مازال الأثاث الصيني يغرق الأسواق ويمثل تهديداً للصناعة المصرية.. تلك الصناعة التي تستوعب عمالة كثيفة سواء في دمياط أو المناصرة أو الورش والمصانع المنتشرة في انحاء الجمهورية.. وقد ظهر الاثاث الصيني علي استحياء منذ عدة سنوات في المناطق الشعبية والمحلات الصغيرة لكنه انتشر حتي وصل للمعارض الكبري والمولات.. ورغم ان اسعاره ارتفعت مقارنة بالبداية.. إلا انه يلقي اقبالاً من المواطنين.. فهو لا يزال أقل سعراً من المحلي كما ان ألوانه وأشكاله تجذب الزبائن رغم رداءة خاماته حيث تعتمد علي مخلفات القمامة!! حذرت غرفة صناعة الأثاث باتحاد الصناعات من خطورة هذا الغزو الصيني وان اعترف المسئولون عنها ان الصناعة المصرية تفتقد للتجديد في التصميمات والتشكيلات وتكتفي بجودة الخامات ومتانة الصنعة.. كما راهنوا علي ان الوقت لصالح الصناعة المصرية لأن منافسة الصيني للمصري بأصالته المعروفة لن تدوم طويلاً!! يقول حسن منصور صاحب محل أثاث ان الأثاث الصيني ظهر في الأسواق المصرية منذ سنوات قليلة وكان يباع بسعر منخفض مقارنة بالأثاث المصري مما شجع الزبائن علي شرائه لكن خلال الشهور الأخيرة ارتفع سعره بشكل ملحوظ ورغم ذلك فقد اصبح المطلب الأول للزبون مما يهدد الصناعة الوطنية فالميزة التي يقدمها أنه يناسب المساحات الصغيرة لشقق المقبلين علي الزواج مما يجعلهم لا يهتمون بعيوبه الواضحة التي تجعله غير معمر. هشام رجب صاحب معرض موبيليا بمول شهير يقول ان ارتفاع الدولار مقابل الجنيه المصري تأثر بثورة 25 يناير احد اسباب ارتفاع اسعار الاثاث الصيني فغرفة النوم التي كانت تباع ب 5000 جنيه وصلت إلي 8000 جنيه والسفرة كانت تبدأ من 4000 جنيه اصبحت تتراوح بين 8000 و10000 جنيه بينما وصلت الانتريهات إلي أسعار تتراوح بين 8000 و12000 مقابل 3000 و4500 ومع ذلك مازالت أقل من الاثاث المحلي الذي تفوق اسعار قدرة معظم الزبائن. نيازي مصطفي مدير معرض أثاث صيني بالمناصرة يؤكد ان الزبائن شكوا من مستوي غرف النوم وسرعة تلفها فتوقف عن بيعها لكن مازال يبيع غرف السفرة والانتريه والصالون وترابيزات التليفزيون والجزامات.. ولكن لابد ان نعترف ان الخامات تقل كثيراً عن خامات الاثاث المحلي المعروف بجودة اخشابه رغم أنه احياناً يكون رديء التشطيب. ** يقول حمادة انوس صاحب محل موبيليا اعمل في المهنة منذ 20 عاماً ومنذ خمس سنوات فوجئنا باغراق السوق بالأثاث الصيني الذي مثل تهديداً للمنتج المصري الذي يفوقه جودة وأصالة ويمكن ان يكون سعره مناسباً للزبائن.. ومع ذلك ترك الزبائن الاثاث المصري واتجهوا إلي الصيني واصبحت العمالة المصرية مهددة ايضاً إذا استمر هذا الحال. يحذر محمد فاروق تاجر بالمناصرة من ان الاثاث الصيني يمثل خطراً كبيراً علي الصناعة المحلية وسيؤدي إلي تشريد الكثير من العمالة.. ولأن عمره الافتراضي قصير جداً لسوء خاماته فهو خسارة اقتصادية ايضاً للمشتري الذي لا يصدق أنه مصنوع من مخلفات القمامة!! أما الاثاث المصري فالمعروف أنه يتميز بالمتانة وجودة الخامات لكن تنقصه التصميمات المتميزة حتي يستعيد زبائنه.. وقد حاولنا منذ الثورة جذب الزبائن بتقديم تخفيضات تصل إلي 20% دون فائدة!! يؤكد مرزوق السيد وعلاء محمد مسئولا المبيعات بأحد المحلات ان الاثاث الصيني يعتمد علي التركيب من أجزاء متعددة لذلك ففي حالة تعرضه للكسر لا يمكن اصلاحه. تقول سالي أحمد بكالوريوس سياحة وفنادق ارغب في شراء انتريه لجهازي ولكن فوجئت بارتفاع كبير في اسعار الصيني خاصة بالمولات الكبري اما في المناصرة فالاسعار مناسبة ومعتدلة وهي الملاذ الوحيد لمحدودي الدخول. يقول سيد عبدالعاطي معاش حضرت إلي المناصرة لشراء صالون ومطبخ لابنتي ووجدت المنتجات الصيني تتميز بأشكال رائعة وألوان مختلفة ولكن عيوبها تظهر فيما بعد خاصة في غرف النوم لذلك قررت شراء غرفة النوم دمياطي حتي تكون متينة وجودتها عالية اما باقي الجهاز فسوف اشتريه "صيني". منافسة لن تدوم يقول مهندس أسامة عرنسه عضو غرفة صناعة الاخشاب بدمياط: لا أحد ينكر ان هناك منافسة كبيرة من جانب الاثاث الصيني الذي يغزو الأسواق المصرية والاوروبية ايضاً حتي التي لها تاريخ عريق في صناعة الاثاث مثل فرنسا وايطاليا.. فنظام السوق الحرة يسمح بهذا رغم ان الصين لا تستخدم الاخشاب الطبيعية. يري ان منافسة الصيني للمصري لن تدوم طويلاً لأن هناك فارقاً كبيراً بينه وبين الدمياطي المصري الذي يتميز بالجودة والمتانة رغم ان الاثاث الصيني تسبب خلال الفترة الماضية في تراجع صادرات المحلي للدول العربية والاجنبية بشكل ملحوظ. أضاف ان مصنعي الاثاث الدمياطي يشكون من سوء حالة الاخشاب المستوردة الآن مما يؤثر علي الصناعة المحلية لحساب الاثاث الصيني. مشيراً إلي ارتفاع اسعار الاثاث الصيني هذه الأيام يرجع لزيادة الطلب عليه مما يمثل تهديداً للورش الصغيرة وتشريد العمالة وضرب الصناعة الوطنية. يقول هشام الشيخ صاحب إحدي الشركات وعضو غرفة صناعة الاثاث: ان الاثاث الصيني يعتمد علي التركيب ويفتقد للمتانة والاصالة فهي منتجات تسد حاجة الزبائن فقط ولا تعيش طويلاً. يطالب بتشديد الرقابة علي المعارض الكبري ومحلات المولات التي تبيع "الصيني" بأسعار تفوق كثيراً قيمته بالرغم من وجود نفس الاشكال والتصميمات بالمناصرة بأسعار معقولة.