أكره أن أكون سبباً ولو بطريق غير مباشر، لإثارة الإحباط لدي البعض، أو أكون دافعاً بغير قصد، لإثارة القلق والاضطراب لدي البعض الآخر، إذا ما ركزت الضوء علي حجم السلبيات المتزايدة في السلوك الجمعي بالشارع في الآونة الأخيرة، وما يشير إليه ذلك من الابتعاد عن التمسك بالقيم الأخلاقية العامة، التي كانت حاكمة للتفكير والسلوك لدي المصريين. ولكن للضرورة أحكام، ..، ..، خاصة إذا ما كانت هذه الضرورة هي الرغبة في لفت الأنظار إلي تلك الظاهرة، التي تستوجب الانتباه وتتطلب البحث والدراسة، في تلك المتغيرات التي طرأت علي الشخصية المصرية، بحثاً عن الأسباب التي تقف وراءها، ومعرفة الدوافع التي أدت إليها. ولعل أكثر السلبيات التي طرأت علي الشخصية المصرية في الآونة الأخيرة، لفتاً للانتباه وإثارة للقلق العام، هي ذلك الانحدار الأخلاقي والقيمي الذي أصاب البعض منا، وطفح علي السطح بصورة حادة ولافتة للنظر بشكل حاد، يصعب القبول بها أو السكوت عنها واستمرارها. وإذا ما أردنا الإلمام بحدود هذه الظاهرة السلبية وأبعادها، فعلينا أن نشير علي سبيل المثال وليس الحصر إلي ما نشاهده ونعايشه كل يوم من الجنوح للفوضي من البعض، وعدم احترام القانون من الكثيرين، والميل الواضح للعنف في الأداء والسلوك لدي العامة، ..، ..، وأشياء أخري كثيرة تمثل اعوجاجاً عاماً في التفكير والسلوك والقيم الأخلاقية، أصبح ظاهراً وواضحاً ويتطلب المواجهة والعلاج، نظراً لما يمثله من خطر فادح علينا جميعاً. ولو أضفنا إلي ذلك كله ما أصبح متعارفاً عليه ومعترفاً به من العامة والخاصة، ومن الحكومة وجميع أبناء الشعب من زيادة الانتشار لظاهرة الإهمال وعدم الانضباط والتسيب، في أماكن ومواقع كثيرة من مواقع العمل في الإدارات والهيئات العامة وغيرها، وما ينتج عن ذلك من مشاكل وتعطيل لمصالح المواطنين والاستهانة بها، ..، لوجدنا أن الحاجة أصبحت ماسة، بل وضرورية للمواجهة السريعة والعاجلة لهذه الظواهر السلبية قبل أن تتحول إلي مرض عضال يطيح بالمجتمع والدولة ويسقطهما من حساب المجتمعات المتحضرة والدول النامية أو السائرة نحو التقدم. «وأرجو ألا أكون قد تسببت دون قصد في إحباط أحد»