لقطة من " 12عاما من العبودىة" لستىف ماكوىن علي طريقة من كل بستان وردة منح الصحفيون الأجانب بهوليوود جوائز الجولدن جلوب الواحد والسبعين لمعظم المتنافسين ليمنعوا الفيلم المناهض للعنصرية "12 عاما من العبودية" من حصد الجوائز كما كان متوقعا، فبدت الأمور غير منطقية رغم روعة الأفلام الأخري التي اختاروها، لكن من غير المعقول أن يفوز الفيلم الذي استأثر بسبعة ترشيحات "12 عاما من العبودية" بالكرة الذهبية لأفضل فيلم درامي ولم تر لجنة التحكيم بأي من عناصره الفنية ما يستحق لقب الأفضل!! وإن كان كذلك فلماذا يتوج كأفضل فيلم؟!! لم يكن مخرجه هو الأفضل ولا السيناريو ولا التصوير ولا التمثيل ولا أي شئ فلماذا هو الأفضل؟! سؤال يفرض نفسه في الواقع وأنت تتابع إعلان الجوائز الغريبة حقا! مثلما أرضت الجوائز كثيرين كانت محبطة للبعض، ليس فقط صناع الأفلام الذين كانوا أقرب للجوائز وذهبت لزملائهم ولكن لجمهور السينما وعشاقها حول العالم الذين انحازوا في كل المواقع الإلكترونية المتخصصة في السينما لفيلم "12 عاما من العبودية" وكانوا في إنتظار فوز مخرجه البريطاني ستيف ماكوين بجائزة أفضل مخرج لكنها ذهبت للمكسيكي ألفونسو كوارون عن فيلمه "جاذبية " كما ذهبت جائزة أفضل سيناريو لسبايك چونز مؤلف "هي" مخالفة الإختيار الجمهور في معظم الإستبيانات التي أجرتها المواقع وكانت لجون ريدلي مؤلف أفضل فيلم!! حتي جائزة أفضل ممثل إنحاز فيها الجمهور والنقاد أيضا في المواقع المختلفة إلي الأسمر شويتيل إيچيفور فذهبت إلي ماتيو ماكونهي عن دوره في "دالاس بايرز كلوب".. فهل شاب الجوائز عنصرية ما تجاه الفيلم المناهض للعنصرية والذي يتناول قضية العبودية لأول مرة في السينما من وجهة نظر المستعبد المقهور ظلما وليس سيده الأبيض؟! ربما. غير ذلك جاءت الجوائز مرضية للجميع ولكل فيلم جائزة تقريبا فيما عدا "الإحتيال الأمريكي" استأثر وحده بثلاث كرات ذهبية الأولي والأهم أفضل فيلم موسيقي، وكرتي التمثيل النسائي في نفس الفئة طبعا: أفضل ممثلة في دور رئيسي لإيمي آدمز وأفضل ممثلة مساعدة چنيڤر لورانس. وكان لفيلم "دالاس بايرز كلوب" الحظ في الفوز بجائزتي أفضل ممثل لماكونهي وأفضل ممثل مساعد لچارد ليتوفي حين فاز ليوناردو دي كابريو بأفضل ممثل دور رئيسي في فيلم درامي عن دوره في "ذئب وول ستريت" وفازت كيت بلانشيت بأفضل ممثلة في نفس الفئة عن دورها في "الياسمين الأزرق" وكانت جوائز التمثيل هي الأكثر توافقا مع التوقعات.. في حين كانت جائزة أفضل مخرج لفيلم"جاذبية " هي الجائزة الأكثر غرابة وجدلا وكان الأكثر منطقية واستحقاقا ذهابها لمخرج أفضل فيلم درامي أو أفضل فيلم موسيقي لكن هكذا شاءت الكرة الذهبية ومانحوها، وهكذا افتتحت موسم الجوائز الأمريكية التي تتوالي بعدها تباعا علي الطريق إلي الأوسكار فتعلن جوائز النقاد مساء أمس الخميس فجر اليوم بتوقيت القاهرة، وتعلن غدا السبت جوائز نقابة الممثلين الأمريكين يتبعها نقابة المنتجين الأحد 19 يناير ثم نقابة المخرجين السبت 25 يناير وبعدها بأسبوع في أول فبراير تعلن جوائز نقابة الكتاب وفي أول مارس تعلن جوائز سيبريت للسينما المستقلة ومابين ذلك وتلك هناك عشرات المهرجانات والجهات في مختلف الولاياتالأمريكيةالتي تعلن جوائزها هذا الشهر لنصل لنهاية الطريق مع الأوسكار الجوائز الأكبر والأهم سينمائيا في العالم كله وتعلن 2 مارس وتمنحها أكاديمية العلوم والفنون السينمائية الأمريكية.