سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. مني مكرم عبيد عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان: قلت لأمريكا: الشعب المصري يرفض الضغوط الخارجية والجيش سيكون له تأثير في الحكم
السيسي حرر مصر من خطة الإخوان وقراره للترشح بعدالاستفتاء
د. منى مكرم عبىد أثناء حوارها ل »الأخبار« في حوار لها مع الأخبار أكدت الدكتورة مني مكرم عبيد البرلمانية السابقة وعضو المجلس القومي لحقوق الانسان أن اختيارها ضمن أحد 01 شخصيات لتوعية المواطنين بتواجدهم يوم الاستفتاء كان السبب في قيامها نيابة عن حي الزمالك التي تسكن به بطباعة منشورات ذات صيغة بسيطة توضح اهمية الاستفتاء علي الدستور. كما تقترح علي الفريق أول عبدالفتاح السيسي ان يخرج علي الشعب المصري بصفته مواطناً مصرياً وطنيا ويدعوه بالخروج للاستفتاء والتصويت ب»نعم« وتظن ان السيسي سيعلن موقفه في الترشح للرئاسة بعد الاستفتاء. وتتمني ان يكون هناك تمثيل عادل وقوي للمرأة والشباب والاقباط في مجلس الشعب القادم وتري أن الشباب لم يأخذ حقه في الدستور لذلك تنصح شباب الثورة بتأسيس حزب سياسي أو الانضمام لحزب يتماشي مع تطلعاتهم وطموحاتهم حتي يكونوا قوة مؤثرة في مصير الوطن المستقبلي. كما وجهت د. مني مكرم بصفتها أحد اعضاء الدبلوماسية الشعبية لاستعراض المرحلة الانتقالية والتعريف بحقيقة الاوضاع في البلاد رسالة في داخل امريكا للامريكان والغرب بأنهم لابد وان يعوا ان الشعب المصري تغير وانه اصبح لاعباً اساسياً في المشهد السياسي وأنه يرفض الضغوط الخارجية من أي دولة وأن الجيش المصري سيكون له تأثير في الحكم سواء ترشح السيسي للحكم أو لم يترشح والي تفاصيل الحوار. كيف تقرأين المشهد السياسي الان في الشارع المصري؟ تخوض مصر الان معركة مصير أو سنة المصير كما قال »هيكل« وهناك اهداف من اهمها التماسك الداخلي للدولة وتحقيق الاستقلال الوطني في مواجهة الغرب والارهاب حتي نصل الي عبور بر الامان ونستعيد مسيرة الديمقراطية ويعبر الدستور أول مرحلة تأسيسة والتي سيتوقف عليها وما بعدها من انتخابات سواء رئاسية أو برلمانية أي المصير المصري وهناك صعوبات أهمها أننا امام انقسام مجتمعي واستقطاب ثقافي نتيجة العنف المستمر وممارسات التيار الاسلامي، ومن ضمن الاهداف اننا لا ننسي انتماءنا الي الامة العربية التي تساعدنا في ازماتنا علي النحو المشهود الان ولكن هناك اشياء تجعلني متفائلة جدا منها اننا دخلنا مرحلة التعافي ونحن امام بناء دولة جديدة حديثة وعادلة ومؤسساتها ولن نسمح لاحد في العالم ان يعطل أو يعرقل مسيرة شعب يعرف ما يريد. ما رأيك في آداء الحكومة الذي اثار كثيرا من الجدل مؤخرا؟ نريد من الحكومة ان تطرح رؤية جديدة مستقبلية بشأن ما تريده من النظام السياسي الجديد وكنا نتمني من الحكومة الجديدة أن تستجيب لمطالب الشعب في انقاذ الاقتصاد وتحقيق العدالة الاجتماعية والتخفيف من معاناة الشعب في الحصول علي الخدمات الاساسية. ونري ان هناك بطء وتأخر في اتخاذ قرارات حاسمة وكلما يتأخر القرار يفقد من مفعوله، وايضا اين القصاص للشهداء لماذا هذا التأخير؟ واذا كان علي رأي الغرب أن الضغوط الخارجية هي السبب فنحن نقول كما قلنا حتي امريكا نفسها لابد لامريكا والغرب عموما ان يعوا ان الشعب المصري يرفض الضغوط الخارجية من اي دولة أي كانت لان الجيش سيكون له تأثير في الحكم سواء ترشح السيسي للحكم من عدمه. واري ان اهم انجازات ثورة 1102 واستمرارها في ثورة 03 يونيو هو تحول المصريين من رعايا الي مواطنين وتحول 58 مليون مصري الي مراقبين ومحاسبين ومعارضين وان عاماً من حكم الاخوان السييء حقق دفع المصريين لإعادة ترتيب الاولويات وتأجيل طلبات الحرية والمسائلة والمحاسبة الي حين عودة الامن واستعادة الامان وتحقيق قدر من الاطمئنان حتي تدور العجلة. وماذا عن الجدل الدائر الان انه لا مكان مرة أخري لعودة حكم العسكر؟ هذه مقولة ساذجة لان مؤسس مصر الحديثة »محمد علي باشا« ومن طرد الانجليز »عبدالناصر« ومن حرر سيناء »السادات« ومن حرر مصر من المخططات الصهيونية العالمية وادواتها امريكا واسرائيل وتركيا وأوروبا وقطر ومن خطة الاخوان هو الفريق أول عبدالفتاح »السيسي« وكلهم كانوا جميعا عسكريين، ان ثورة 03 يونيو فتحت الطريق عبر المرحلة الانتقالية الي بداية المسار الديمقراطي وعندما شرحت هذا في امريكا استعملت مصطلح العزل الشعبي للرئيس السابق لاقرب للجمهور الامريكي انهم سبق ان عزلوا »الرئيس نيكسون« بعد ان خالف القانون وفشل في الحكم فاضطر الشعب ان يعزله لكن الفارق ان وقتها كان هناك برلمان عزل الرئيس اما »مرسي« فالشعب هوالذي قام بعزله مؤكدة علي ان عدد المشاركين في ثورة 03 يونيو هو الاكبر في تاريخ ثورات الشعوب ولا ننسي ان المعارضة القوية ظهرت ضد »مرسي المعزول« خلال عام واحد فقط مرجعه السبب وراء ذلك الي ان خطاب مرسي المعزول كان موجها لجماعته وليس للشعب المصري. أختيارك ضمن أحد 01 شخصيات لتوعية المواطنين بتواجدهم يوم الاستفتاء كيف تفسرين ذلك؟! نحن نعلم جميعا ان الشعب المصري يحتاج لمن يشرح له أهمية التصويت بنعم للدستور من اجل استكمال خارطة المستقبل ومصير مصر بطباعة منشورات بكلام بسيط لتوضيج اهمية هذا الاستفتاء علي الدستور رافعين شعار لا للارهاب ونعم لثورة الشباب المهم لابد ان يفهم السواد الاعظم من الشعب ان كلمة »نعم« هامة جدا لحياته وحياة أولاده واحفاده ولان مصر تستحق منا ان نقول »نعم«. باب الحريات والحقوق في الدستور الجديد يعد تاج هذا الدستور ما رأيك؟ بالتأكيد لانه يضمن اقامة دولة مدنية جديدة وهو دستور توافقي يختلف تماما عن دستور 2102 ومن أهم ما جاء به الغاء 62 مادة واضافة 92 مادة جديدة لحماية الحقوق المدنية والمرأة والمثقفين والمبدعين والموهوبين والاقباط ولمن لا يعرف هذا الدستور يقترن بمشروع قومي يعطي املاً في التغيير. هل توافقين علي ما جاء بالدستور الجديد من صلاحيات للحكومة؟ أوافق علي الصلاحيات التي تعطي للحكومة حتي لا ينفرد الرئيس بهذه الصلاحيات بمفرده. وبالنسبة للاقباط أول مرة جاء ترميم بناء الكنائس بما يكفل حرية ممارسة المسيحيين لشعائرهم الدينية في نص دستوري ولكن كان لابد من ألية لتمكين المهمشين في العمل السياسي مثل المرأة والاقباط والشباب ولا نكتفي بالانتخابات المحلية واتمني ان نجد علي الاقل 52 مقعداً يخصصي للمرأة والشباب والمسيحيين في مجلس الشعب القادم. وأهم ما يميز الدستور الجديد أنه مدني وديمقراطي بالمعايير العالمية فلا مجال فيه للخلط بين الدين والسياسة ويقوم علي حق المواطنة الكاملة بدون تمييز والسلطة للشعب. ما رأيك في الغاء مجلس الشوري؟ للاسف الشديد من أكبر السلبيات التي حصلت في لجنة الدستور الجديد ان كنا ما نطالب به ان تصبح الغرفة الثانية للبرلمان الي مجلس الشيوخ.. مثل ما كان موجوداً 2591 ولكن ما حدث انه تم تغيب هذه الاختصاصات التي تكلمنا عنها.. وهو ما يمكن وصفه كما قال احد كبار المفكرين »بالخداع غير اللائق« أما بالنسبة للمرأة صحيح ان مواد الدستور الجديد جيدة بالنسبة للمساواة بين الرجل والمرأة ولكن كل تلك معلق بمدي ايمان المجتمع بتفعيل حقوق المرأة في الدستور الجديد لان العقلية الذكورية مازالت موجودة بين الاحزاب الليبرالية والحكومة نفسها واتمني ان تراعي الحكومة اهمية تشجيع المجلس القومي للمرأة والاسراع في تكملة تشكيله حتي يسترد قوته وحماسه لاثارة الاهتمام بقضايا المرأة وخاصة ونحن علي ابواب انتخابات تشريعية، وكنت في أول لجنة تأسيسية لدستور 1102 واضطررت للانسحاب بسبب سيطرة فصيل واحد بنسبة 08٪ من اعضاء اللجنة. هل توافقين علي الانتخابات الرئاسية أولا؟ نعم أوافق وقلت ذلك منذ بضعه شهور عندما كنت في الخارج وكنت أري مثل الاخرين ان الانسب هو الرجوع للشعب عبر استفتاء شعبي علي انتخابات الرئاسة أولا وممكن يجري هذا الاستفتاء في نفس يوم الاستفتاء علي الدستور الجديد ولكن بما ان رئيس الدولة الحكيم اجتمع مع معظم ممثلي المجتمع فأنا أوافق علي هذه النتيجة لان مصر في هذا الوقت الحرج تحتاج لرئيس قوي له مصداقية ويتمتع بحب الشعب حتي يسانده الشعب في العبور الي بر الامان وهذه الصفات اجدها تتوافر في الفريق أول »السيسي« فأنا اعرفه عندما كنت عضو المجلس الاستشاري للقوات المسلحة وهو شخصية هادئة متزنة ويعطيك انطباعاً بأنه يحسب كل صغيرة وكبيرة قبل ان يعلن قراره. وفي رأيي انه منتظر نتيجة الاستفتاء علي الدستور الجديد قبل ان يعلن قراره واظن انه سيخرج علي الشعب المصري يوم 52 يناير الذكري الثالثة لثورة 52 يناير 1102 المجيدة ليعلن قراره. ما رأيك في المحاكمات العسكرية؟ هناك نص واضح في الدستور الجديد يحدد ان من يحال للمحاكمات العسكرية هو من يعتدي علي مؤسسة او منشأة عسكرية يحاكم عسكريا. ما رأيك في الغاء نسبة 05٪ للعمال والفلاحين؟ الغاء نسبة ال05٪ للعمال والفلاحين كان قرارا صائبا في وقته بسبب التلاعب في صفات العمال والفلاحين في جميع الانتخابات السابقة وبالتالي من الافضل ما ورد في الدستور الجديد بالنسبة لحقوقهم وتمثيلهم في المجالس النيابية لان الفلاحين والعمال هما الركيزة الاساسية للدولة. هل الدستور الجديد انصف المرأة؟ كنت دائما ضد الكوتة ولكن بما ان الاليات التي تمكن المرأة من دخول المجالس النيابية أو اجبار الاحزاب علي وضع المرأة في مكان متقدم علي القوائم فأنا قبلت النزول في 0102 علي نظام الكوتة غير العادل وغير المنطقي لانني اضطررت ان اجوب 01 دوائر في القليوبية بينما الرجل كان يجوب دائرة واحدة ومع هذا نجحت في هذه الانتخابات ونشر ذلك في الصحف والمجلات ولكن »أحمد عز« قرر ازاحتي ووضع منافستي من الحزب الوطني في مكاني كما فعل ذلك باقي اعضاء المعارضة وهذا التهريج والتزوير في الانتخابات كان من أهم اسباب ثورة 52 يناير 1102 وطلبنا من الدستور الجديد ان تكون هناك مواد انتقالية في الدستور لدورتين برلمانيتين فقط علي ان الكوتة الية تمنح المرأة من خلالها حق الحصول علي 03٪ من مقاعد البرلمان في كل المجالس النيابية والان نتمني ان يتم التعيين في مجلس الشعب بتمثيل عادل وقوي للمرأة والشباب والاقباط لان الشباب لم يأخذ حقه في الدستور. ما رأيك في مواد الدستور؟ مواد الدستور جيدة في معظمها الاهم التطبيق والتنفيذ وثقتي في الشعب المصري إلي مالانهاية لذلك عندي ثقة في المستقبل ولكن الشعب يحتاج الي قيادة ورؤية و»بوصلة السيسي«.. يخرج علينا قبل الاستفتاء علي الدستور ليس كوزير للدفاع أو مرشح محتمل للرئاسة ولكن كمواطن مصري عادي قلبة علي البلد ويحظي بشعبية كبيرة وحب جارف ومصداقية هائلة لا تتوافر عند باقي السياسيين ويطالب من الناس ان يصوتوا بنعم من اجل مصر أم الدنيا. صف لنا جولاتك في البلاد الخارجية؟ في اطار الحراك الذي تشهده الدبلوماسية الشعبية لاستعراض تطورات المرحلة الانتقالية والتعريف بحقيقة الاوضاع في مصر؟ عندما حضرت بعض المؤتمرات في الخارج كثيرا من الكلمات وجدتها تركز علي ان روسيا التي تستعين موقعها لتكون قطبا عالميا علي ضوء الانتصارات في سوريا والنووي الايراني وغيرهما وفتحت طريق جديد لا نعرف بعد طبيعته لكنه في اتجاه واحد وهو لاعودة فيه للتبعية للغرب وكانت روسيا لها موقف متفهم جدا من الوضع في مصر والتحولات الدولية الاستراتيجية. الحدث الثاني المهم علي الساحة الدولية مالا حظته في المؤتمرات هو فوز الرئيس المعتدل حسن روحاني بالانتخابات الرئاسية وهو الحدث الابرز في »ايران« عام 3102 اذ يشكل تغيير مهم بعد 8 سنوات من حكم سلفه »أحمد نجاد« ويشكل انتخاب روحاني انقطاعا مع الاصوليين ولاحظت الاتجاه المساند لموقف مصر. ما هي ملاحظاتك علي جمعيات المجتمع المدني؟ لابد ان الحكومة تشجع وتساند المنظمات غير الحكومية وتنظر الي المجتمع المدني ليس كمنافس ولكن كداعم لتنمية المجتمع وعليه دور كبير في توعية المواطنين في الاستفتاء علي الدستور ومراقبة الانتخابات واتمني أن يستمر التلاحم بين جميع الاطياف والتكاتف وراء الجيش والشرطة لتفعيل خارطة الطريق بأسرع وقت ونحن لا نتوقع ان العنف سينتهي بين يوم وليلة ولكن بالتأكيد سيقل تدريجيا، والعنف المستمر سيقلل من آمال الحل السياسي وحتي الرغبة في ايجاد هذا الحل ولابد ان يكون موقف امريكاوروسيا واضح من المنطقة حيث تتعامل الدول الكبري مع اوضاع مصر الداخلية في شكل موضوعي وفق ما تقضية مصالحها لان صناعة الاحداث تتم نتيجة حراك القوي الاجتماعية المحلية وان قوي الخارج سنسعي الي التكيف معها وبالتالي لابد من ملائمة توجهاتها مع المعطيات الجديدة. واتمني ان ينضم جميع شباب الثورة تحت لواء حزب سياسي أو مؤسسي حزب جديد أو ينضموا لاحد الاحزاب القائمة التي تتمشي مع تطلعاتها وطموحاتها حتي تكون قوي مؤثرة في مصر الوطن المستقبل.