في مثل هذا اليوم منذ واحد وأربعين عاماً، كانت مصر علي موعد مع القدر لتجاوز الهزيمة وإزالة عار النكسة، والعبور إلي النصر وتحرير الارض واسترداد الكرامة في السادس من أكتوبر عام 1973. في ذلك اليوم العظيم، كان جيش مصر الباسل ومعه قلوب كل المصريين وارواحهم، واقفا علي أهبة الاستعداد في انتظار إشارة البدء في ساعة الصفر، للانطلاق إلي سيناء عبر قناة السويس لإعادتها إلي حضن الوطن الام، بعد سنوات الإغتراب الست التي تعرضت فيها للأسر في ظل الاحتلال. ومهما طال الزمن وتعاقبت الايام والسنون، فلن ينسي أحد في مصر كلها، ملحمة النصر والعبور واسترداد الارض واستعادة الكرامة، لحظة قهر الهزيمة ورفع علم مصر خفاقاً فوق ارضها المحررة. ومن حق الأجيال الشابة من ابناء مصر علينا جميعاً، نحن الذين عشنا هذه اللحظات الرائعة، ان نرسخ في عقولهم وقلوبهم تلك اللحظات الفارقة في تاريخ الوطن، حتي تظل تلك الملحمة العظيمة ماثلة دائماً وابدا امام عيونهم، حية في وجدانهم، تشع نورا يضيء لهم طريق الأمل في مستقبل أفضل. وفي هذا الإطار لابد أن تدرك ان ذكري اكتوبر 1973 تعني الكثير لمن شاركوا في صناعة النصر، سواء بالفعل المباشر، اشتركا في القتال والعبور،..، أو الإعداد للحرب والاستعداد لها،..، وهو ما يمثل للكل معاني عظيمة تضم في طياتها زخماً هائلاً من المشاعر المتدفقة بأحاسيس الفخر والاعتزاز يحب الوطن والتضحية من أجله. ولذلك فإننا نقول للأجيال الشابة من ابنائنا، إن نصر اكتوبر هو في جوهره وحقيقته يعبر عن قدرة شعبنا الأصيل علي تحدي المستحيل، وبذل اقصي ما يملكه من طاقات خلاقة لتحقيق الاهداف التي يصبو إليها والوصول للغايات التي يريدها،...، ويمثل ايضاً قدرة هذا الشعب علي الدفاع عن حقه وأرضه ووطنه، رغم كل الظروف وبالرغم من جميع الصعاب والمعوقات. ومن هنا فإن عليهم الإيمان بقدرتهم علي العبور بمصر إلي النهضة الحقيقية والمستقبل الأمن،..، والوصول بها الي المكانة التي تستحقها بين الدول.