للأسبوع الثالث علي التوالي أثير في مقالي قضية الإساءة المتعمدة ومحاولات تشويه صورة مصر في الإعلام الغربي .. وقد تلقيت اتصالا هاتفيا رقيقا .. ثم رسالة طويلة من الأستاذ العزيز النابه مجدي ضيف المستشار الإعلامي للدبلوماسي المحنك السفير إسماعيل خيرت رئيس الهيئة العامة للاستعلامات تجيب عن بعض النقاط المهمة حول أسباب (تقصير) دور مكاتبنا الإعلامية في الداخل والخارج .. أنشر أجزاء منها لضيق المساحة ... : الأخت الفاضلة ... ... احترامي .. قرأت بشغف شديد مقالك المنشور بتاريخ 3/7/0102 بعنوان »محاولات تشويه مصر« وكم سعدت بدوافع الغيرة والحب التي تملكتك ودفعت بك إلي الخوض في قضية ممثلينا في الخارج ، وما دفعني للكتابة هي نفس المشاعر التي أودت بك للتعبير ومن واقع انتمائي لمؤسسة شرفت بتمثيلها علي المستوي الإعلامي في عدة دول مازلت أشرف بتلقي دعواتها باستضافتي للمشاركة في ندوات ومؤتمرات وللرقابة علي انتخابات فيها حتي الآن ، ووجدت أنه من المستحب أن نتحاور من خلال مقالك وليس للرد علي انتقادات اتسمت أغلبها بالموضوعية رغم أنها ركزت فقط علي السلبيات وابتعدت عن إيجابيات اقتضت الموضوعية ذكرها. ،وبحكم مهنتي سوف أركز حواري علي ما ورد بشأن مكاتبنا الإعلامية بالخارج ومسارات التعامل مع المراسلين الأجانب مقيمين كانوا أم زائرين وإني إذ أعلم أن المجال يتسع للعديد من الحوارات مما لا يتسع له مكاناً في مقال واحد حيث يصعب الإيجاز الذي سأحاول قدر المستطاع أن ألتزم به ملقياً الضوء علي جذور وأسباب الظاهرة التي هي لب الداء حيث أن السبب الرئيسي ومكمن الداء هو عدم خلق وصناعة الكوادر من واقع مركزية الإدارات السابقة وعدم إتاحتها الفرص لظهور الإبداعات إيماناً منهم بأن مناصبهم ستظل لنهاية العمر، واختصار اختيار المستشارين الإعلاميين في شكل اختباري فقط وفق لوائح باتت غير معاصرة للثورة الإعلامية الحالية فالثقافة اكتساب وتراكم ومتابعة مستمرة لكل ما هو جديد علي جميع ومختلف مستويات المعرفة ، ومن هنا يجب البدء بوضع معايير وأنماط معاصرة للاختيار حيث أن تمثيل البلاد لا مجال فيه للوساطة كي يؤتي الاختيار ثماره ويغير من الصورة والنمط الذي كان سائداً فالإعلام بضاعة إن لم يجد من يسوقها فسدت. وقد شغل تلك المناصب في الماضي شخصيات مختلفة المهن فمنهم شعراء أغان ومنهم صحفيون وإذاعيون ومنهم من شغل مهن لا تمت للإعلام بصلة من بينهم من نجح ومنهم من لم يلق أي نجاح وهذا الأمر والحمد لله لم يعد سائداً الآن .. كما يجب علي كل من ينال شرف تمثيل بلاده أن يوقن جيداً بأن كل دولار يتقاضاه إنما هو مخصوم من ثمن قمح أو دواء يحتاج إليه أبناء بلده وبالتالي فعليه أن يرده أضعاف من جهده وعرقه ، وأن مظهره وسلوكه وما يتفوه به محسوب عليه. . واتفق علي أن معرفة لغة الدولة أمر مهم في جميع أنواع التعاملات والأبعاد ومنها البعد الأمني إلا أن هذا ليس عاملاً رئيسياً لأنه من الممكن أن يجيد الشخص اللغة ولا يجيد تكوين علاقات تشكل له لوبي يستعين به في الدفاع عن قضايا وطنه، وأنه في ظل ثورة الاتصالات والمعلومات كما أشار المقال لم تعد قصاصات الصحف هي الغاية فشبكة المعلومات الدولية توفرها في التو واللحظة وأن مهامه تتعدي ذلك بكثير فهو المسئول الرئيسي عن صورة مصر والدفاع عن قضاياها ودعم مواقفها من خلال شبكة علاقاته تظل الهدف الرئيسي. وأخيراً أؤكد لك بأن هناك العديد من الوجوه التي شرفت وتشرف مصر وقادرة علي إبراز الصورة اللائقة للوطن ولديها من الأدوات التي تقف حائلاً دون المساس بالدور المحوري والحيوي لدولة هي بحق بارومتر الاستقرار في المنطقة، وأن ما لمسته في مقالك من كبوات هي خاضعة بالفعل لعملية علاج وإصلاح مستمرة ويظل دائماً الأمل نحو الأفضل ابتغاء للكمال الذي هو لله وحده ..