يحيى لازال يعانى كثيرا ما نسمع عن أطفال الشوارع ويعتصر قلبنا آلما لحالهم ولكن هل تخيل أحد أن تنام أسرة كاملة في الشارع بعد طردها من الشقة الايجار لعدم قدرتها علي السداد.. في هذه اللحظة القاسية يتغير طعم الحياة ويصبح لونها أسود حالكا.. يسعي الأب للسعي علي الرزق لإنقاذ أسرته التي تنهار فيجد آلاما مبرحة في قلبه نظرا لإصابته بضيق في الشريان التاجي وتضخم في عضلة القلب فيسقط ارضا بعد ما هزمة المرض وخيم علي الأسرة شبح البؤس والكآبة انه عم يحيي صابر محمد محمود كان في الماضي عاملا ارزقيا يسعي طوال النهار لجمع جنيهات قليلة لا تكاد تكفي أسرته إلا ان المرض لم يمهله فجثم علي صدره مما أدي لتراكم الديون والعجز عن دفع ايجار الشقة فتم طرده وأسرته في الشارع وكان الأمر صعبا مع أول يوم يفترش الارض ويلتحف السماء ولم يغمض له جفن خوفا علي زوجته وأولاده ولم ينقذهم من هذا الكابوس البشع سوي قلب امرأة رحيمة علمت بحالهم فاصطحبتهم واسكنتهم في منزل تعده لزواج أحد ابنائها علي أن تقيم فيه هذه الأسرة المنكوبة مؤقتا بدون عقد بدلا من النوم في العراء.. وقتها أحس عم يحيي صابر أن الزمن يمر كالبرق وهو يعلم أن مصيره الخروج مرة أخري من الشقة إلي الشارع.. توجه عم يحيي بطلب معاش من الشئون الاجتماعية وبالفعل حصل علي معاش ضئيل جدا ربما يكفي بالكاد لتناول "العيش الحاف" ثم خاطب المسئولين بمحافظة القاهرة لإسكانه ضمن أصحاب الظروف الملحة والحالات القاسية كما طالب المسئولين بكشك صغير حتي يجد ما يطعم به أسرته.. إلا أنه حتي الآن لم يتلق ردا علي طلبيه والوقت يمر سريعا والشارع في انتظاره.. فهل يتدخل د. جلال سعيد محافظ القاهرة وينقذ أسرة قبل ان تتشرد ويأمر بتوفير كشك لهم رحمة بظروفهم العصيبة؟ وهل تقوم غادة والي الوزيرة والانسانة بزيادة معاش الأسرة التي تعيش تحت خط الفقر بكثير؟ وسؤال آخر يطرح نفسه لماذا لاتجد هذه الأسرة شقة ضمن ال500 شقة التي تم التبرع بها مؤخرا لصندوق تحيا مصر.. فمصر لن تحيا إن تركت مثل هذه الحالات يموتون يوميا وهم أحياء.