سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في ظل تصاعد العنف وتزايد الانقسام العراقيون بالخارج يبدأون التصويت في الانتخابات التشريعية
كيانات مفتتة تتنافس علي مقاعد البرلمان.. والصدر يدعول»الثورة البيضاء«
بدأ أمس العراقيون المقيمون في الخارج ولمدة يومين التصويت في انتخابات مجلس النواب في 102 مركز اقتراع في 14 دولة ويشارك 785 ألف مغترب عراقي. ويتوجه الناخبون في العراق بعد غد الأربعاء إلي مركز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في ثالث انتخابات تشريعية منذ الغزوالأمريكي عام 2003 والأول منذ الانسحاب العسكري الأمريكي نهاية 2011. ودعي أكثر من 20 مليون عراقي للإدلاء بأصواتهم في أكثر من 48 ألف مركز اقتراع ويتنافس في الانتخابات أكثر من 9 آلاف مرشح ينتمون إلي 277 كيانا سياسيا علي 328 مقعدا في البرلمان الجديد. وانقسمت القوي السياسية الرئيسية في العراق (السنة والشيعة والأكراد) إلي كيانات مفتتة أنهت التحالفات الكبيرة التي استمرت 4 سنوات. وفي ظل الروابط العشائرية والانقسامات الطائفية التي تلعب دورا رئيسيا في الانتخابات من غير المتوقع أن يحصل أي طرف علي الأغلبية الأمر الذي قد ينذر بأن المفاوضات لتشكيل حكومة جديدة قد تمتد لشهور ومع ذلك يتجه ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي والائتلافات المحسوبة عليه ومن بينها تيار الدولة العادلة وائتلاف الوفاء العراقي للفوز بأكبر عدد من المقاعد والاستمرار في رئاسة الحكومة التي يقودها منذ 2006 رغم الاضطرابات الأمنية والمعاناة الاقتصادية والانتقادات الموجهة له بالانفراد بالحكم. ويتنافس ائتلاف المالكي علي اصوات الشيعة مع كتلة « المواطن» بزعامة رئيس المجلس الأعلي الإسلامي عمار الحكيم والقائمة العراقية التي كان يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق اياد علاوي والتي انقسمت لقائمتين منفصلتين وكتلة «الأحرار» و»قائمة الشراكة الوطنية» وقائمة «النخب والكفاءات» المرتبطة بزعيم التيار الصدري مقتدي الصدر الذي وصف الانتخابات البرلمانية بالفرصة الأخيرة للتغيير في العراق داعيا العراقيين للإدلاء بأصواتهم والمشاركة فيما أسماها «الثورة البيضاء» كما حث الصدر الأممالمتحدة والمنظمات الدولية علي التزام الحياد ومراقبة الانتخابات بصورة مباشرة وغير مباشرة. وتعد قائمة «متحدون» بزعامة أسامة النجيفي أبرز قوائم السنة. وفي العراق لا تحسم نتائج الانتخابات وحدها اسم رئيس الوزراء الذي يخضع لحسابات إقليمية ودولية حيث يملك العراق حدودا مشتركة مع إيران وسوريا وتركيا والسعودية والاردن وتركيا. وتبدوالولايات المتحدة وكأنها خسرت نفوذها السياسي منذ انسحابها العسكري من العراق لكنها تظل الممول الرئيسي للعراق في حين تحتل إيران التي تدعم أحزابا سياسية شيعية عديدة موقعا مهما في اختيار رئيس الوزراء القادم. ومع تصاعد أعمال العنف التي خلفت أكثر 3 آلاف قتيل منذ بداية العام الحالي ومع تعرض المرشحين وموظفي لجان الانتخابات لهجمات متكررة قررت السلطات العراقية منح أفراد القوات المسلحة حق التصويت اليوم حتي يتسني لهم التفرغ لتأمين الانتخابات كما منحت الحكومة الموظفين عطلة بدءا من أمس وحتي الخميس القادم.