تعليمي معتمد.. تحرك برلماني لمواجهة رفض مصادقة «شهادات الانتساب» الجامعية بعدة دول عربية    «التموين»: استمرار ضخ كميات كبيرة من بيض المائدة ب150 جنيها للطبق    وزير الإسكان يزور مصنع «تربوسان» التركي لمناقشة نقل وتوطين صناعة الطلمبات    ميناء دمياط يستقبل 44 ألف طن بضائع متنوعة منها السكر والقمح    المنيا: رئيس مركز سمالوط يشهد لقاء المشاركة المجتمعية بالقرى لمناقشة مشروعات الخطة الاستثمارية    أستاذ استثمار: مكاسب كبيرة لمصر من انضمامها لتجمع «بريكس»    «إفريقية النواب»: مشاركة مصر في «بريكس» فرصة لتحقيق التنمية بالقارة    عرض خاتم حسن نصر الله في مزاد علني بإيران    بلينكن: سنعمل على مساعدة الفلسطينيين في إعادة بناء حياتهم    مفاجأة.. اجتماع لاعبي الأهلي دون كولر قبل مواجهة الزمالك    مصر تُنظم بطولة فروسية مُؤهلة لكأس العالم بمشاركة دولية واسعة (فيديو)    «التعليم» تحدد مواصفات امتحان الشهر لمادة الرياضيات للمرحلة الثانوية    محافظ المنيا: ضبط 162 مخالفة تموينية خلال حملات تفتيشية على المخابز والأسواق    إصابة سيدتين في مشاجرة بمدينة 6 أكتوبر    هاني عادل ضيف «واحد من الناس» مع عمرو الليثي على قناة الحياة الأحد المقبل    مع ظهور تجربتها الأولى كمخرجة في «وين صرنا؟».. مهرجان VS-FILM للأفلام القصيرة جدا يكرم درة    ذكرى ميلاد صلاح السعدني.. عمدة الدراما المصرية (فيديو)    «التدخل السريع» ينقل سيدة وأطفالها تفترش الشارع أسفل كوبري أكتوبر    «الأوقاف» تنشر نص خطبة الجمعة المقبلة.. ما مضمونها؟    من توجيهات لغة الكتابة.. الجملة الاعتراضية    يشكو خيانة زوجته مع صديقه: مرات صاحبي كلمتني وقالتلي تعالى خد مراتك    وزير الصحة يستقبل نظيره بالنيجر لبحث سبل تعزيز التعاون في مجالات الرعاية الصحية    غدا.. "تمريض بني سويف" تحتفل باليوم العالمي لشلل الأطفال    افتتاح فعاليات المؤتمر السنوي الثالث للدراسات العليا للعلوم الإنسانية بجامعة بنها    أمن القليوبية يكشف غموض اختفاء شاب بشبرا الخيمة    الداخلية تضبط قضية غسيل أموال ب50 مليون جنيه    شريف الشمرلي يعلن قائمته لخوض انتخابات اتحاد الكرة الطائرة    ضبط 5 لصوص سرقوا مواطنا وسيارة بالمطرية والشروق    وزيرة التضامن تدعو عددًا من المسنين لحضور حفل هاني شاكر بمهرجان الموسيقى العربية    مصرع طفل «أسفل عجلات القطار» بالقلج في الخانكة    تعرف على خطوات سداد رسوم الملصق الإلكتروني    الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان وتدعو لوقف القتال    إعلام بني سويف الأهلية تحصد المركز الثالث في مسابقة العهد    المالية: التحول الاقتصادي بإفريقيا يتطلب جهودا مضاعفة لدفع حركة النمو والتنمية    وزير الخارجية الأمريكى: نرفض تماما إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة    محافظ الغربية يكرم بسملة أبو النني الفائزة بذهبية بطولة العالم في الكاراتيه    بعد مقترح النائب محمد أبو العينين| خبير: خطوة نحو ربط التعليم بسوق العمل    ارتفاع حالات الإصابة بعدوى بكتيريا آكلة اللحوم في فلوريدا بعد موجة الأعاصير    رئيس فاكسيرا: توطين صناعة لقاح شلل الأطفال بالسوق المحلي بداية من 2025    كيف انشق القمر لسيدنا محمد؟.. معجزة يكشف جوانبها علي جمعة    «العمل» تُحذر المواطنين من التعامل مع الشركات والصفحات وأرقام الهواتف الوهمية    وزيرة التنمية المحلية: زراعة 80 مليون شجرة بالمحافظات حتى 2029    "عبد الغفار" يُدير جلسة حوارية حول تعزيز حقوق الصحة الإنجابية وديناميكيات السكان    في زيارة مفاجئة.. وزير التعليم يتفقد 3 مدارس بإدارة المطرية التعليمية    أسعار اللحوم اليوم الأربعاء 23-10-2024 في أسواق محافظة البحيرة    زعيم كوريا الشمالية يطالب بتعزيز الردع في مواجهة التهديدات النووية    عاوزين تخلوها صفر ليه، تعليق ناري من خالد النبوي على هدم قبة حليم باشا التاريخية    عمرك ما ترى حقد من «الحوت» أو خذلان من «الجوزاء».. تعرف على مستحيلات الأبراج    نشرة المرأة والمنوعات.. فواكه تخلصك من رائحة الفم الكريهة.. سعر فستان هنا الزاهد في إسبانيا    أحمد عادل: لا يجوز مقارنة كولر مع جوزيه.. وطرق اللعب كانت تمنح اللاعبين حرية كبيرة    وزير الخارجية الأردني: إسرائيل تدفع المنطقة نحو حرب إقليمية شاملة    هاريس: جاهزون لمواجهة أي محاولة من ترامب لتخريب الانتخابات    خبير يكشف موقف توربينات سد النهضة من التشغيل    إذا كان دخول الجنة برحمة الله فلماذا العمل والعبادة؟ أمين الفتوى يجيب    موعد مباراة أتلتيكو مدريد ضد ليل في دوري أبطال أوروبا والقنوات الناقلة    ملخص أهداف مباراة ريال مدريد ضد بروسيا دورتموند في دوري أبطال أوروبا    رئيس جامعة الأزهر يتابع أعمال التطوير المستمر في المدن الجامعية    أرسنال يعود لسكة الانتصارات بفوز صعب على شاختار دونيتسك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي عضو لجنة الخمسين والحاصل علي وسام الاستحقاق ل »الأخبار«
الدستور الجديد من أهم الوثائق التي حصلنا عليها في العصر الحديث
نشر في أخبار اليوم يوم 28 - 12 - 2013

الإخوان جماعة خارج التاريخ.. وفشلوا في هدم الثقافة المصرية العظيمة
أفُضّل الانتخابات البرلمانية أولاً.. لأنها تعبر عن سلطة الشعب
إلتقيت بالرئيس عدلي منصور مرتين.. وحديثه أتسم بالعمق والشمول
لقد ظل ومايزال ولأكثر من خمسين عاماً يناضل بالكلمة المكتوبة سواء شعراً أو نثراً من أجل الحرية والكرامة.. ذلك لأنه مصري ومعجون بتراب هذا البلد.. الذي غاب عنه رغماً عنه عدة سنوات ومع ذلك لم يكن ينساه أبداً.
وما قدمه الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطي حجازي من عطاء أدبي كبير تمثل في عدة دواوين ترجمت الي أكثر من عشر لغات أجنبية، سيظل برهاناً علي ديناميكية أفكاره وتفاعلها مع امنيات وأحلام كل مصري.
ولقد مد الله في عمره حتي رأي وعاش أحداثاً بعينها جاءت لتترجم ما في داخله من أمنيات ظل يحارب من أجلها طويلاً، وهاهو اليوم يعيش اسعد لحظات في حياته عندما كرمته الدولة بعد ثورة 03 يونية بمنحه وسام الاستحقاق من الطبقة الأولي. وعلي حد قوله.. فقد كان أعظم تكريم ناله في حياته لا لشيء إلا لأنه قد شعر بأنه تكريم للثقافة والمثقفين المصريين. والحوار معه والذي سوف يفصح عنه دوران جهاز التسجيل بعد لحظات سوف يبين لنا ذلك وأكثر. وإليكم تفاصيل ما دار بيننا سواء من الأسئلة أو من الإجابات.
الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي في حواره مع »الأخبار«
نبدأ هذا الحوار بأن نسألك فيما يخص ما حصلت عليه منذ أيام بشأن وسام الاستحقاق فكيف تلقيت خبر حصولك عليه؟!
لقد تلقيت خبر هذا الوسام بكل امتنان مع الشعور بالمزيد من المسئولية.
كما كان بالنسبة لي مفاجأة إلي حد ما.
ولماذا؟
لأنني قد أديت واجبي.. كما وفقت لادائه دون أن انتظر أي تكريم. وهذا يأتي من إيماني بأن التكريم الأكبر هو ردود الافعال التي تأتي من القاريء الذي توجني دائماً ومن قبل أن يتوجني أحد من قبل. وهذا التتويج هو اعتراف خاص بي وبما كنت احب أن يعترف لي به وهو أنه وبكل بساطة أن هذه القصيدة جيدة أو أنها مقروءة.
قصة التكريم
وهل شعرت عندما أبلغوك بهذا التكريم انها سوف تكون بداية حقيقية لتفعيل دور المثقف المصري؟.
هذا سؤال مهم جداً.. لأنني أحسست وبالفعل وخصوصا حين ارتبط تقديم هذا الوسام باللقاء الذي تم في الرئاسة وقدم فيه الدستور وأعلن فيه الرئيس موعد الاستفتاء عليه وأنت تري هنا أنهما كانتا مناسبتين وفي ذات اليوم، وكنت قد دعُيت لحضور اللقاء الأول الخاص بالدستور بصفتي كنت عضوا في لجنة الخمسين التي أعدته، ومن ثم عدت إلي بيتي بعد هذا اللقاء من دون أن اعرف أو أن يخاطبني أحد بهذا الوسام.. وبعد أن جلست في بيتي لدقائق انهالت عليّ عدة مكالمات تليفونية من زملائي ومن الشباب من أجل التهنئة! وحتي هذه اللحظة لم يكن قد وصلني ما يفيد ذلك ومن ثم لم أكن علي علم بهذا الوسام أو أنني كنت من بين الاسماء التي تم ترشيحها.
ومن الذي أبلغك بهذا الاختيار؟! شباب لم أعرف اسماءهم، وأظن أنهم من قرائي وبعضهم كان من مندوبي الصحف. وكان رد الفعل عندي انني قلت لهم: لم يحدث ولم يبلغني أحد حتي الآن بذلك. ولكنهم أكدوا لي الخبر عدة مرات، مما جعلني أعود وأكرر لهم: بأنني ومنذ تقريبا نصف ساعة كنت مع الرئيس في قصره، ولم يبلغني أحد هناك بذلك، وظللت علي هذه الحالة بين مكذب ومصدق الي أن رأيت علي شاشة التليفزيون اسمي من بين المكرمين والفائزين بهذا الوسام.
وهل لم يتصل بك أحد من الرئاسة حتي هذه اللحظة؟!
الأمر قد اختلف بعد ذلك.. إذ اتصل بي مكتب وزير الثقافة الدكتور صابر عرب ليدعوني الي لقاء مع السيد الرئيس واستلام هذا الوسام.
وهل التقيت الرئيس عدلي منصور؟!
نعم التقيت به مرتين. الأولي عندما أخذ يخاطبنا ككل الحاضرين والذين جلسوا في مقاعدهم المعدة مسبقاً داخل قصر الاتحادية ومن تم أخذ في إلقاء كلمة مطولة، وكانت من أجمل الكلمات وأعمقها.
وانت تعرف أننا جميعاً لم نكن نعرفه قبل توليه هذا المنصب، وقد تحدث الينا في مناسبات مختلفة من قبل، ولكن كان حديثه السابق مختصراً، وبالرغم من أنه كان مختصراً ولكن لاحظت شيئاً لم ألاحظه من قبل لدي كافة رؤساء مصر الذين مروا علي مصر منذ عام 2591.
رجل مثقف جداً
وماذا الذي لفت نظرك؟!
أهم مالاحظته في كلمته هو الثقافة والثقافة السياسية حيث نعرف جميعاً أنه مستشار ورجل قانون ورجل عدالة، والمنتظر منه دائماً أن يكون حديثه في السياسة حديثاً دقيقاً، ولكنه في هذه المرة كان شيئاً آخر لانه لم يقف عند حدود السياسة وحدها، ولم يتحدث مثلاً بمناسبة بالذات ولكنه تحدث عن الثقافة المصرية، والحديث عن الثقافة المصرية يمكن ان يكون حديثاً مختصراً وعاماً وأحياناً يكون حديثاً خطابياً ولكن الكلام الذي قدمه الرئيس في خطابه كان يتميز بالعمق والشمول حيث تحدث عن الشخصية المصرية وتنوعها وتعدد عناصرها. وهذا في نظري كان رداً علي الإخوان المجرمين والارهابيين الذين ارادوا أن يخدعوا كل المصريين خاصة في اختزالهم للشخصية المصرية في ناحية بعينها.
مصالحة المثقفين
وهل شعرت بأنه يقدم مصالحة جديدة للمثقفين ؟!
نعم.. لقد أحسست به والذي رأيته في خطاب الرئيس عدلي منصور الأخير.
وماذا عن المقابلة الثانية؟!
عندما طلبوا منا الانتقال الي قاعة أخري بعدما تسلمنا الوسام في القاعة الكبري بالقصر، تقابلنا مع الرئيس وتحدثت معه حوله خطابه خاصة أنني وقفت بجانبه عندما أخذوا لنا صورة تذكارية، وقلت له بالحرف الواحد: خطابك كان رائعاً، والسبب في ذلك أنني رأيت في كلمات هذا الخطاب تصحيحاً عن الهوية المصرية والذين حاولوا من قبل طمسها.
وهل أحسست بأنه يعرفك شخصياً.. أو أنه قد قرأ بعض اشعارك؟!
لم يحدثني عن أشعاري صحيح ولكن بلاشك اظن انه يقرأ لي ما أكتبه علي الاقل في الصحف. حيث احسست فعلاً أنه يعرفني كمثقف ورغم أن هذا هو اللقاء بيني وبينه وجهاً لوجه. وأنت تعرف أنني انشر كل اشعاري ومقالاتي منذ عام 6591. ولقد مر تقريبا علي وجودي داخل الشارع الثقافي والسياسي أكثر من خمسين عاماً.
وكيف لاحظت أنت ملامح هذا التخريب من جانب الأخوان؟!
اولاً أنا أعرف موقف الإخوان من الثقافة من قبل ان يصلوا الي السلطة بطبيعة الحال. وأن ماحدث للثقافة المصرية خلال العقود الثلاثة الماضية رهيب هذه الاحداث تجعلني أتساءل: من الذي قتل المفكر فرج فودة ومن الذي شهد في المحكمة بأنه مرتد؟! وأنه يستحق القتل.
معني حديثك السابق أن هذه الجماعة كانت تنتظر اللحظة التي تظهر فيها بقوتها لالتهام السلطة وتنفيذ مخططهم ؟
طبعاً لأنهم في الاصل لم يستطيعوا أن يصلوا الي ما وصل اليه علي رأس السلطة في مصر الا بثقافة مضادة للثقافة المصرية.
تنازلات.. تنازلات
وكيف؟!
لكي يصل هؤلاء الي السلطة، كان علي المصريين ان يتنازلوا عن الدولة الوطنية وعن الديمقراطية، وعن تداول السلطة والتنازل عن الفصل بين الدين والسياسة وعن فكرة المواطنة، والتنازل عن وحدة الهلال والصليب، وهذا معناه أنه كان مطلوب منا كمصريين التنازل عن حضارتنا ومن ثم أن ندفع ثمناً غالياً جداً. ذلك كل ألوان الثقافة التي حصلنا في العصر الحديث ومنذ وصول رفاعة من فرنسا.
إذا هم جاءوا من أجل هدم كل هذا التاريخ العظيم للثقافة المصرية. ولذلك رأينا أن هذا السيد الذي أصبح رئيساً لمصر في غفلة من الزمن وفي زمن الإخوان والمقصود هو محمد أفندي مرسي العياط، قد رفع شعار النهضة، وعليك ان تتساءل وهل هناك نهضة غير النهضة التي حققناه منذ محمدعلي وإلي اليوم؟
وهل كنت ما تكتبه يتسبب في حالة ازعاج للإخوان أم ماذا؟!
طبعاً.. لأنني ومنذ عدت من باريس في عام 0991 قد أخذت علي عاتقي فضح هذه الثقافة والتي كانوا يبشرون بها. ويمكن ده حدث حتي من قبل وصولهم الي السلطة.. وبالضبط منذ عام 7891. عندما اتفقوا معي علي كتابه مقال اسبوعي يوم الاربعاء.. كنت اكتب وفي ذهني مكافحة هذا الشر وهذا الظلام الدامس والذي نشرته هذه الجماعة مستغلة أن النظام السياسي الذي كان قائماً في مصر منذ علي 2591 وحتي 1102 كان معادياً للثقافة. لأنه لم يكن يطلب من المثقفين ان يكون لهم »رأي«، كما لم يكن يقبل منهم أن يعارضوه بدليل أن المئات من المثقفين المصريين قد تم الزج بهم في السجون والمعتقلات. وللأسف وحين كان الإخوان في السجون فقد تبنت الدولة أفكارهم.
الجو كان مهيأً
إذن تقصد أن تقول أن الإخوان عندما جاءوا إلي الحكم وجدوا التربة المصرية قد اصبحت صالحة لهم أم ماذا؟!
لقد جاءوا بالفعل ووجدوا الجو كان مهيئاً لهم نظراً لأن الانظمة السابقة قد تبنت بالفعل افكارهم وأخذوا ينشرونها في الشارع.. بدليل أن كل هذه الانظمة قد أخذت في استخدام الدين لأغراضهم الخاصة بل أكثر من ذلك عندما جاء السادات أخرجهم من السجن لكي يقتلوه!!
وهل تعتقد أن هذه الجماعة سيصبح لها مستقبل بعد هذا النفور في الشارع المصري. وهل تتصور أنه سوف يكون لهم باقية؟!
لن يكون لهذه الجماعة وجود لأنها تعيش خارج التاريخ، بل وتريد ان تطردنا من ذلك التاريخ!، وتعيدنا إلي ما كنا عليه قبل عصر محمد علي. إنها تريد بالثقافة التي فرضتها علينا ان تجعلنا نعيش ثقافة ما قبل النهضة لأن ما فرضوه علينا أرادوا من خلاله تدمير ثقافة الطهطاوي، ومحمد عبده وطه حسين والدكتور علي عبد الرازق. وليس ذلك فقط، بل دعني اقول لك بأن المشروع الصهيوني الذي أقاموه في فلسطين، حاولت الجماعة استغلاله لصالحها.
وكيف تم ذلك؟!
سوف أقول لك تفاصيل إن جماعة الإخوان قد رأت ان الصهيونية العالمية تسعي لإقامة وطن قومي لليهود علي اساس ديني.. فلماذا لا يقلدونهم ومن ثم يسعون لاقامة دولة دينية سواء في مصر أو في غيرها وتقوم علي أسس اسلامية ولذلك فقد اشرت في مقالتي الأخيرة عن صهيونية اليهود وصهيونية الاخوان. وعليك ان تسأل نفسك: ماذا يحدث الان في غزة: إنه نوع من افعال الصهوينة ولكن علي اساس الإسلام!!
إذن انت تريد أن تحدثنا في ذات السياق عن ذلك التحالف بين هذه الجماعة وبين الأوروبيين وأهدافهم فهل هذا صحيح؟!
لأن الانجليز في الثلاثينيات كان من مصلحتهم ان يقسموا البلاد العربية الي دويلات صغيرة علي اساس ديني وطائفي. والحمد لله أن البلد الوحيد الذي خرج من هذه القسمة هي مصر لأنها وريث أول دولة مركزية في التاريخ وعندما تنظر الي ما فعله الإخوان في ذات السياق نري أنهم عندما جاءوا سعوا الي الفصل بين حياة المصريين العملية وبين ثقافتهم التي دارت في فلك الثقافة المملوكية والتركية وفق ما أعلنوه من خلال كل شعاراتهم. وللاسف نراهم قد استغلوا نسبة الأمية الكبيرة لمعظم المصريين والتي تصل الي 04٪، وأن 07٪ أو 08٪ فقراء.
دعنا نسألك أولاً عن دستور عام 2102 سواء من حيث الشخصيات التي شاركت في وضعه أو من حيث نصوصه فماذا تقول؟
إن عدداً كبيراً من الذين شاركوا في وضع الدستور السابق حتي من القضاة كانوا يعملون كترزية قوانين وهم اميون ثقافياً لانه هنا فرقا بين الأمية والأمية الثقافية.
وما رأيك فيما يحدث داخل الجامعات المصرية؟!
لقد اشرت لك من قبل الي أن المسئول عن ذلك هم اصحاب نظام يوليو عام 2591. لأن اساتذة الجامعات الذين طالبوا الجيش بالعودة الي ثكناته بدءاً من ازمة مارس عام 4591 تم فصلهم من الجامعة. ثم بعد ذلك وللاسف الشديد تحولت الجامعة خاصة بالنسبة لبعض الاساتذة الذين اصبحوا ليس فقط موالين للنظام بل اصبحوا ينتظرون من سوف يقع عليه الاختيار لتولي حقائب وزارية ومن ثم تفرغوا لهذه المهمة. وكان علي استاذ الجامعة لكي يحصل علي هذا المنصب أن يقف الي جانب النظام وبأي طريقة. وهذا ما وصلنا الي ما نحن فيه الان.
وكيف تم اختيارك كعضو في لجنة الخمسين؟!
تم اختياري من قبل وزارة الثقافة والمجلس الاعلي للثقافة الذي رشحني لهذه المهمة علي أن أكون عضوا اساسياً داخل اللجنة ولكنني فوجئت بعد ذلك باختياري عضوا احتياطياً، ولم أفهم السبب ولكنني وجدت أنني أؤدي دوري سواء كنت في اللجنة أو في خارجها او كنت اساسيا او احتياطيا. لانني أكتب وأن دوري من خلال كتاباتي لا يستطيع عدد من اعضاء هذه اللجنة أن يؤدوه أو من خلال هذا الاختيار حضرت مرتين أو ثلاثا فقط. خصوصاً بعد أن ابلغني السيد عمرو موسي بأنه لابد من وجودي باللجنة ومع ذلك فقد وجدت أنه من الاجدي أن اتفرغ لقراءة الدستور الجديد وكل نصوصه وأقول رأيي فيه من خلال الكتابات. وهذا ما حدث بالفعل.
وما رأيك في الدستور الجديد؟!
فيما يتصل بموضوع المقومات السياسية وعن الهوية ودين الدولة والدولة المدنية والفصل بين السلطات، هذا الجانب لي فيه ملاحظات اساسية وجوهرية من أهمها ديانة الدولة والشريعة مصدر التشريع. ذلك لان الاسلام في مصر ليس ديناً فقط ولكنه ايضاً ثقافة يتأثر بها كل المصريين مسلمين وغير مسلمين. وأما علي صفة الاجمال فإنني أعتبر الدستور في مجمله وثيقة من أهم الوثائق التي حصلت عليها وخاصة فيما يتعلق بالحريات والمسئوليات المختلفة وحرية الصحافة والاعتقاد.
سأقول نعم
وهل سوف تقول نعم لهذا الدستور؟!
طبعاً.. وليس انا فقط، بل كل من حولي من افراد اسرتي وأصدقائي سوف يقولون نعم، ويتم ذلك ليس فقط عن قناعة بل سوف ندافع عن هذا الدستور، بمعني أننا جميعاً مجندون للدفاع عنه. وهذا معناه أنه لن نقول نعم فقط وكأنني أنا متفضل علي أحد.. ذلك لاننا جميعاً اصبحنا في حاجة إلي هذا الدستور. وإذا ما كان فيه بعض الملاحظات فإنني أستطيع ان اعبر عنها دائما. بل وسوف اطالب غداً في مجلس النواب، بضرورة تعديل هذه المادة او تلك.
أتفضل وفي ظل هذا الدستور الانتخابات البرلمانية أولاً أم الرئاسية أولاً.. ولماذا؟!
افضل الانتخابات البرلمانية أولاً. لانني اعتقد ان سلطة الشعب يجب ان تسبق أي سلطة باعتباره السلطة التشريعية في مقابل سلطة الرئيس وهو سلطة تنفيذية. ومن ثم ضرورة أن يقول الشعب كلمته أولاً. وأريد أن اقول لك في هذا السياق أن الدستور الجديد نفسه يؤكد ذلك، بحيث يكون علي رئيس الجمهورية المنتخب أن يؤدي اليمين الدستورية أمام البرلمان. وإلا إذا ما تم انتخابات الرئيس اولاً فأمام من سوف يؤدي الرئيس اليمين الدستورية؟!. والا سوف تكون مثلما فعل الرئيس السابق محمد مرسي الذي ذهب الي ميدان التحرير ووسط مجموعة من اتباعه ومن البلطجية ومع فتحة صدره هناك وكان هدفه من ذلك أن يثبت لنفسه ولجماعته أنه منتخب من الناس وليس من المؤسسات؟! وهذه هي ديمقراطية الشارع!!
مسألة صعبة
ألم تفكر في خوض تجربة ان تكون عضواً في البرلمان؟!
هذه التجربة الان اصبحت بالنسبة لي صعبة لأنني في الثامنة والسبعين من عمري، وبعد أيام قليلة سوف أدخل في العام التاسع والسبعين. ومن ثم لا استطيع أن أؤدي واجبي كما أحب في البرلمان ولكني استطيع فقط أن أؤدي واجبي من خلال الكتابة. وأظن ان سلطة الصحافة هي ليست أقل من سلطة البرلمان خاصة في ظل الدستور الجديد.. كما اظن أحياناً ان صاحب القلم يكون اكثر حرية وقوة لانه لا ينتمي الا لضميره.
ولا حتي في الماضي؟!
أبداً. وعلي الاطلاق. ودعني اسألك فيما تسأل انت عنه. وهل كانوا من قبل نوابا في البرلمان أم كانوا نوابا للمباحث ولغيرهم.
معني ذلك أنك تريد ان يكون البرلمان القادم مختلفا في الاقوال والافعال.. فهل هذا صحيح؟!
طبعاً بحيث يكون برلماناً شعبياً عن طريق أن تؤدي الاحزاب السياسية دورها كما يجب اولاً عن طريق برامجها المتنوعة ومخاطبة الجماهير.
وهل لدينا بالفعل احزاب؟
صحيح.. ليس لدينا احزاب لأنها لا تنزل الي الشارع.
وهل في ظل غياب الاحزاب الفاعلة يمكن أن يأتي البرلمان القادم ضعيفاً؟!
هذا صحيح. ولكن يجب ألا يكون ذلك مانعاً ابداً من ان نبدأ البداية الصحيحة وحتي لا نكرر اخطاء الماضي والتي جعلت الرئيس يستمد سلطته من الأمن أو العسكرة، ومن ثم يتم استبعاد الشعب.
لا أؤيد ذلك
وهل لا تؤيد أن يكون رئيس مصر القادم عسكرياً؟!
نعم.. لا أؤيد ذلك، وأتمني الا يحدث وبالتحديد حيث تجد الانظار جميعها متجهة الان الي ترشيح الفريق السيسي والذي أعتبره رجلاً في غاية الاحترام والوطنية، كما أعتبره بطلاً حقيقياً حيث استطيع ان اقرأ ذلك من سلوكه »رغم انني لم أعرفه شخصياً«.
وما مصدر معرفتك هذه؟!
لأن ما صنعه في أيام هذه الجماعة وعندما نأي بنفسه عنهم حيث احتفظ لنفسه بمسافة تمكنه من العمل بهدوء وأن يختار الوقت والجانب الذي ينحاز له. وتراه هنا قد انحاز للشعب يوم 03 يونيو. وهذا ينم عن ذكاء وشجاعة، لأنه يعرف أنه كان يعارض ما بنته امريكا وما اتفقت عليه مع هذه الجماعة. كذلك أعتقد أنه مثقف ثقافة سياسية ويظهر كل ذلك في كل أحاديثه الصحفية خاصة عن الشعب وعن سلطة الشعب التي هي أساس الدستور. إذن هذا الرجل أعود وأقول لك انه شجاع ومثقف وقد أدي دوره في 03 يونيو و3 يوليو. هذا الواجب من المفترض أن يظل حارسا عليه، وأنت تعرف أننا ثرنا علي الدولة الدينية ومن ثم لا نريد الدولة العسكرية وبناء علي ذلك فإنني أناشد الفريق السيسي أن يقف الي جانبنا نحن في دفاعنا عن الديمقراطية. وأنا أقصد هنا ال03 مليون مصري الذين خرجوا من أجل هذه الديمقراطية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.