قوات مكافحة الإرهاب العراقىة تنتشر فى شوارع العاصمة بغداد استعدادا للانتخابات البرلمانىة وسط أعمال عنف متصاعدة يتوجه الناخبون في العراق اليوم إلي مركز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في ثالث انتخابات تشريعية منذ الغزوالأمريكي عام 2003 والأولي منذ الانسحاب العسكري الأمريكي نهاية 2011. ودعا أكثر من 20 مليون عراقي للإدلاء بأصواتهم في أكثر من 48 ألف مركز اقتراع ويتنافس في الانتخابات أكثر من 9 آلاف مرشح ينتمون إلي 277 كيانا سياسيا علي 328 مقعدا في البرلمان الجديد. وتأتي هذه الانتخابات في الوقت الذي تتصاعد فيه أعمال العنف التي حصدت أرواح نحو3 آلاف شخص منذ بداية العام الحالي وسط مخاوف من انزلاق البلاد نحونزاع طائفي جديد مثلما حدث بين عامي 2006 و2008. وقتل أمس17 شخصا بينهم 6 نساء واصيب 20 في انفجار عبوتين ناسفتين في سوق شعبي في منطقة السعدية شمال شرق بغداد. جاء ذلك بعد يوم من مقتل أكثر من 50 شخصا في أعمال عنف في يوم التصويت الخاص الذي شمل أفراد القوات المسلحة واستهدف الهجوم تجمعا سياسيا كرديا من أنصار الرئيس جلال طالباني احتفلوا بأول ظهور للرئيس الذي أقعده المرض منذ أواخر 2012وكان طالباني يدلي بصوته في الانتخابات من فوق مقعد متحرك في ألمانيا. وفي ظل الروابط العشائرية والانقسامات الطائفية التي تلعب دورا رئيسيا في الانتخابات من غير المتوقع أن يحصل أي طرف علي الأغلبية الأمر الذي قد ينذر بأن المفاوضات لتشكيل حكومة جديدة قد تمتد لشهور ومع ذلك يتجه ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي والائتلافات المحسوبة عليه ومن بينها تيار الدولة العادلة وائتلاف الوفاء العراقي للفوز بأكبر عدد من المقاعد ليستمر المالكي في رئاسة الحكومة التي يقودها منذ 2006 رغم الاضطرابات الأمنية والمعاناة الاقتصادية والانتقادات الموجهة له بالانفراد بالحكم. ورغم أنه ليس منصوصاً عليه في الدستور إلا أن العرف السياسي المعتمد في العراق منذ 2006 يقضي بأن يكون الرئيس كرديا ورئيس الوزراء شيعيا ورئيس مجلس النواب سنيا. وحاول السياسيون العراقيون في السابق العمل ضمن حكومة وحدة وطنية غير ان المالكي يدفع نحوحكومة أغلبية سياسية معتبرا أنها الحل الأفضل لتمرير المشروعات. من جانبه قال رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي في حوار مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن المالكي اغتصب السلطة عام 2010 بتدخل إيراني مباشر وتقاعس من قبل الولاياتالمتحدة مؤكدا أن الكتلة الوطنية التي يتزعمها ستنسحب من العملية السياسية برمتها في حال تولي المالكي ولاية ثالثة. وانقسم ائتلاف القائمة العراقية - الذي قاده علاوي في الانتخابات الماضية واقترب من تشكيل الحكومة قبل أن ينجح رئيس الوزراء نوري المالكي في انتزاع دعم التيار الصدري لتشكيل الحكومة- إلي حزب "متحدون من أجل الإصلاح" الذي يغلب عليه السنة وقائمة التحالف الوطني (الوطنية) التي شكلها علاوي. من جهة أخري قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن إجراء الانتخابات البرلمانية يعد علامة مهمة في التحول الديمقراطي هناك ويسهم في مزيد من السلام والاستقرار. ورحب مون بالتقدم الذي أحرزته اللجنة العليا للانتخابات والذي مكنها من إجراء الانتخابات في موعدها المحدد وبما يتفق مع الالتزامات الوطنية والمعايير الدولية داعيا جميع السياسيين العراقيين لتهيئة الظروف لجميع المواطنين للمشاركة في الانتخابات. وأدان بشدة موجة العنف والهجمات الإرهابية التي استهدفت القادة السياسيين والمرشحين وموظفي الانتخابات في العراق.