يبدو أن الادارة الأمريكية تحاول جاهدة أن تتخلص من الاحساس بالفشل الذريع الذي أصابها بعد اللطمة الموجعة التي وجهها إليها الفريق أول عبدالفتاح السيسي وترفض الاعتراف بأن ذلك الرجل قد نسف في لحظات حلمها في السيطرة علي منطقة الشرق الاوسط الذي ظلت لسنوات تسعي الي تحقيقه وأنفقت من اجله بلايين الدولارات. والدليل علي ذلك تؤكده التصريحات والهلوسات التي تصدر عن المسئولين الامريكيين بداية من باراك أوباما شخصيا، ومرورا بوزير الخارجية جون كيري، وانتهاء بالمتحدثين بلسان البيت الابيض والخارجية والبنتاجون ايضا، وواضح ان كل هؤلاء يسيطر عليهم وهم عودة الاخوان إلي مواقع السلطة في مصر، والسيطرة علي مقدراتها مرة أخري لخرابها وإسقاطها!. فبعد التصريحات المتكررة التي حرص خلالها جون كيري علي تكرار الاعلان عن تمنياته بأن تتمكن الحكومة من تحقيق مراحل خطة المستقبل في مواعيدها، للوصول الي الدايمقراطية بأسرع ما يمكن.. واعتراض البيت الابيض، وقلق وزير الدفاع من اصدار قانون التظاهر الذي اعتبروه عدوانا علي حرية التعبير عن الرأي، وحق الانسان المصري في التظاهر.. وكان اعلان رئيس جمهورية مصر عن اصراره علي تطبيق ذلك القانون بمنتهي الحسم، وعدم تعديل اي مادة من مواده، واعطاء وزارة الداخلية كل الصلاحيات التي تكفل لها الضرب بمنتهي الشدة علي يد كل من يحاول مخالفته، لطمة جديدة علي وجه الادارة الامريكية، دفعت سوزان رايس مستشارة اوباما للامن القومي للخروج علينا، بعد انتهاء لجنة الخمسين من مشروع الدستور وتقديمه الي رئاسة الجمهورية لطرحه في الاستفتاء، لتعرب عن قلق بلادها من ان تشجع موافقة الاغلبية الساحقة علي ذلك الدستور الحكومة المصرية علي المضي في سياسة الاقصاء التي تتبعها ضد تنظيم الاخوان.. وقالت ان الادارة الامريكية لديها مصلحة في دفع الحكومة المصرية الي تبني سياسة اشراك جميع فصائل المعارضة، بما فيها الاخوان، والإفراج عن جميع المعتقلين.. وقالت إن ذلك يرتبط بشكل وثيق بالقرار الامريكي الخاص بتعليق تسليم أسلحة رئيسية لمصر.. منتهي الوقاحة.. أليس كذلك؟!