والرسل من قبله حتي جاء خاتم الرسل والأنبياء لينشر كلمة التوحيد في جميع بقاع العالم. الرسل والأنبياء من شجرة واحدة تؤمن بالله وملائكته وكتبه وكل رسول ونبي إنما كان يضع اسمه في جذر الشجرة حتي اكتمل البناء باللبنة الأخيرة وهي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم . يأتي الآن العدو من الداخل والخارج ينثر بذور الفرقة والفتنة بين المسلمين بعضهم ببعض وبين المسلمين والمسيحيين لأنه يعلم ان هدم هذه الأمة بنسيجها المتين الذي يحمل معاني الرسالات السماوية لن يتحقق دون تمزيق رباطها الديني والإيماني وقد نجح في أوقات زمنية في التاريخ ومازال يسير علي هذا المنهج كما يحدث الآن في العراق من فرقة خارجة اسمها داعش تقتل وتذبح المسلمين والمسيحيين علي السواء تحت زعم خادع بأنهم يعلون كلمة الله ضد أعداء الإسلام. لقد دعا سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم أصحابه وأتباعه إلي قتال أمثال هذه الفئة الضالة الذين يرددون كلمة الله أكبر عند كل ذبيحة من البشر.. الذين ينفذون أجندة أعداء الله والرسالات السماوية لجميع الرسل والأنبياء.. الذين هم أقرب للمنافقين وهم أسوأ من الكفار.. فهم شوكة في ظهر الناس والأوطان. أشعر بالحزن لأننا نعلم ما يكيده الأعداء لنا وما أسهل إثارة الفتن بحرق أماكن العبادة واستغلال ضعاف النفوس لهدم الوطن بضخ الأموال وغسل عقولهم بالأفكار المتطرفة والهدامة.. ورغم المعرفة إلا اننا لم نتحرك بالقدر الكافي لدرء الفتنة ومحق الباطل الذي يزعمونه بل اهملنا التوعية وتثقيف المواطن من خلال المدارس والجامعات ودور العبادة والمنتديات بما يحاك له من زرع بذور الفتنة بعبارات مسيئة تلهب مشاعر طرف ضد الآخر حتي يتمزق الرباط المقدس الذي يجمع الناس علي كلمة واحدة. اليهود لعبوا هذه اللعبة لتفريق المسلمين وزرع الفتنة بين المهاجرين والأنصار وبين الأنصار أنفسهم ولكن سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم كان يسارع إلي وأد هذه الفتنة وتوعية المسلمين من المهاجرين والأنصار من الانسياق وراء هذه الفتن. سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم كان يقول عن الأنبياء والرسل أخي موسي أخي عيسي ولم يذكر عنه أبدا كلمة فيها ذم أو إساءة لمخلوق وها نحن عندما تشتعل الفتن تخرج الأقوال البذيئة والرسومات القبيحة للأنبياء والرسل من بعض الموتورين وأفلام تسيء للرسل وتزيف التاريخ لخدمة أهداف الصهيونية العالمية ومن يرعاها. علمنا أن أعداء الإسلام والمسيحية والتوارة يريدون ان يمزقوا رسالة التوحيد التي بدأت مع سيدنا أدم وانتهاء بسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ونعلم أيضا الوسائل التي يستخدمونها سواء من شراء الخوارج بالمال ودفعهم لقتال جميع الطوائف الإسلامية والمسيحية أو بالقوي الناعمة من خلال الفن والرسومات والكتب وغيرها.. لهذا لابد من الإعداد للأعداء بنفس لغتهم من إعداد القوة لمقاومة هذا السرطان العدائي الذي لايهمد ولا يكل من شن حروب دينية ضدنا وأن نستخدم التكنولوجيا بنفس الذكاء الذي يوظفونه لإضعافنا في زيادة معرفة العالم بالحقائق والدلائل الإيمانية وكشف زيفهم وألاعيبهم في زيادة مساحة الفرقة والفتن بين شعوب العالم وأن يتذكروا المثل الشائع «أكلت يوم أكل الثور الأبيض». أتمني أن نقرأ سطور ميلاد الرسل والأنبياء ورحلتهم الإيمانية التي كانت عنوانا لنشر السلام في ربوع الأرض.