هذه الجريمة البشعة، بكل ما تحمل في طياتها من خسة وجبن، وبكل ما بعثته فينا جميعا من غضب هائل، وألم عميق، علي الضحايا الأبرياء الذين فقدوا أرواحهم علي يد الإرهاب الأسود، هي الدليل الواضح علي مدي الجنون والخلل العقلي الذي أصاب جماعة القتلة والسفاحين المتسترة بعباءة الدين والدين منها براء. والجريمة الجديدة للجماعة التي وقعت في المنصورة فجر أمس، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك مدي الكراهية والحقد والبغضاء، الذي تكنه هذه الجماعة الإرهابية للدولة المصرية والشعب المصري بكله فئاته، وهو ما يدفعها لارتكاب أبشع الجرائم وأكثرها جبنا وخسة، للانتقام من الشعب وجميع مؤسسات الدولة علي رفضهم الاستسلام لسيطرتهم أو القبول بحكمهم، وإصرار الشعب علي عزلهم عن الحكم وكرسي الرئاسة. وما جري صباح الأمس بالمنصورة لم تكن رسالة إرهابية موجهة إلي رجال الشرطة وحراس الأمن فقط، بل هي رسالة إرهابية موجهة لمصر كلها،..، ولابد أن ندرك باليقين اننا جميعا ودون استثناء لأحد، مستهدفون من هؤلاء القتلة الخارجين عن كل دين وملة. وعلينا أن ندرك ونعي أن من قاموا بهذا العمل الإرهابي ليسوا بالقطع مسلمين، وليسوا بالقطع مصريين محبين لوطنهم ومنتمين لأرضه وترابه، بل هم جماعة إرهابية ومنظمة للقتل والتخريب والدمار، يمثلون خطرا داهما علي مصر وشعبها، وهم بالفعل والممارسة عدو واضح ومعلن لمصر وشعبها، بل وعدو واضح للإنسانية ولكل القيم الروحية والدينية السمحة. والقراءة الصحيحة للجريمة اللا إنسانية واللا دينية تقول إن معركتنا مع الإرهاب لم تنته بعد، وأنه من الواجب علينا أن ندرك أن المعركة مستمرة، وأن مؤامرة الجماعة الإرهابية الكارهة لمصر وشعبها لاتزال مشتعلة،..، وذلك يفرض علينا أن نكون في يقظة مستمرة واستنفار دائم، لمواجهة طيور الظلام ودعاة الدمار في حرب لا هوادة فيها، تنتهي فقط بالقضاء عليهم واستئصال جذور الإرهاب النجسة من أرضنا الطاهرة. أقول ذلك وكلي ثقة أن شعب مصر العظيم يستطيع الانتصار في معركته ضد قوي الشر والظلام والإرهاب،..، ونسأل الله العلي القدير السلامة لمصر وشعبها، والرحمة للشهداء من إخوتنا وأبنائنا الذين يضحون بأنفسهم فداء للوطن وأمنه وسلامته. والسؤال الآن، أليس هذا الذي يحدث كافيا لقيام الحكومة بإعلان الجماعة جماعة إرهابية، وإدراجها علي قوائم الإرهاب الدولي؟! (وللحديث بقية)