بعد مرور شهرين من منحهم جائزة الدولة التقديرية، قرر الرئيس عدلي منصور منح مجموعة من الفنانين والمثقفين وسام الدولة للفنون والعلوم من الدرجة الأولى، مما يثبت أن مصر دخلت منعطفاً جديداً في مشوارها نحو مصر الحديثة، التى تهتم بالفنانين والمثقفين وتعي الدور المهم الذي يقدمونه للوطن. وعن منحه وسام الدولة قال الكاتب محفوظ عبدالرحمن: بعيداً عن المستوي الشخصي شيء عظيم أن تعود مصر مرة أخرى لمنح الفنانين أوسمة وجوائز، وتكرمهم فهذا هو الدور الذي يجب أن تقوم به الدولة لخلق حركة ثقافية مهمة، ومجتمع واع، أما علي المستوي الشخصى لم يكن بحسبانى أن أمنح ذلك الوسام، فمن الممكن توقع منحي جائزة من المثقفين والفنانين، ولكن من الدولة، فالأمر جديد ولم يكن متوقعاً، وإحساس لم أشعر به من قبل. وعن توقيت منحه وسام الدولة عقب نيله جائزة الدولة التقديرية قال: الأمور الحلوة تأتي وراء بعضها ولا نستطيع القول إنها جاءت متأخرة، ففي النهاية هي أمور جيدة حدثت، ومصر حالياً في مسار صحيح والنياشين التي تمنح للفنانين مرتبطة بصدور الدستور الجديد، كبداية جديدة لمصر بعد التخلص من الجماعة الظلامية التي حكمت مصر لمدة عام كامل. وأضاف: البلد تدخل مرحلة جديدة وذلك يتطلب منا العمل والإنتاج لأن مصر تحتاج إلي عزيمة أبنائها لننتقل إلي مرحلة أخرى، فلم يعد أمامنا إلا هذا لأن الاختيار الآخر سوف يكون سيئاً جداً. وأشار إلي أنه بالعمل سوف يتم القضاء علي الإرهاب الذي بدأ يتلاشى ويتهاوى أمام الثقافة والطرق العلمية التي ستدار بها البلد، ولأول مرة نمتلك مقدراتنا بجد، فعلي المواطن أن ينزل ليصوت علي الدستور، لأن أفكاره وحياته مرتبطة بأن يقول نعم علي هذا الدستور حتي لو وجد عليه الملاحظات، ولا يوجد في الكون غير الكتب المقدسة هي الشيء الوحيد الذي لا توجد عليه ملاحظات. أما كل ما هو غير ذلك فنختلف أو نتفق معه، فيوجد في هذا الدستور مواد لم أكن أتخيل أنها سوف تكون موجودة عندنا، وكان يوجد استجابة من الدولة باستقبال جميع المقترحات لمصلحة الوطن. ونفي عبدالرحمن وجود أي تشابه بين التصويت بنعم الآن وما كان يحدث أيام الإخوان، وقال إن هذا الدستور ليس كاملاً لأن الكمال لله وحده، فهو أفضل دستور ممكن عمله في هذا الوقت، فنحن نقول نعم ليس من أجل الإخوان أو قطر، بل من أجل البلد والتقدم والعمل الجاد. أما المخرج داود عبدالسيد، قال: بالرغم من أني لم يبلغني أي شخص بذلك الوسام، ولكن أي تقدير منح من الدولة للفنانين هو تقدير محمود يجب أن نشجعه لأننا نأمل في التقدم والتحضر، وذلك لن يأتي إلا بالعلم والثقافة والفنون، و2013 كان بها حدث جيد هو الخروج من ظلام الإخوان المسلمين، وهذا سيقودنا إلي عام 2014 وما بعده بالفن والعلم والثقافة. بينما قالت الفنانة القديرة محسنة توفيق: وسام العلوم والفنون تم منحي إياه أيام الرئيس الراحل عبدالناصر علي مجموعة أعمال استثنائية قمت بتقديمها علي المسرح عام 1967 كتقدير لي، والآن تم منحي للمرة الثانية في نهاية 2013، ولكن في الحقيقة سعادتي دائماً تكون علي خشبة المسرح مع الجمهور، حيث نشارك في ولادة فنية مسرحية، وكل ما يأتي بعد هذه الولادة لا يفرح، مشاركتي للجمهور هي أكبر سعادة أشعر بها في حياتى، أما حصولى علي جائزة الدولة فأمر عادى بالنسبة لى وأشكر الدولة علي ذلك التقدير، ولكن فرحي ليس بالجوائز بل بالإبداع نفسه. وأضافت: ولكن عند حصولى علي جائزة الدولة التقديرية شعرت بسعادة لأني كنت حينها أمر بظرف صحي صعب، فجاءت تلك الجائزة لتخرجني من ذلك الشعور بالاكتئاب، خاصة أنه ناتج عن فنانين ومثقفين ولجان فنية علي مستوي عال.