قد لا يكون مهمًا أن تشغلك الأسرار العلمية التي يسوقها الله في القرآن.. لأنك في جميع الأحوال مسلم.. تؤمن بالله.. لكن الله أوجد هذه الأسرار في القرآن ليظل عطاؤه حاضرًا يناسب العصور.. فإذا تقدم العلم كشف الأسرار العلمية التي لم نكن ندركها.. والتي تؤكد أن قائل هذا القرآن هو خالق الكون. يقول د.حاتم الخشن أستاذ طب النساء والتوليد إن الباحثين اكتشفوا علم الأجنة في منتصف القرن الماضي.. وقدم علم الأجنة دليلاً جديداً علي دقة تصوير خلق الإنسان كما ورد بسورة الطارق.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم «فَلينظُر الإِنسانُ مما خُلقَ, خُلقَ مِن مَاءٍ دافقٍ يخرُجُ مِن بينِ الصُلبِ والترائبِ» والصلب في التفسير اللغوي معناه العمود الفقري.. أما الترائب فمعناها الضلوع.. أي أن الإنسان يخرج من نقطة التقاء بين العمود الفقري والضلوع.. ومع بزوغ علم الأجنة تتضح التفاصيل.. إذ اكتشف العلماء وجود خلية مهمة تقبع بين العمود الفقري والضلوع في المنطقة السفلي.. وأطلقوا عليها (gentle ridge) أي نقطة الالتقاء اللطيفة.. واكتشفوها بالميكروسكوب الالكتروني.. وذكروا أنها مسئولة عن تكوين الخصيتين في الذكر أوتكوين المبيضين في الأنثي والمعروف أنهما منبع الماء الدافق.. الذي بالتقائه يتخلق الإنسان. لم يكن هذا السر العلمي معروفًا قبل وجود علم الأجنة.. لكن الله أخبر به في القرآن الكريم.. ونقله رجل أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة.. نقله كما جاء من عند الله دون أي تدخل.. ونزل في قوم أميين.. ليس لهم أي إسهام علمي مذكور.. لكي لا يقول قائل إن القرآن نتاج بشري.. ثم ترك الله أسرار خلق الكون أو الإنسان التي وردت بالقرآن ولم يفسرها.. بل ترك للعلم هذه المهمة عند تقدمه.. فيظل القرآن يعطي لأهل كل عصر بحسب براعتهم. ويضيف أستاذ علم النساء أن اختراع جهاز الموجات فوق الصوتية كشف دقة كلام الخالق عن «تسلسل» مراحل الخلق داخل الرحم.. ويبين أنه بعد النطفة.. يبدو شيء صغير من خلال الجهاز داخل كيس الحمل.. ويكون معلقًا أعلي الرحم.. لذلك أطلق عليه الله العلقة.. ثم يبين الجهاز كتلة كأنها من اللحم الممضوغ.. لذلك أطلق عليها الله المضغة.. ثم تأتي مرحلة المضغة المخلقة عندما يكشف الجهاز وجود النبض!! وكل هذا يؤكد ما ورد في الآية الخامسة من سورة الحج: «...فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم». كيف تلحد بعد علم الأجنة والموجات فوق الصوتية.