أجري الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعديلات في أعضاء إدارته بعد الهزيمة التاريخية التي مني بها الحزب الديمقراطي في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس والتي اعتبرها مراقبون انها كانت بمثابة استفتاء علي سياسات أوباما. وعين الرئيس الامريكي احد اقرب مستشاريه مساعدا اول لوزير الخارجية جون كيري ليضع بذلك حدا لمعركة دارت خلف الكواليس بين البيت الابيض ووزارة الخارجية. وقالت الرئاسة الاميركية في بيان ان اوباما اختار نائب مستشارته لشؤون الامن القومي «انتوني بلينكن» ليتولي منصب المسؤول الثاني في الخارجية خلفا ل»وليام بيرنز»، الدبلوماسي المخضرم الذي تقاعد. ونقل بيان البيت الابيض عن اوباما قوله ان بلينكن هو «بالتحديد نوع الشخص الذي نريد رؤيته يمثل الولاياتالمتحدة في الخارج». وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» فان بلينكن هو احد مهندسي الاستراتيجية الاميركية ضد تنظيم «داعش» وكذلك ايضا المفاوضات مع ايران حول ملفها النووي. واختار الرئيس الامريكي المدعية العامة في نيويورك «لوريتا لينش» لتصبح وزيرة للعدل وتكون بذلك اول امرأة سوداء في تاريخ الولاياتالمتحدة تتبوأ هذا المنصب، في خطوة تتسم بطابع رمزي كبير كما كان الامر عند تعيين سلفها. وما زال تعيين لينش (55 عاما)، يحتاج الي مصادقة مجلس الشيوخ علي القرار كي تتولي منصبها الجديد. ووصف البيت الابيض لينش بانها مدعية عامة «قوية ومستقلة». وكان أوباما قد استقبل قادة الكونجرس في البيت الابيض حيث طالبهم التعاون بسرعة بشأن القضايا الملحة في الميزانية. وقال البيت الابيض في بيان إن اوباما حدد ثلاثة إهداف حتي نهاية العام وذلك خلال لقائه مع «هاري ريد» و»نانسي بيلوسي» الزعيمين الديمقراطيين للأقلية في مجلسي الشيوخ والنواب ونظيريهما الجمهوريين «ميتش مكونيل» زعيم الأغلبية في مجلس النواب و»جون باينر» رئيس المجلس. وبحسب البيان فإن هذه الاهداف هي: التصويت علي 6,18 مليار دولار من الاعتمادات العاجلة لمكافحة فيروس ايبولا في الخارج وداخل الولاياتالمتحدة، والتصويت علي قانون مالي بشأن السنة المالية 2015 التي تنتهي في 30 سبتمبر 2015، أما الهدف الثالث فهو التصويت علي 5,6 مليار دولار لتمويل العملية العسكرية ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا. وبشأن الهجرة، أكد أوباما عزمه علي العمل بمرسوم حتي نهاية العام في غياب إصلاح لقوانين الهجرة وحلول لملايين المقيمين بطريقة غير مشروعة في البلاد. لكن باينر حذر خلال اللقاء من أن مبادرة كهذه «ستقضي علي كل فرصة لاصلاح الهجرة وسيجعل التعاون بين الكونجرس والبيت الابيض في مجالات اخري أصعب». كما طلب باينر من اوباما ان يقدم بنفسه الي الكونجرس نص السماح باللجوء الي القوة ضد مقاتلي داعش. وأضاف الرئيس الأمريكي الذي اصبح مرغما علي التعاون مع برلمان خاضع لسيطرة خصومه الجمهوريين في العامين الاخيرين من ولايته، إن الامريكيين «يأملون في رؤية المزيد من التعاون وهذه مسؤوليتنا جميعا».