من أول أسباب قيام ثورة 25 يناير «الدعم».. ولذلك كان «العيش والعدالة الاجتماعية» أهم مطالب الشعب.. وبالفعل اطاحت الثورة بحكومة أحمد نظيف ولجنة السياسات برئاسة جمال مبارك لانهم فكروا في الغاء الدعم.. بحجة أنه لا يصل إلي مستحقيه. وحالت الثورة بين حكومة نظيف والمساس بالغلابة والمساكين والعاملين عليها وجاءت حكومة الإخوان، والتي ورثت الغاء الدعم من حكومة الحزب الوطني المنحل.. ولكنها لم تستطع ان تقترب منه.. فهو النار الراقدة تحت التراب.. وتعددت الحكومات.. حتي جاءت حكومة محلب.. والتي استغلت انقطاع الكهرباء، وحلول الظلام، وقامت بتمرير خطة الغاء الدعم.. معتقدة انه لن يراها أحد حتي تنتهي من خطتها. في سرية تامة ودون إعلان.. بدأت حكومة محلب تنفيذ خطة الغاء الدعم.. وبدأت بمضاعفة اسعار الغاز للمنازل.. واستعدت بقرارات متتالية لرفع اسعار الكهرباء والمياه والبنزين والسولار.. بدءاً من أول مايو القادم. في سابقة تعد الأولي من نوعها في تاريخ الحكومات، التي لم تجرؤ علي فتح هذا الملف الشائك.. الذي سيؤدي الي ارتفاع اسعار السلع الغذائية والمواصلات وجميع الخدمات.. في ظل مرتبات مخزية وفقر مذل.. فيكون مردود ذلك علي المواطن الغلبان المطحون، ويزيد من المعاناة والحرمان. هذه القرارات «المهلبية» غير المناسبة، لم تراع رد فعل المواطنين المهمشين.. وباعت الغلابة بقليل من المال.. هذه القرارات تنبع من حكومة عشوائية بلا رؤية، تعاني عجزاً فكرياً وعقلياً.. حكومة تتخذ القرارات في الظلام دون دراسة وترو. أن مشكلة دعم السلع والخدمات بحاجة الي حل جذري يجمع بين توفير الموارد المهدرة في الدعم والتي لا تصل بالفعل الي مستحقيها، دون الاضرار بالمستحقين الفعليين.. وبذلك توفر المليارات للدولة دون الضغط علي المطحونين والغلابة بمزيد من الغلاء والكوي. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا الان؟.. ولماذا تتخذ حكومة مؤقتة مثل هذه القرارات المصيرية، ولا تنتظر الحكومة الجديدة التي سيتم تشكيلها عقب انتخاب البرلمان؟! باعتبارها من ستتولي بالفعل رسم السياسات القادمة.. هل لانها تراهن علي ان الشعب لن يكون له أي رد فعل، فهو مكبل بالهموم مثقل بالمشاكل والخوف؟. أم أنها تفعل ذلك حتي لا يتحمل الرئيس القادم المسئولية أمام الشعب؟ عزيزي محلب وحكومته أهدي اليك قصة أحد اصدقائي عندما ذهب الي منزله في اليوم الذي انكشف فيه قرار رفع اسعار الغاز وطالبته زوجته بزيادة مصروف البيت متحججة بأن الغاز والكهرباء والبنزين وجميع السلع اسعارها ارتفع، وأنها لا تستطيع تدبير أمور منزلها.. ورد عليها الصديق نعم لقد زادت الاسعار بل تضاعفت ولكن مرتبي كما هو لم يرتفع مليماً فمن اين الزيادة.. وردت زوجته وأنا أعمل أيه، اتصرف.. فرد الصديق حاضر سوف أذهب إلي محلب ليحل لي هذه المعادلة.. زيادة في جميع الاسعار والمرتب كما هو، فماذا أفعل!! فهو من قرر زيادة سعر الغاز ومن يريد الغاء الدعم علي السلع البترولية، وذلك كله دون أن يعطيني وانا من محدودي الدخل فارق الدعم حتي يصل بالفعل الي مستحقيه.. وانهي صديقي قائلاً هذه ليست مشكلتي وحدي وأنما هي مشكلة سوف تجدها في أكثر من 07٪ من البيوت المصرية خلال الايام القادمة. ياريت الباش مهندس محلب يحل مشكلة صديقي وله الشكر.