سفيرة الولاياتالمتحدة (أقصى يمين الصورة) تصوت ضد مشروع القرار الفلسطينى .. وفى الاطار السفير الفلسطينى عباس يعقد اجتماعا طارئاً ويوقع علي 16 معاهدة دولية أعلن مسئولون فلسطينيون أن الرئيس الفلسطيني «محمود عباس» سيوقع علي طلب الانضمام إلي المحكمة الجنائية الدولية بعد يوم من رفض مشروع قرار فلسطيني في مجلس الأمن الدولي يطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي خلال عامين. وبحسب المسئولين فإن عباس سيوقع علي طلب الانضمام إلي اتفاقية روما التي ستصبح بموجبها فلسطين عضوا في محكمة لاهاي الجنائية الدولية، بالإضافة إلي 15 اتفاقية دولية أخري. جاء الإعلان قبل اجتماع للقيادة الفلسطينية أمس لتحديد الخطوات المقبلة لتحركها الدبلوماسي لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي مع تصريح المتحدث باسم حركة فتح «أحمد عساف» بأن الساعات القادمة ستشهد «قرارات مصيرية». وكان الفلسطينيون قد أعلنوا عزمهم التوقيع علي سلسلة من الاتفاقات والمعاهدات الدولية، للانضمام إلي أكبر عدد من المنظمات الدولية المتاحة بعد حصولهم نهاية عام 2012 علي وضع الدولة غير العضو في الأممالمتحدة، إذا ما فشل إصدار قرار دولي ينهي الاحتلال. ومن بين هذه الهيئات المحكمة الجنائية الدولية لملاحقة المسئولين الاسرائيليين بتهمة ارتكاب «جرائم حرب» في قطاع غزة الذي شهد ثلاث حروب خلال ست سنوات. وكان مشروع القرار الفلسطيني الذي ينص علي التوصل خلال عام إلي اتفاق سلام بين الفلسطينيين واسرائيل، وعلي انسحاب قوات الاحتلال من كامل الأراضي قبل نهاية عام 2017، قد نال تأييد ثمانية أصوات فقط من أصل 15 عضوا في مجلس الأمن. وصوتت مع المشروع فرنسا والصين وروسيا من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، فيما صوتت ضده الولاياتالمتحدة واستراليا وامتنعت بريطانيا مع ليتوانيا ورواندا ونيجيريا وكوريا الجنوبية عن التصويت. كان مشروع القرار بحاجة إلي صوت إضافي واحد، للحصول علي تسعة أصوات، ليتم تمريره للتصويت عليه في شكل قرار، خلال جلسة خاصة بمجلس الأمن، إلا أن الولاياتالمتحدة، التي هددت باستخدام حق «الفيتو» لمنع صدور القرار، أجهضت مشروع القرار من بدايته، دون اللجوء إلي «الفيتو». وبحسب مصادر دبلوماسية فإن نيجيريا التي كان من المفترض ان تصوت إلي جانب القرار عدلت عن موقفها في اللحظة الأخيرة واختارت الامتناع عن التصويت. وفي رام الله قال كبير المفاوضين الفلسطينيين «صائب عريقات» أن نتائج التصويت هي «وصمة عار علي جبين المجتمع الدولي» مؤكدا أن الأجدر بالفلسطينيين في المرحلة الراهنة هو الانضمام إلي الهيئات والمواثيق الدولية. لكن حركة حماس اعتبرت أن رفض مشروع القرار الفلسطيني «فشل إضافي» لعباس. وفي اسرائيل، أعرب رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» عن إمتنانه للولايات المتحدة واستراليا لتصويتها ضد مشروع القرار، مضيفا انه حصل علي تأكيدات من جانب رئيسي نيجيريا ورواندا بأنهما لن يؤيدا المشروع. ومن جهته قال وزير الدفاع «موشيه يعالون» إن «الحكومة لن تقدم التنازلات للفلسطينيين علي حساب أمن إسرائيل ومستقبلها». ومع ترحيبها بفشل الخطوة الفلسطينية، حذرت وزيرة العدل السابقة «تسيبي ليفني» من خطورة استمرار سعي القيادة الفلسطينية لعزل إسرائيل دولياً. وكان ممثل إسرائيل في مجلس الأمن «يسرائيل نيتسان» قد ألقي كلمة مقتضبة عقب التصويت قال فيها «لدي أخبار للفلسطينيين: لا يمكنكم ان تصلوا إلي دولة عن طريق الانفعال والاستفزاز». ومن جهتها قالت السفيرة الأمريكية لدي الأممالمتحدة «سامنتا باور»، إن مشروع القرار الفلسطيني «سيزيد من المواجهات، وسيعرقل الجهود الهادفة لتهيئة المناخ من جديد حتي يمكن التوصل إلي تسوية من خلال المفاوضات». أما روسيا، فقد وصفت رفض مجلس الأمن مشروع القرار الفلسطيني بأنه «خطأ استراتيجي»، واتهم سفيرها لدي الأممالمتحدة «فيتالي تشوركين» واشنطن «باحتكار» مفاوضات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية وجرها إلي «طريق مسدود». وفي بروكسل قالت وزير خارجية الاتحاد الأوروبي «فيديريكا موجيريني» ان نتيجة التصويت تؤكد مجددا «ضرورة ان تستأنف بشكل عاجل مفاوضات حقيقية بين الأطراف وكذلك ضرورة ان يركز المجتمع الدولي جهوده علي تحقيق نتائج ملموسة للتوصل إلي اتفاق نهائي».