«الصحة» تنظم دورات تدريبية حول الإسعافات الأولية من خلال فروع هيئة الإسعاف بمختلف المحافظات    رئيس شعبة الدواجن: ارتفاع أسعار الفراخ بسبب مشكلة تسعير وليس احتكار    إيلون ماسك يثير الجدل بلفظ غريب عن سيارة «تسلا»| صور وفيديو    طرح 8 مزايدات عالمية للاستثمار في البحث والاستكشاف عبر البوابة الرقمية للبترول    باحث سياسي: إسرائيل تضع العالم أمام مخاطر جديدة.. ولا رادع لها    حزب الاتحاد ينظم ندوة بعنوان «إفريقيا عمق استراتيجي لمصر ومصير مشترك»    رسالة نارية من إبراهيم سعيد ل «شيكابالا»: اعتزل واحترم تاريخك    مستند دولي ينهي جدل أزمة منشطات الأهلي والزمالك بالسوبر الإفريقي ويحدد العقوبات    «ارتدى قناعًا».. مبابي يثير غضب جماهير فرنسا بعد ظهوره في ملهى ليلي (صور)    لصوص الدعم.. ضبط 15 طن دقيق مدعم داخل مخابز سياحية    تأجيل محاكمة إمام عاشور والمتهمين في واقعة مؤمن زكريا| أبرز أحكام الأسبوع الماضي    الهضبة عمرو دياب.. أسطورة الموسيقى يحتفل بعيد ميلاده    4 أبراج مخلصة في الحب والعلاقات.. «مترتبطش غير بيهم»    دار الإفتاء توضح فضل زيارة مقامات آل البيت    التحالف الوطني يطلق قافلة طبية بمركز الزرقا في دمياط للكشف والعلاج مجانا    أسعار التوابل اليوم الجمعة 11-10-2024 في محافظة الدقهلية    تغلب على هالاند.. بالمر لاعب الشهر في الدوري الإنجليزي    "شباب الأحزاب والسياسيين" تعقد ندوة بشأن مرور عام على حرب غزة وتحديات صناعة السلام    مسؤولون أمريكيون: المرشد الإيراني لم يقرر استئناف برنامج السلاح النووي    ضبط مخزن زيت طعام بدون ترخيص والتحفظ على 5 آلاف زجاجة مجهولة المصدر    مصادر طبية فلسطينية: 21 شهيدًا بغارات إسرائيلية على غزة    معارض أوكراني: زيلينسكي يفضل خسارة الحرب على السلام    غدا.. الأوبرا تنظم 4 حفلات ضمن فعاليات الدورة 32 من مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية    شبهت غزة بوضع اليابان قبل 80 عامًا.. منظمة «نيهون هيدانكيو» تفوز بجائزة نوبل للسلام    90 صورة من حفل زفاف مريم الخشت بحضور أسماء جلال ويسرا وجميلة عوض    أوقاف الدقهلية تفتتح مسجد أحمد إبراهيم في دكرنس (صور)    فضل الدعاء للأب المتوفي في يوم الجمعة: مناجاةٌ بالرحمة والمغفرة    ننشر حصاد جلسات مجلس النواب 7 -8 أكتوبر 2024    وزير الأوقاف يؤدي صلاة الجمعة بمسجد الشهداء بالإسماعيلية    أخصائية تغذية: هذا الجزء من الدجاج لا يُنصح بتناوله    الجيش الكوري الجنوبي: "بيونج يانج" ترسل حوالي 40 بالونا يحمل القمامة باتجاه كوريا الجنوبية    أوقاف بني سويف: افتتاح 6 مساجد بالمحافظة خلال الشهر الماضي    إيمان العاصي عن تجسيد قصة حياتها في «برغم القانون»: «كلام عجيب.. وأبو بنتي مش نصاب»    تقرير إسرائيلي: خلافات حادة في جلسة المجلس الوزاري المصغر    بحضور وزير الأوقاف: «القومي للمرأة» ينظم ورشة عمل للقادة الدينيين    تعرف علي حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة    الحوار الوطني.. ديمقراطية الرأي والرأي الآخر دليل على وجود مناخ صحي تشهده مصر تحت رعاية الرئيس السيسي    وزير الإسكان: تسليم الوحدات السكنية بمختلف أنواعها بالمدينة للحاجزين    إصابة مواطن في إطلاق نار بسبب مشاجرة بسوهاج    تنزانيا تسجل أول إصابة بجدري القردة وسط مخاوف صحية دولية    موعد مباراة مالي وغينيا بيساو في تصفيات أمم إفريقيا 2025 والقنوات الناقلة    القومى للطفولة يولي مهام رئاسة المجلس لعدد من الفتيات في يومهن العالمي    سقوط تشكيل عصابي تخصص في سرقة سيارات النقل بالأقصر    الصحة: إغلاق عيادة جلدية يديرها أجانب مخالفة لاشتراطات التراخيص في مدينة نصر    سفيرة مصر في زامبيا تطالب الكنيسة بتوسيع خدمات المستشفى القبطي    أجواء سياحية صباحية بزيارات معابد شرق وغرب الأقصر مع تحسن حالة الطقس.. صور    الأربعاء..انطلاق Arabs Got Talent بموسمه السابع على MBC مصر    خطبة الجمعة اليوم.. تتحدث عن السماحة في البيع والشراء والمعاملات    مشادة كلامية.. حبس فتاة قتلت صديقتها طعنا داخل كمباوند شهير في أكتوبر    ترامب يتعهد بإلغاء الضريبة المزدوجة على الأمريكيين المقيمين بالخارج حال الفوز    تغيرات حادة في أسعار الحديد والأسمنت بمصر: التقلبات تعكس الوضع الاقتصادي الحالي    للنصب على المواطنين، حبس صاحب أكاديمية وهمية لتعليم التمريض بالإسكندرية    التأمين الصحى ببنى سويف تنظم برنامجا تدريبيا عن الأسس العلمية لإدارة المكاتب    موعد مباراة هولندا والمجر والقنوات الناقلة في دوري الأمم الأوروبية    أسعار الأسماك بكفر الشيخ اليوم.. الماكريل ب 180 جنيهًا    اختللاط أنساب.. سعاد صالح تحذر المواطنين من أمر خطير يحدث بالقرى    «راجع نفسك».. رسائل نارية من رضا عبد العال ل حسام حسن    مباشر الآن مباراة البرازيل ضد تشيلي (0-1) في تصفيات كأس العالم 2026.. لحظة بلحظة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء علاء عز الدين رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة سابقا :
حادث دمياط تطور نوعي في العمليات الإرهابية .. تمويله ضخم والتدبير أجنبي القوات المسلحة تتعامل في سيناء بمشرط الجراح حفاظاً علي المدنيين
نشر في أخبار اليوم يوم 18 - 11 - 2014

تغير نوعي في أسلوب العمليات الارهابية رأيناه أخيرا في الاعتداء علي لنش تابع للبحرية المصرية قرب دمياط بما يشير الي ترتيب وتمويل خارجي نفذه اشخاص مدربون ولكن سرعة تعامل قواتنا معهم والقبض علي 32 إرهابيا سيقود الي خيوط جديدة لكشف غموض الحادث.. هذا ما يؤكده اللواء عادل عز الدين رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة سابقا في حوار مع «الاخبار» حلل فيه اساليب الجماعات الارهابية التي خرجت من عباءة الاخوان مشددا علي ان أسطورة داعش صنيعة امريكية والدعاية تضخم في قوتها وأن قواتنا المسلحة قادرة علي ردعهم والاجراءات الأخيرة في سيناء ستحد من حالات تسلل الإرهابيين الي أراضينا وطالب بتغليظ العقوبة علي حاملي الاسلحة غير المرخصة وصانعي المتفجرات وتخصيص دوائر خاصة لقضايا الإرهاب وغيرها من الآراء الهامة في الحوار التالي
أطالب باعدام من يحمل سلاحا غير مرخص أو يصنع المتفجرات
سيناء أصبحت طاردة للإرهابيين
بعد إخلاء الشريط الحدودي
داعش صنيعة أمريكية ضخمتها الدعاية .. وعددهم لا يزيد عن خمسة آلاف شخص
كل المنظمات الإرهابية خرجت من تحت عباءة الإخوان
بحكم تخصصك في الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة كيف رأيت الحادث الارهابي الاخير بهجوم أربعة قوارب مسلحة علي لنش تابع للبحرية قرب دمياط ؟
هذا الحادث نقطة تطور نوعي في طبيعة العمليات الارهابية وهي محاولة لاثبات قدرتهم علي زعزعة الامن والاستقرار والتأثير علي القوات المسلحة وهذه العملية فاشلة من الأساس لأن البحر سطح مكشوف لا يمكنهم الهروب فيه بعكس البر حيث تهرب السيارات أو تستخدم القنابل وتفجر عن بعد وبفضل الاتصال السريع بين الوحدات البحرية وقاعدتها علي الشاطيء وارسال استغاثة فور تعرضها لأي حادث تعاملت القوات البحرية معهم علي بعد 40 ميل بحري من دمياط وأتوقع انها كانت لنشات مصرية وتحمل أشخاصا معظمهم مصريين ومدربين جيدا ولا يقل عددهم عن 60 الي 70 شخصا وتم قتل أكثر من 20 منهم والقبض علي 32 وخلال التحقيق معهم سنحصل علي تفاصيل عن العملية والممول لها فهذه العملية تمويلها ضخم يصل للملايين وتم الاعداد لها منذ فترة طويلة واتوقع ان بلانصات الصيد مملوكة لاشخاص سيتم الكشف عنهم فمن الصعب ان تكون مستأجرة لأن من يؤجر مراكبه يتأكد من شخصية المستأجر ويمكن لهذه البلانصات ان تحمل أسلحة خفيفة تصلح للهجوم علي اللنش البحري مثل ال «ر بي جي« أو الصواريخ المحمولة علي الكتف أو الصواريخ الأرض أرض ولم يتشكك اللنش البحري في القوارب الاربعة لانه الحادث الأول من نوعه ولأنها كانت تحمل العلم المصري واتوقع ان تكون الجهة المدبرة لهذه العملية دولة معادية لمصر وليست مجرد منظمة او أشخاص وعموما فالتحقيقات سوف تثبت الحقيقة.
العمليات الارهابية التي تتعرض لها مصر في الفترة الأخيرة كيف تقيمها من واقع خبرتك في هذا المجال؟
الارهاب جريمة ينفذها مجرمون لتحقيق أهدافهم باستخدام العنف ولا يرون غير ذلك الاسلوب بديلا ولكن يختلف الارهاب من مكان لآخر فأحيانا نجد له نزعات انفصالية مثل ما حدث في اسبانيا ودول أخري، لكن ما يواجهنا في المنطقة العربية هو ارهاب التشدد والتطرف الذي يتذرع بالدين ويرتدي عباءته ولا استطيع ان اربط اسم تلك المنظمات بالاسلام لأنهم لا يستحقون هذه الصفة.
لكن الشباب من مصر وجنسيات أخري يتطوعون للقتال في صفوف القاعدة ؟
بالضبط، لقد تطوع الشباب من جنسيات مختلفة بدافع ديني فقط بدعوي ان الاتحاد السوفيتي ملحد فلم تكن العلاقة بين التنظيم الدولي للإخوان المسلمين والمخابرات الامريكية واضحة للكثيرين ولكن اسامة بن لادن والقليلين من المحيطين به يعلمون هذه الحقيقة فالواقع أن معظم أعضاء التنظيم جاهلون فكريا وثقافيا فينفذون اجندة مفروضة عليهم لتحقيق أهداف أطراف أخري وبالتالي نحن نواجه نتاج صنائع للاخوان المسلمين وتنظيم القاعدة فكل تصرفاتهم كانت تميل للسلمية باستثناء فترة الاربعينيات التي اخذت فيها الاغتيالات السياسية صبغة وطنية نسبيا لأنهم اغتالوا المتعاونين مع الاحتلال الانجليزي ولكن بعد ثورة 1952 ومحاولاتهم اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تم وأدهم فانتهجوا السلمية فلم يكن العنف مرتبطا بهم لدي الناس بينما تنظيم القاعدة منذ نشأته تنظيم مسلح لأنه يحارب عدوا ملحدا وبعد خروج الاتحاد السوفيتي من افغانستان حاول هذا التنظيم المسلح أن يفرض رؤيته بالتعاون مع جماعة طالبان واستطاعا السيطرة علي افغانستان الي ان تم الغزو الامريكي فتشرذموا الي مجموعات وخرج منهم العائدون الي مصر مثلا والعائدون الي بلاد أخري وحاولوا فرض أفكارهم بالقوة مقتنعين بأنهم الأقرب لله سبحانه وتعالي فبدأت جماعات الارهاب في الظهور في أكثر من بلد
العائدون إلي مصر
وماذا عن «العائدون الي مصر» ؟
هذه الجماعات تعاملت معها الدولة بشدة وحزم في التسعينيات وتمكنت من استئصالها تماما وأجبرتهم علي القبول بالمراجعة الفكرية وهم داخل السجون لكنهم لم يقبلوا بها عن اقتناع لأن 99% منهم كانوا مجبرين علي المراجعة نتيجة أي ضغوط ولم تكن نابعة من قلوبهم ولم يلتزم بها إلا القليل منهم وأبرزهم نبيل نعيم وكرم زهدي وناجح ابراهيم أما الباقون فقد ادعوا انهم ثابوا الي رشدهم وابتعدوا عن العنف في الظاهر فقط ولكن عندما اتيحت لهم الفرصة مرة أخري عادوا الي العنف الذي نراه الآن بشكل علني أما من كانوا في الخارج من المتطرفين فعادوا الي مصر بعد الثورة يقينا منهم أن الساحة ستكون خالية لهم بعد نجاح الاخوان في خداع الشعب المصري ووصول مرسي الي الحكم ولكن نجاح الاخوان في العمل الاجتماعي اجتذب الشعب وخدعوه فانتخبهم حتي اكتشف الشعب الخدعة فأزاحهم عن الحكم وخلال الفترة من بعد ثورة يناير حتي ازاحة الاخوان من الحكم تدفق الي مصر الكثير من المتشددين وأقدرعددهم بما لا يتجاوز العشرة آلاف وفي جميع الأحوال العنف لا يحتاج الي جيوش بل يمكن ان ينفذه عدد قليل من الأشخاص.
ممارسات العنف تؤكد مقولة ان الاخوان لهم أذرع مسلحة وليسوا تنظيما دعويا ؟
من كان يظن أن الاخوان جماعة سلمية فإن ما يحدث الآن يثبت أنهم أبعد ما يكونون عن السلمية وظهر تنظيمهم الخاص الذي ظهر بأسماء متعددة مثل جند الله وانصار بيت المقدس وكتائب حلوان وغيرهم وهي اسماء مختلفة لمسمي واحد هو التنظيم الخاص الذي كان يمارس العنف في الاربعينات.
داعش والإخوان
وما علاقة داعش بالاخوان ؟
داعش أخذت أكثر من حجمها وهي صنيعة امريكية وهم مجموعات من المتشددين بدليل التزايد في قوتها المفتعلة خلال الفترة الأخيرة لتحقيق المصالح الأمريكية وساهم في الدعاية لداعش انتصارها علي ما يدعي الجيش العراقي وقدرعددهم بحوالي من الفين الي ثلاثة آلاف شخص وهاجموا بعض المدن العراقية ولم يستطع الجيش العراقي مقاومتهم لأن الجيش الوطني العراقي تم حله بأوامر بول برايمر الحاكم الأمريكي للعراق بعد ان احتلتها امريكا ثم عاد الامريكان لتكوين الجيش العراقي وفقا لمصالحهم وكان المتطوعون لهذا الجيش يوقعون علي تعهد بالدفاع عن الامريكيين اذا تعرضوا للهجوم داخل العراق إذن فولاؤهم للامريكان لأنهم مجموعة من المرتزقة وعددهم من 30 الي 50 ألف شخص وليس لديهم كفاءة قتالية أو عقيدة تحركهم ولديهم أسلحة حديثة دفاعية ولم يتدربوا عليها جيدا بدليل انهم عندما واجهوا داعش انسحبوا مباشرة وتركوا اسلحتهم رغم ان بديهيات المقاتل أن يدمر أسلحته حتي لا يستولي عليها العدو لكنهم تركوها هدية لداعش التي استولت عليها بشكل متعمد فبدأت داعش تقوي والدعاية تعطيهم أكبر من حجمهم ومارسوا العنف والقتل البشع كما رأينا في وسائل الاعلام وهل يمكن ان تستولي جماعة خارجة علي القانون الدولي علي حقول نفط وتصدره؟ وكيف تتحرك الناقلات التي تصدره دون ان ترصدها الولايات المتحدة التي تملك أقوي اجهزة الاستخبارات في العالم؟ ألا تستطيع رصد اتجاهاتها او ايقافها ولو كانت تصدره الي تركيا بسعر رخيص كما يقال فتركيا عضو في حلف الناتو والمفروض ان كل دول الحلف تتبع سياسة واحدة فمن باب أولي أن يصدر البترول الرخيص لدول الحلف وهذا ما جعل الولايات المتحدة الامريكية تغض الطرف عن استيلاء داعش علي النفط العراقي، ثم دعت الي تحالف دولي للقضاء علي داعش وقبل ان يتكون التحالف أعلن الرئيس اوباما ان الحرب علي داعش قد تستمر 3 سنوات ورغم انها اقوي دولة في العالم فقد اعلنت انها ليس لديها استراتيجية واضحة للتعامل مع داعش، هذه التصريحات تؤكد إما اننا كنا مخدوعين ونعيش في وهم القوة الأعظم او ان الرئيس الامريكي يسيء الي نفسه عندما يقول كلام غيرحقيقي عن بلده لأنها قامت لمدة 38 يوما متصلة بتوجيه ضربات صاروخية علي مدار الساعة علي العراق الي ان انهكتها وبدأت الهجوم البري أما اليوم فتوجه 4 أو 6 غارات جوية علي داعش بهدف ايقاع خسائر محسوبة لإطالة أمد الصراع والأطرف من هذا أن الطائرات الامريكية تلقي مساعدات في شكل اسلحة علي الاكراد وأحيانا تلقيها علي داعش اذن فهم يدعمون داعش
إذن.. لماذا تصنعها امريكا ثم تحاربها ؟
أمريكا تتعامل مع العالم بمنطق الادارة بالازمات وليس ادارة الازمات وهناك فارق لأن الادارة بالأزمة معناها صنع مشكلة للطرف الآخر لاجباره علي تصرف معين يخدم مصالحي وهذا ما حدث عندما تم تضخيم داعش.. طلبت العراق مساندة جوية من امريكا ورفضت أي تدخل بري فاعلنت امريكا انها ليست لديها استراتيجية وان الحرب ستطول ثم دعت لتحالف دولي للحرب من داعش وانضمت الدول العربية لدعوة العراق لأمريكا لقيادة التحالف نتيجة تأثرهم بالدعاية واعلنت امريكا وبريطانيا انهما للقضاء علي داعش سيدعمان الاكراد أي(البشمرجة) والقبائل السنية وليس الجيش العراقي فقط لأنه مهما كانت القوات الجوية قوية فلابد من الحرب البرية التي تستطيعها قوات الأكراد لتنتهي الجولة مع داعش بظهور دويلة صغيرة جديدة هي كردستان العراق علي الأراضي العراقية والسورية وبعيدا عن الاراضي التركية وهو حلم الاكراد لكن تركيا وهي عضو في حلف الناتو لن تسمح بالمساس بسيادتها لأن ميثاق الحلف يلزمه بالحفاظ علي وحدة واستقلال اي دولة في الحلف ولهذا قد يرحل الأكراد من تركيا الي هذه الدويلة فتحافظ تركيا علي وحدة أراضيها وتتخلص من مشكلات الأكراد
وماذا عن القبائل السنية بالعراق وسوريا ؟
المفروض أنه بعد القضاء علي داعش واستقلال الاكراد فإن القبائل السنية التي تم دعمها سابقا من امريكا وتركيا ونتيجة للطائفية في العراق ستبدأ معركة أخري بين السنة والشيعة وربما تنتهي باقتطاع جزء لاقامة دولة سنية وبذلك يتحقق السيناريو القديم بتقسيم العراق الي 3 دول سنة وشيعة واكراد
تضخيم عدد داعش
هل صحيح أن عدد مقاتلي داعش حوالي 50 ألف شخص ؟
أعلن أن عددهم من 2000 الي 3000 شخص منذ أقل من عام وبعد شهر قيل أنهم حوالي 10 آلا ف وأخيرا قيل أنهم من اربعين الي خمسين ألف وهذا العدد ضخم وغير منطقي لبث الخوف في نفوس العرب خاصة دول الخليج وهم يحققون نجاحات لعدم وجود جيش نظامي يواجههم ويوقفهم وأظن أن عددهم الحقيقي لن يزيد عن 5 الآف شخص علي أقصي تقدير خاصة انه المفروض ان هناك حصارا علي وصول متطوعين لهم ولو أن طائرة كاملة تصلهم يوميا محملة بالاشخاص فلن يصلهم في الشهر اكثر من 7500 شخص وهو فرض بعيد فالهدف تحجيم داعش او القضاء عليها وتوليد دويلة كردستان
هل داعش قريبة من حدود مصر ؟
سواء داعش أو غيرها فهم مجموعة من الارهابيين وامكانياتهم تتناسب طرديا مع الاسلحة المتوفرة لديهم وداعش استولوا علي اسلحة حديثة ومدرعات وصواريخ امريكية الصنع مما يزيد من كفاءتهم القتالية فلو أن احد أفراد التنظيم وصل الي مصر فمعناه انه مجرد شخص وامكانياته ستتساوي مع امكانيات أي ارهابي في مصر وليس بينهم من يملك دبابة مثلا اومدرعة واقصي ما يحملونه مدفع هاون فوصول داعش الي مصر لا يقلقنا لأننا واثقون من قدرة المصريين علي المواجهة بشكل يحسم الصراع في أقصر وقت ولدينا جيش قوي وشعب متماسك غير طائفي.
هل تستبعد وصولهم إلي مصر أم تؤكد انهم حتي لو وصلوا مصر فلن يسببوا أضرارا كبيرة ؟
الاشخاص لا يمثلون خطورة لأن تنظيم داعش الارهابي أخذ شهرته من أنه تنظيم يملك أسلحة حديثة ولا يواجه جيشا وانما يقتل المدنيين من النساء والاطفال.
مشرط الجراح
أليس من المحتمل ان تكون هناك مجموعات منتمية لداعش قد تسربت الي سيناء ؟
لقد رأينا جهود القوات المسلحة في سيناء منذ عزل محمد مرسي وهي تتعامل مع الارهاب بضبط نفس شديد وتحمل للخسائر أكثر من المعتاد حتي لا يصاب الابرياء أثناء تعاملها مع الارهابيين فكانت تتعامل بمشرط الجراح فتحاول الوصول للمجرم بأقل الخسائر وبالفعل لم نجد قتيلا ولا مصابا بنيران القوات المسلحة ولهذا كانت الاجراءات الاخيرة ضرورية مثل حظر التجوال لأن اهل سيناء لديهم روابط مع القوات المسلحة ويتعاونون معهم منذ نكسة 1967 ومنهم ابطال أدوا للوطن خدمات جليلة من نقل معلومات وإخفاء الذخائر وغيرها من المهام خلف خطوط العدو فكانت القوات المسلحة تتحامل علي نفسها حتي جاء حادث كرم القواديس فغيرت نهجها واستدعت المشاعر الوطنية في أهل سيناء ليتحملوا بعض التضييق عليهم ورأينا الاستجابة من الطرفين بدليل سرعة صرف التعويضات غير المسبوقة لمن تركوا منازلهم لاقامة المنطقة العازلة باستثناء المنازل التي وجدت تحتها الانفاق وبالفعل اكتشف حوالي 200 بيتا من 870 بيت أي ربع البيوت تقريبا مما يؤكد أن الإجراء الذي اتخذه الجيش كان قرارا صائبا ويساعد علي توفير البيئة المناسبة للقوات المسلحة للقضاء علي الارهاب وفي نفس الوقت يحافظ علي أمن أهلنا في سيناء
وهل مساحة المنطقة العازلة بين غزة ورفح كفيلة بالحد من عمليات تهريب الارهابيين والاسلحة عبر الانفاق ؟
ستقللها جدا لأن عرضها حوالي 500 متر وإذا ثبت انها نجحت في ايقاف حفر الانفاق فسيكتفي بها ولكن مع اكتشاف نفق طوله 1700 متر فربما يتم إخلاء جزء آخر فكلما كان النفق أطول كلما كانت القدرة علي انشائه أقل فهي خطوة ناجحة لأهلنا في سيناء وكلما كان القضاء علي الارهاب أسرع كلما انتهت هذه الاجراءات وهي فرصة للقوات المسلحة للسيطرة علي هذا الشريط الذي كان من الممكن أن يتسبب في فتنة بين مصر وقطاع غزة.
بالنسبة للحدود المصرية الليبية ومع عدم استقرار الاوضاع هناك هل تتواجد داعش في ليبيا بعد ان اعلنوا عما يسمي (دعلم) لوضع ليبيا ومصر داخل خريطة اطماعهم ؟
ما ينطبق علي مصر ينطبق علي ليبيا وما يقولونه مجرد حرب نفسية بهدف إلي إضعاف الروح المعنوية للشعب المصري ليفقد الثقة في جيشه وكأنه غير قادر علي حمايته من ضربات الارهاب، ربما الظروف الأمنية في ليبيا أسوأ نسبيا لعدم وجود كيان قادر علي حسم الصراع وعدم وجود قوات مسلحة لتنهي هذه الحالة المتردية بعكس الحالة في مصر ولكن اظن ان الجيش الليبي سيحقق انتصارات في المرحلة القادمة كما فعل في بني غازي فلا يوجد داعش في مصر ولا في ليبيا ولكن يوجد انفلات أمني في ليبيا
إذن لا يوجد مقاتلون لداعش في مصر ولا في ليبيا ؟
أي دولة لا تستطيع تأمين حدودها فهناك خطر يتهددها ومصر قادرة علي تأمين حدودها الشرقية بأساليب متدرجة ففكرة إخلاء الشريط الحدودي مطروحة منذ سنوات طويلة ونفس الاجراءات المتدرجة في الشدة موجودة علي الحدود الغربية لأن الحدود بين أي دولتين تخضع للتأمين من كلا الدولتين وبعد انهيار الجيش الليبي والانفلات الأمني أصبح عبء تأمين الحدود الغربية علي مصر فقط فزادت الاعباء علي الجيش ومع ذلك استطاع ان يحافظ بشكل جيد علي إيقاف تهريب السلاح خاصة في الفترة الأخيرة فالحدود الليبية مؤمنة تماما وهناك كمائن وتفتيش علي الحدود بكاملها وتأمين الحدود سواء الشرقية أو الغربية أو الجنوبية لا يعني أنه لا يوجد خطر فبين الولايات المتحدة والمكسيك يوجد تسلل من الحدود ونحن لدينا سرعة رد الفعل والقوات المسلحة قادرة علي تأمين الحدود في كافة الاتجاهات
الي متي ستظل الضربات الارهابية الغادرة تضرب اماكن متعددة بالبلاد ؟
هذه الايام زادت الضربات خاصة بعد إخلاء الشريط الحدودي بما يؤكد لنا ان سيناء ستصبح طاردة للارهاب وبالتالي أصبحوا يضربون في المحافظات لتشتيت الجهود وخفض الروح المعنوية للشعب ولكنهم يؤكدون للشعب المصري أنهم أبعد ما يكونون عن الدين لأن اي دين ينهي عن القتل كما أنهم بهذه العمليات زادوا من اصطفاف الشعب مع الحكومة والقوات المسلحة والشرطة ولن ينهكوا الدولة بالارهاب ولكني اراهم أشبه بفأر يحاول أن يحفر جحرا في جبل ولن ينجحوا فيما يريدون.
الإرهاب والانتخابات
وهل للضربات الارهابية علاقة باقتراب موعد الانتخابات البرلمانية ؟
بدأت محاولاتهم من قبل الاستفتاء علي الدستور ونزل الشعب للاستفتاء ثم حاولوا قبل الانتخابات الرئاسية وفشلوا أيضا ويحاولون الآن تعطيل مسيرة الحياة الديموقراطية والحياة تمضي، وأراهم أقل خطرا من حوادث الطرق والحمد لله اننا لسنا العراق أو ليبيا أو اليمن فهي فترة سنضطر الي احتمالها والدولة لا تريد اتخاذ اجراءات شديدة وسريعة لأسباب يقدرها متخذ القرار ولكن أعداد الارهابيين تتناقص وزادت قدرة الشرطة علي الامساك بهم مما يمنعهم من ارتكاب جرائم أخري فنحن بحاجة للصبر وطول النفس ويكفي ان الشعب المصري تأكد من عدائهم للشعب فزادت الفجوة بينهما
وكيف تري افضل طرق مكافحة الارهاب ؟
الاجراءات الاخيرة التي تمت أعتبرها مهمة ومنها إحالة جرائم الارهاب للمحاكم العسكرية لانه يتميز عن القضاء المدني بسرعة البت في القضايا مع توفير نفس الاجراءات والضمانات للمتهم من حيث درجات الاستئناف والنقض ولكن قلة عدد القضايا وعدم التقيد بساعات عمل يجعله ينجز أسرع والقضاة العسكريون من خيرة شباب مصر صحيا وعلميا مما يساعد علي العدالة الناجزة ففي قضية عادل حبارة قتل 25 جنديا خاضعين للأحكام العسكرية ولكنه يحاكم امام المحاكم العادية منذ فترة طويلة مما شجع آخرين علي ارتكاب جرائم مماثلة حتي أن حكم الاعدام لم ينفذ فيه للآن رغم انه معترف بجريمته كما ان الدستور نص علي ان من يعتدي علي افراد القوات المسلحة يحاكم عسكريا، كما ان وضع المنشآت الحيوية والهامة تحت حراسة الجيش والشرطة لتأمينها جعلها خاضعة لقانون المنشآت العسكرية في حال الاعتداء عليها وهي خطوة ايجابية ولكن ينقصنا اجراءات رادعة لمنع السلاح غير المرخص الذي يحمله الاشخاص وقد طالبت بعقوبة الاعدام لمن يحمل سلاحا غير مرخص او متفجرات اويصنعها فإذا أصبحت هذه العقوبة وجوبية ستساعد في تحقيق الأمن الجنائي والسياسي والاسراع بالحسم في القضايا السياسية المعلقة مع تخصيص دوائرلقضايا الإرهاب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.