جيب بوش - هيلارى كلينتون - بيل كلينتون لم يعلن أي منهما رسميا الترشح للرئاسة ولكن يبدو أن كلا من جيب بوش شقيق الرئيس السابق جورج بوش وهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية السابقة وزوجة الرئيس الاسبق بيل كلينتون ينويان الدخول في معركة الرئاسة الامريكية في 2016. وكثرت الشائعات مؤخرا حول ترشح جيب بوش الذي أعلن أنه سيتخذ قراره بحلول نهاية العام. ولو ترشحت هيلاري كلينتون للرئاسة فان عام 2016 سيحمل بعضاً من بصمات التسعينات إبان المنافسة الشرسة علي منصب الرئاسة بين بيل كلينتون وجورج بوش الأب. ومع أن الأم باربرا بوش أعلنت العام الماضي أن البيت الأبيض عرف »ما يكفي من عائلة بوش« إلا أن جيب بوش (61 عاما) يثير شائعات متزايدة لا يمتنع عن نفيها فحسب بل يشجعها. لا للمعارك القذرة وعدد وريث عائلة بوش الذي كان حاكما لفلوريدا عند انتخاب شقيقه الأكبر عام 2002 بفارق ضئيل المبادئ التي سيقوم عليها ترشيحه إذا قرر التقدم وهي رؤية «متفائلة» للسياسة تتعارض مع النهج الحزبي والنبرة اللاذعة اللذين طبعا الانتخابات التمهيدية للجمهوريين عام2012 وأوضح خلال حفل أقيم بمناسبة الذكري ال25 لبدء ولاية والده أنه في حال انطلق في السباق الي البيت الأبيض فسوف يبقي بمنأي عن »المعارك القذرة«. وقال ان »الحملات الانتخابية ينبغي ان تركز علي الاستماع والتعلم وسبل التقدم«مضيفا »اعتقد أننا فقدنا إحساسنا بالمنطق«. ولا يتردد جيب بوش في توجيه انتقادات للالتزام الايديولوجي والتشدد اللذين يطبعان سياسة حركة حزب الشاي المحافظة المتطرفة ويعتبر أن المرشح الجمهوري ينبغي أن يبني نهجه علي »العزم علي الفوز بانتخابات وليس علي تسجيل نقاط ايديولوجية«. وخلافا للموقف الجمهوري الحالي يطالب جيب بوش بإصلاح كامل لنظام الهجرة من أجل تقنين وضع ملايين المهاجرين غير الشرعيين المقيمين في الولاياتالمتحدة. ويردد »نعم، هم (المهاجرون) خالفوا القانون لكن هذه ليست جريمة بل فعل نابع من الحب« مؤكداً أن هؤلاء المهاجرين دخلوا الي الولاياتالمتحدة »لمساعدة عائلاتهم«. ومن خلال تقديم نفسه علي أنه وسطي منطقي يسعي جيب بوش إلي بناء صورة شخصية جامعة محركا من اجل ذلك شبكته السياسية الواسعة ومجموعة الداعمين له الكثر في الطبقة السياسية. جيب بوش يترأس حاليا »معهد الامتياز في التعليم« وهو ملف يحظي بالإجماع ويراهن بوش عليه منذ سنوات. ويقول عنه السناتور الجمهوري ليندساي جراهام »إنه مرشح جذاب جدا« ويقول السناتور جون ماكين »مازال الوقت مبكرا جدا هناك الكثير من المرشحين المحتملين ولا أدري ان كان سينطلق لكنني لطالما كنت أكن له الاحترام«. غير أن الاعتدال ليس علي الدوام ورقة تضمن الفوز فالانتخابات التمهيدية التي تجري داخل الأحزاب تشجع عادة المرشحين الأكثر نزوحاً الي اليمين. وفي 2012 قام المليونير ميت رومني المصنف بين الوسطيين بانعطافه نحو مواقف محافظة متطرفة ليفوز بعد معركة محتدمة في الانتخابات التي يصوت فيها الناشطون الأكثر ميلا إلي المواقف المحافظة. وتقول وندي شيلر الباحثة في جامعة براون » قد تكون ذا شعبية واسعة علي المستوي الوطني وقد تكون معبود وسائل الإعلام لكن إذا أردت الفوز في الانتخابات التمهيدية الجمهورية في ولايات أيوا أو نيوهمشير أو كارولاينا الجنوبية فلن تفوز بالترشيح«. ويثير اسم بوش التململ داخل الفصيل المؤيد للحريات الفردية والانعزالي في اليمين الأمريكي الذي لا يزال يذكر باستياء شديد نزعة التدخل في الخارج التي انتهجها الرئيس جورج دبليو بوش. وأوضحت وندي شيلر »انهم لم يحبوا جورج بوش بسبب الديون والحروب.. وجيب بوش لن يتمكن من تخطي ذلك«. ولا يثير اسم بوش ذكريات سيئة لدي اليمين فقط.. فمع احتمال ترشح هيلاري كلينتون في صفوف الديمقراطيين سوف تذكر انتخابات 2016 الناخبين بعام 1992بعد نحو ربع قرن علي المنافسة بين بيل كلينتون والرئيس جورج بوش الأب. وقال روبرت واتسون الاستاذ في جامعة »لين« في فلوريدا »القسم الأكبر من البلاد لم يعد يريد أن يسمع باسم بوش وفكرة بوش ثالث او منافسة جديدة بوش- كلينتون تبدو مبالغا فيها بعض الشيء«.. لكنه يضيف »جيب بوش مرشح شرعي.. الناس هنا يتكلمون عنه باستمرار«.