محمد حمدان : مهمتى إسعاد العروسين وكل من يشاهد الزفة من منا لم يلفت انتباهه سيارة مزينة بالورود تسير بجواره وبداخلها عروسان سعيدان بزفة ليلة العمر.. بتلقائية نجد أنفسنا ننظر إليهما بسعادة وفرحة بالغة، حيث يعيد المشهد إلي نفوسنا ذكريات جميلة، وراء هذا المنظر البديع شخص قد لا نذكره رغم إبداعه الذي يعطي الزفة الجمال المنشود.. إنه عامل تزيين سيارات العرسان بالورود. مشهد أساسي في مناسبات الزفاف، يحمل رمزا لكل معاني الحب والجمال والفرحة. محمد عبده حمدان متخصص في مهنة تزيين سيارات زفاف العرائس ببوكيهات الورد الطبيعي والصناعي، يتمتع بحس فني عال ويعيش لحظات الفرح مع كل سيارة يتولي تزيينها. يروي محمد مع مهنته المحببة إلي النفس فيقول: إنه نزح من الصعيد إلي القاهرة، بعد انتهاء الخدمة العسكرية ليبدأ رحلة البحث عن عمل، ولم يوفق في بعض الأعمال التي وجدها لأنها قليلة الدخل، حتي استقر في مهنة تنسيق الزهور وتزيين سيارات العرائس وقرر أن يرحل إلي القاهرة مع زوجته وأولاده، ولأنه يجيد الفلاحة وزرع الأرض تمكن بسهولة أن يعمل في هذه المهنة وأحبها. يقول محمد عبده: إن عملية تزيين السيارات بالورود تعد ركنا أساسيا في زفة العروسين وتختلف من سيارة إلي أخري حسب نوع الزهور وسعرها فكلما يكون البوكيه متنوعا وأزهاره طبيعية مميزة يزيد السعر، ودورنا يقتصر علي عرض جميع الأشكال أمام الزبون ونترك له حرية الاختيار وفقا لذوقه وقدرته المالية، موضحا أن المهنة تتطلب حسا فنيا عاليا لتنسيق الزهور مع الحرص علي إرضاء الزبون وإسعاده. يضيف محمد: إن لكل لون ونوع من الزهور ما يناسبه من ألوان السيارات، فالألوان الأحمر والأبيض والأصفر من زهرة عباد الشمس يناسبها سيارة لونها أبيض أو أخضر، وفي بعض الأحيان يتم استخدام انواع الورود وفقا للفصل الذي يتم الزفاف فيه، ولكن يظل ذوق الزبون وطلبه هو الفيصل في تزيين سيارات العرائس حتي مكان وضع بوكيه الورد في السيارة يحدده الزبون، سواء في الأمام أو الخلف أو في جميع الجهات لأن كل طريقة ولها سعرها. ويوضح محمد أن هناك بعض العرائس ظروفهم صعبة ويطلبون تزيين السيارة بورد صناعي فنضطر لتلبية طلبهم مع الحرص علي يكون شكل السيارة بالزينة مبهجا. ويكمل محمد حديثه عن الزهور المستخدمة في تشكيل السيارات فيقول: إن كل لون له دلالته فلون الورد الأحمراء يرمز للحب والأصفر للغيرة والأبيض والروز للمناسبات الخفيفة مثل الخطوبة وزيارة المرضي. أما بوكيهات الأفراح تكون معظمها عادة ورودها بيضاء، بل في بعض الأحيان في الخطوبة تطلب العروسة أن يكون بوكيه الورد مثل لون فستانها وظهرت الآن موضة حديثة بين الشباب وهي إضافة بالونات الهيليوم مكتوب عليها بالإنجليزية اسماء العروسين.المهم أن الهدف واحد وهو إسعاد العروسين وكل من يشاهد الزفة. هدي محمد