لم أتوقع هذا الغضب العارم من المواطنين علي مرفق الإسعاف. ففور نشر مقالي أمس الأول تحت عنوان «الإسعاف النائم». انهالت عليّ الاتصالات الممزوجة بالألم، وسمعت حكايات مأساوية كشفت جوانب مخزية حول أداء الإسعاف. فهذه سيدة فقدت زوجها الذي تعرض لفقدان النطق وتشنجات بسبب تأخر إسعافه حيث تأخرت السيارة في الوصول إليه، وبعد أن وصلت لم تكن تضم سوي السائق وشخصًا آخر لمساعدته في نقل المريض. وسألها السائق : أنت عاوزه أي مستشفي يامدام ؟ فاندهشت السيدة من السؤال وقالت بغضب : أي مستشفي .. المهم ننقذه. واتجه بها إلي مستشفي الزيتون التخصصي وقبل أن يتم تقديم الإسعاف فوجئت بمن يطلب منها دفع مبلغ تحت الحساب. تعجبت السيدة، فقد كانت تتصور أن المستشفي حكومي، لكن خوفها علي حياة زوجها جعلها ترد علي الموظف : حاضر بس مش دلوقتي، أنا ماكنتش عاملة حسابي. وعرضت السيدة وهي تبكي ماتعرض له زوجها من إهمال وغياب التجهيز الطبي بالمستشفي لدرجة أنها اضطرت حمله بالإسعاف مرة اخري إلي مركز خاص للأشعة لعمل «رنين مغناطيسي». وانتهي الأمر بوفاة زوجها دون أن تعلم حتي اليوم سبب الوفاة. وقالت وهي لم تزل تبكي بحرقة : الإسعاف عندنا مجرد تاكسي مدفوع الأجر. فلايوجد بالسيارة طبيب طوارئ أو حتي مسعف مدرب.!! نفس المأساة وبتفاصيل أخري سمعتها من كثيرين بالإضافة إلي الشكوي من تأخير وصول السيارة حتي إن أحد الأشخاص قال لي بسخرية : حضرتك زعلان علشان الإسعاف لم تصل بعد استدعائك لها ب 40 دقيقة , أنا وصلتني بعد ساعتين رغم أنني اتصلت عشرات المرات. وقال آخر من إحدي القري بصوت محبط : مرفق الإسعاف يحتاج إسعافًا عاجلًا وإصلاحًا شاملًا ونحن في الريف نسينا أن مصر بها إسعاف بعد أن فقدنا الأمل في علاجه!!