- كلما يأتي شهر مارس من كل عام يعاودني الحنين الي مبادرة الأم المثالية لمصر التي أطلقتها في السبعينات وظل الاعلان عنها الي يومنا هذا وكل عام يتم اختيار الأمهات المثاليات.؛ أنا شخصيا لم يعد يضايقني أن يعلن سنويا عن مسابقة الأم المثالية دون الإعلان عن أسمي كصاحب لهذه الفكرة لأن نجاحها في النهاية هو الذي يهمني وكون أن تستمر حتي اليوم فهذا دليل علي نجاحها.. أما عن أسباب إطلا قي لهذه المسابقة فهو وفاء مني لأساتذتي عملاقي الصحافة المصرية الأستاذين مصطفي وعلي أمين لكي يبقي عيد الام بأسمهما بعد أن حاولت مراكز القوي في السبعينات إلغاء هذا العيد نكاية فيهما الي عيد الأسرة وأذكر أن الكاتب الكبير الأستاذ إحسان عبد القدوس " رحمه الله " كان في هذه الفترة رئيساً لمؤسسة أخبار اليوم بعد المؤامرة التي تعرض لها الاخوان وقد عرضت عليه هذه الفكرة ولأنه كان غير راض علي ما حدث لمصطفي وعلي امين فقد أيد الفكرة وللحق كان سندا لي الي ان اعترفت الدولة بها وكانت أول أم مثالية لمصر في هذه المسابقة فلاحة من المنصورة أعطت جزءا من عظام ساقيها لابنها الكسيح فحدثت المعجزة ووقف الابن علي قدميه والتحق بكلية الطب وأصبح طبيبا للعظام.. الأم اسمها الحاجة أمينة الشرقاوي والابن هو الدكتور مجدي أبو المعاطي يعمل الان طبيبا للعظام بكلية طب المنصورة.. الأم تم تكريمها وحصلت علي وسام الكمال من رئيس الجمهورية تقديرا لعطائها.. والذي لا يعرفه الناس أن الابن تخصص في العظام لعلاج أمه التي أصيبت بالكساح بعد ان أعطته عظام ساقيها..؛ - وتمضي السنون وتحتفل الدولة بالأم المثالية بعد أن أصبحت المسابقة التي أطلقتها واقعا، وربما لا تعرفون مقدار سعادتي كلما أري مصر وهي تحتفل بالأم المثالية في عيد الأم، أري أنني حققت شيئا لمصر.. لذلك تراني أعتبر أن كل أم مثالية هي أمي فأرسل الزهور إليها، والي فترة قريبة كنت أرسل الزهور الي الفاضلة الحاجة خديجة عرابي ام خالد وعبد العزيز ومني بن لادن أبناء الراحل العظيم المرحوم محمد بن لادن " طيب الله ثراه" ولا أعرف من الذي أبعدني عن هذه السيدة العظيمة والتي تستحق أن تكون تاجا فوق رؤوس الأبناء الأوفياء.. من المؤكد أن نفرا من "الفورشجية" الأرزقية الذين يمثلون بطانة السوء "زرزرني" عندها أو عند أحد أبنائها بمعلومة مسمومة وهذه عاداتنا كمصريين، نطعن في سير الشرفاء ويعز عليهم أن تأتي سيرة أحد بالخير فسرعان ما تنهال السكاكين عليه.. لكن لو سألتموني لماذا أحترم الحاجة أم خالد أقول لكم ".. لأنه بعد رحيل زوجها المرحوم المعلم محمد بن لادن كان في مقدورها أن تعيش حياة الترف والبذخ بنصيبها في الميراث لكن لأنها من بيت شبعان كان يضم شقيقتها وتوءم روحها الحاجة "فتحية عرابي" رحمها الله.. وشقيقتها "نادية عرابي" التي أكملت تعليمها في بريطانيا.. والثلاثة من سلالة الزعيم احمد عرابي.. أدارت الأم ظهرها لمظاهر الحياة وفضلت أن تتفرغ لتربية أولادها الثلاثة.. فقد كان كل همها أن تحميهم من بريق المال وأن يكونوا في كنف اخوانهم الكبار الذين تولوا شئون العيلة، ولأن أبيهم كان صالحا فقد تولي " بكر بن لادن " مسئولية العيلة بعد وفاة أخيه الأكبر " سالم " وقد أراد الله أن يكرم اسم أبيهم فيتعهد " بكر " في بداية توليه المسئولية ان يكون هو وإخوانه خداما لوطنهم في استكمال المنظومة المعمارية لمشروعات خادم الحرمين الشريفين في الحرمين..؛ - بالله عليكم هل رأيتم زوجة أب مثل أم خالد تجمع بين أبنائها وأبناء زوجها ليكونوا في حضن بعضهم علي قلب رجل واحد.. هذا المشهد ليس غريبا عليها، فقد رأيتها وهي تحتضن أخاهم الأكبر "سالم بن لادن" رحمه الله.. عندما كان يزور إخوانه بصفة منتظمة في القاهرة فكانت تشكو له شقاوة أخيه "خالد" وترويضه للأسود لدرجة أنه اشتري أسدا من محاسن الحلو وأقام له سكنا معه، وإذا بسالم يحبب أخاه في هواية أخري فيشجعه علي تعليم الطيران ويتعلق "خالد" بها وتبدي الأم مخاوفها لأن اباه مات محترقا داخل طائرته الخاصة..؛ - ذكريات.. وذكريات في حياة هذه الأم العظيمة عاشت فيها علي أعصابها حتي عبرت مرحلة صعبة في حياتها ونجحت في أن تصنع من أبنائها رجالا لهم مكانتهم في المجتمع كأسماء لامعة.. فأصبح خالد مهندسا يدير مشروعاتهم في القاهرة.. وعبد العزيز يشارك إخوانه في أعمال الادارة والتطوير بعد أن أنهي تعليمه في أمريكا.. أما إبنتها الوحيدة "مني" فقد نجحت الأم أن تجعل منها صورة مشرفة لها فاكتسبت الطيبة ورقي الخلق وهي الآن تتولي رعايتها صحيا.. فعلا الأم العظيمة تظهر صورتها في إبنتها.. لذلك اسمحوا لي أن ادعو الله لها بموفور الصحة ويوفق ابناءها في البطانة الصالحة التي لا تضمر شرا للآخرين..؛