تجهيز العرائس من الصين وتركيا ولا عزاء للمنتج المصرى « نعيب زماننا والعيب فينا، وما لزماننا عيبٌ سوانا، ونهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ، ولو نطق الزمان لنا هجانا « بيت للامام الشافعي رحمه الله يعد اصدق وصف لحال الصناعة المصرية هذه الايام بعد ان فقدت قيمتها وجودتها وسط المنافسة القوية مع الصناعات الاخري مثل التركي والصيني والسوري والذي يلعب كل منهم علي جوانب مختلفة من المنتج سواء الجودة او السعر او التصميم ليتميز عن غيره، لكن المصري فقد كل ما يميزه من الجودة والتصميم بالاضافة الي سعره الغالي. «الاخبار» قامت بجولة داخل «حمام التلات» وهو اشهر الاسواق الشعبية والذي يحتوي علي كل المنتجات من «الابرة الي الصاروخ» و الذي انزوت فيه المنتجات المصرية مقارنة بالتركي والسوري والصيني لنرصد حقيقة مايجري.. وسط البطاطين والملايات والفوط، يبيع محمد توفيق صاحب محل مفروشات منتجاته وبضائعه وعند سؤاله عن المنتج المصري رد سريعاً « الله يرحمه تاخد تركي نظيف وبيعيش او صيني رخيص ويقضي الغرض « .. واكد محمد ان المنتج المصري خاصة في المفروشات والاقمشة كان في القمة وجودته وجمال تصميمه ولم يكن ينافسه اي منتج، بل بالعكس كانت الدول الاخري تتهافت علي شراء القطن المصري والاقمشة والغزل والنسيج والسجاد خاصة الصناعات اليدوية منها، اما الان المنتج المصري لم يعد ذا قيمة وجودته ضعيفة جدا وسعره غال وتصميماته تصلح للقرن 18 وليس الان، لذلك عزف المواطنون عن شرائه ولم يعد التجار يهتمون بتواجدة في المحل. السوق مفتوح واضاف انه بعد خروج المنتج المصري من المنافسة بل السباق بشكل عام، اصبح السوق مفتوحا للمنتجات الاخري التي تتميز كل منها بميزة تجعل له سوقا مختلفا عن الاخر، فالمنتج التركي يتميز بجودة خامته وجمال تصميمه ويعيبه سعره الغالي، وهناك المنتج السوري والذي يتميز في الاساس بجمال التصميم وخاصة اليدوي منه بالاضافة الي جودة خامته وسعره المتوسط، وهناك المنتج الصيني والذي يتميز بسعره الرخيص وتصميماته المتعددة ولكن يعيبه الجودة المتدنية وكل منتج له سوقه وزبونه. يقول عادل رشاد «صاحب محل» منذ عدة سنوات والمنتج الصيني متاح في الاسواق وله «زبونه» نظرا لسعره الزهيد ولان منه كل السلع او كما يقولون من «الابرة للصاروخ».. ولكن لكل سلعة درجات وجودة فأصبح المستورد يقوم باستيراد الدرجات السيئة للحصول علي المكسب الكبير.. مضيفا ان جودة المنتجات التركية اعلي مقارنة بالصيني ومع اختفاء المنتج المصري من الاسواق بالطبع افسح المجال امام التركي خاصة و ان المنتج التركي يعتمد علي الشكل والجودة بدرجة كبيرة. ويؤكد جمال مطاوع «تاجر» انه منذ اكثر من 6 سنوات والمنتجات التركية موجودة في الاسواق ولكنها انتشرت بشكل مكثف في ال3 سنوات الاخيرة فقط، بالفعل استطاع المنتج التركي رغم فارق السعر بينه وبين باقي المنتجات ان يحقق مرتبة عالية خاصة في الادوات المنزلية واطقم الاستانلس والذي يصل اقل طاقم فيه الي 550 جنيها في الوقت الذي يصل فيه الطاقم الصيني الي 170 جنيها. عقدة الخواجة يقول محمود علي «صاحب محل» ان الزبون المصري دائما لديه «عقدة الخواجة « فلو جعلته يفاضل بين المستورد والمحلي حتي ولو كانوا علي نفس درجة الجودة سيفضل المستورد، ففي السابق كان الاقبال شديدا علي المنتج الصيني وبعدها طغي التركي عليه بسبب الجودة والشكل الجذاب. ويضيف احمد شيحة بائع ان المنتج الصيني لا يتم استيراده دائما بشكل مباشر من الصين وذلك ما جعل بعض المنتجات مطروحة في الاسواق مطبوع عليها صنع في الفلبين او بنجلاديش. مشيرا إلي ان المسلسلات التركي وارتباط المواطن المصري بها احد اهم العوامل التي ساعدت علي رواج بضائعهم في الاسواق، وقال بتأثر شديد: للاسف الشديد المنتجات المصرية اصبحت لا ترضي الزبون فهي تحتاج الي اعادة الثقة بينها وبين المستهلك من جديد لانها اصبحت خارج المنافسة. امام احد المحلات تقوم رسمية رستم « ربة منزل « باصطحاب ابنتها العروس لتجهيزها وشراء متطلبات الزواج، اكدت انها قامت بشراء جميع متطلباتها وادواتها المنزلية تركية الصنع. وتقول ابتسام احمد ربة منزل انها تحب دائما شراء المنتجات المصرية وانها تدعم الصناعة المحلية ولكن يصعب ايجادها بجودة عالية وبسعر مناسب.. السوق اصبح ملك الصناعات الاخري مثل التركي والصيني والمصري خارج السباق. وتشير فاطمة محمد ان المنتجات الصينية والتركية جيدة وانها دائما ما تبحث عنها لانها اثبتت كفاءة عالية. من جانبه اكد اللواء أحمد الادريسي نائب رئيس جهاز تنمية التجارة الداخلية للخدمات التجارية ان المنتج المصري يمرض ولا يموت ومن خلال سياسة الدولة الحالية تم وضع خطة لدعم الصناعات المحلية وتطويرها واعادتها الي الحياة مرة أخري. واضاف ان السوق المصري مفتوح ومتاح لجميع المنتجات المختلفة ولكن يجب ان تكون الافضلية للمنتج المحلي سواء من الجودة او السعر ، لان القوة الشرائية للمستهلك المصري ضعيفة لذلك يلجأ الي الارخص.