د. محمد داود من المعلوم أن الاحتفاء بالذكري يعد تخليدا لحدث أثر في تاريخ الأمم، ولكن عندنا أصبح الاحتفال بإحدي الذكريات سواء كانت عطرة أم غير ذلك طريقا سهلا لتحقيق غاية وهدف يريدوا فرضهاعلي الجميع وكل ماسيقومون به الكذب والنفاق وتزييف الحاضر والماضي . نتذكر أحداث محمد محمود في أعقاب ثورة 25 يناير 2011 ومشاهدها السيئة التي تبلورت في تواجد العديد من الشباب الغاضب بمختلف إنتماءاتهم بشارع محمد محمود المؤدي إلي وزارة الداخلية ، وبينهم فئات متنوعة من المندسين أصحاب السوابق الإجرامية ومعتادي الإجرام، يقومون بمحاولات مستميتة لإقتحام وزارة الداخلية بشتي الطرق، وفي المقابل رجال الشرطة يستخدمون حقهم القانوني في الدفاع عن وزارتهم، وأمام تلك المشاهد المؤسفة سقط الجرحي والقتلي، وفي أثناء ذلك خُصصت جلسة بمجلس الشعب المنحل لمناقشة ماحدث ورأينا فيها العجب العجاب من الأعضاء الموقرين فمنهم من أهان ووجه أصابع الإتهام إلي رجال الشرطة بقتل المتظاهرين وقام أحدهم برفع الظرف الفارغ الذي إلتقطه من الأرض وهو لا يعرف من الذي أطلقه ولكن هتقول إيه أصل الكلمة وقتها كانت لأصحاب الصوت العالي ؛ ومنهم وقف علي الحياد ولم يفصح عما بداخله، أما الأخرون كٌثر والأغلبية الكاسحة في ذلك المجلس وبالطبع كانوا من الإخوان الصاحيين والنايمين،والحق أنهم دافعوا عن الشرطة وإتهموا المتظاهرين بالبلطجية والمخربين، وفي مقابل ذلك إنقلب المتظاهرون علي الإخوان واتهموهم بالخيانة، وهذا دليل دامغ علي عدم تواجد الإخوان بذات الشارع محل الأحداث، بل دفعوا بعناصر مستأجرة وعناصر غير معروفة لتقتل وتصيب المتظاهرين، وجميعنا يبحث عن الطرف الثالث الذي إرتكب مثل تلك الأفعال الخسيسة، ولم ندرك حينها ان الإخوان هم الطرف الثالث والهو الخفي اللي مصر كلها كانت بدور عليه وبعد كل دا عايزين يحتفلوا بما ارتكبوه من جرائم في حق المصريين هم والتنظيم الدولي الذي يمول ويخطط لأستغلال تلك المناسبة أسوأ استغلال، والسؤال أين الثوار يامصريين اللي أغلبهم حطين إيدهم في يد الإخوان، فما للإخوان والتنظيم الدولي إذاً بتلك الذكري؟ . كانت ردود أفعال غالبية المصريين آن ذاك مؤيدة وداعمة لرجال الشرطة واستبسالهم في الدفاع عن وزارة الداخلية للدرجة التي إتهمت وزير الداخلية أثناء ذلك بعدم القدرة علي اتخاذ الإجراءات الكفيلة لإنهاء تلك الفوضي المؤسفة التي تسببت في سقوط القتلي والمصابين، وعلي الرغم من ذلك اعتبرتهم الدولة شهداء عند الله سبحانه وتعالي، برغم عدم الموضوعية والعقلانية في ذلك إذا إعتبرنا أن من قٌتل وهو يعمُد ويصر علي إقتحام وتدمير إحدي مؤسسات الدولة المهمة شهيدا . اثناء تلك الأحداث قامت وزارة الداخلية بطلب تواجد أعضاء النيابة العامة أمام وزارة الداخلية وبذات الشارع حتي تكون الإجراءات الأمنية تحت نظر النيابة العامة ، واطمأنت النيابة إلي قانونية الإجراءات وحق رجال الشرطة في الدفاع عن مبني الوزارة ضد أي اقتحام . أكد تقرير الطب الشرعي أن طلقات الخرطوش التي استخدمت في تلك الأحداث كانت تستخدم لأول مرة، وكانت قوتها علي القتل ضعف الأنواع الأخري، وأنها مختلفة عن الخرطوش الذي كان مستخدما من قبل الشرطة، ونفس نوع الخرطوش كان يستخدم في قتل المدنيين ورجال الشرطة في وقت واحد وهو مايؤكد أن الإخوان هم القتلة الخونة ، وبعد ذلك يطالبون بتخليد تلك الذكري واقتحام ميدان التحرير ووزارة الداخلية. من حق الشباب ومن كان متواجدا بشارع محمد محمود أن يحتفل بتخليد الرفاق الذين فاضت أرواحهم بيد الخسة والندالة من الإخوان المجرمين وليس بيد الشرطة، وليس من حق التنظيم الدولي الإرهابي وجماعته أن يتحدثوا عن تلك الذكري تحديدا لأن أيديهم ملوثة بدماء المصريين، ولم يكن لهم وجود بل دفعوا بمن قتل وحرق ودمر منشآت الدولة. حفظ الله مصر من كل شر وسوء وحما رجالها المخلصين