الناس عجلي إلي الأمن والاستقرار، وحُقّ لهم، فالأمن والشبع قرينان، فقد ازدادت معاناة الناس طوال السنوات الثلاث المنصرمة، ارتفعت آمالهم حتي جاوزت السحاب، وهوت سراعًا حتي التصقت بالتراب.. وها هي ذي ترتفع من جديد، دون حذر من تكرار السقوط الأول، حيث لم تعد اللعبة كما نفهم، سيطرة سياسية وتوغلا عسكريّا، بقدر ما هي أكل عيش وتجارة دولية، ودولارات رايحة ويوروهات جاية.. ولذلك حتي الرئيس المعزول مع قلة حيلته وهوانه علي الناس، كانت لديه فرصة النجاح لو خلصت نيته وصدwق عزمه وعزم جماعته في الإصلاح وخدمة الوطن، ولم يرتكس إلي هوي انتقامي وتمكين طائفي وغرور ديني.. فأقصي باقي الشعب واستبد وتفرعن بإعلانه الدستوري المقيت.. حتي إذا لفظه وجماعته الشعبُ، تدثرت بالإرهاب وأحيت تنظيماته وعادت سيرتها الأولي بعد أن تشرنقت بُرهة من الزمن، مستغلة بعض الأميين وذوي الحاجات.. وها نحن أولاء الذي نُعلق في رقبة الرئيس القادم ثلاثين عامًا من الفساد المالي والإداري والسياسي، وكأنه يملك مفاتيح قارون وعصا موسي، وصحيح أن كل رئيس يُنفق من كيسه وعليه مسئوليات جسام في تجميع الناس حول فكر استراتيجي جديد، ولكن ذلك لن يقوم به وحده دون شركاء في الفعل والحركة، إن أردنا حقًّا لا مُتاجرة، أن يتقدم هذا البلد ويتبوأ مكانه الحقيق به بين أمم رزحت معه تحت احتلال واحد، وأضحت نمورًا وضباعًا وأسودًا اقتصادية تُنافس أعرق الدول الصناعية لا أحسب أن رفاهية التنابز السياسي والسعي الدءوب نحو المصالح الفردية وكراسي السلطة، هو ما ينقصنا في هذا الوقت الدقيق من تاريخ أمة قبعت مديدًا في نفق مظلم وآن لها أن تري بصيصًا من.. الأمل والنور.