والداه: نطالب الفريق أول السيسي بالقصاص لابننا.. وتنازلنا عن حقوقنا المادية علم مصر بالهلال والصليب ظل صامداً طوال الأحداث وسط نيران الاشتباكات أحداث محمد محمود حكاية شعب خرج وثار ضد الظلم والطغيان.. ليكون موجة غضب وامتداد لثورة 25 يناير التي خرج فيها جموع الشعب يطالبون برحيل نظام فاسد راح ضحيته عشرات الضحايا ومئات المصابين.. عرفت من خلاله مصر المعني الحقيقي لحرب الشوارع واشتباكات دموية بين المتظاهرين وقوات الامن.. وبعد غد تهل الذكري الثالثة لأحداث محمد محمود ولم يتبق من الشهداء سوي صورهم التي ملأت جدران المباني المتواجدة بالشارع.. تحية لأرواح هؤلاء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم بكل ما يملكون من غال ونفيس من أجل استقلال أمه بأكملها ومن أجل حرية أجيال وراء أجيال. أهالي الشهداء وعن إحياء الذكري الثالثة لأحداث محمد محمود التقت "الأخبار" مع أسرة وأصدقاء الشهيد جابر صلاح"جيكا" في منزل الاسرة بحي عابدين والذي تحول فيه الشارع الذي يوجد علي ناصيته المنزل من شارع "قوله" الي شارع "جابر صلاح" تخليدا له ولبطولته العظيمة.. وعندما دخلنا الشارع وجدنا صورا عديدة للشهيد وقد ملأت أرجاء الشارع وأكد والد ووالدة الشهيد انهما تنازلا عن جميع الحقوق المادية لابنهم الشهيد الذي اغتيل علي حد قول والده في الذكري الأولي لأحداث محمد محمود وذلك في مقابل تقديم من قتل ابنه برصاصة في الرأس الي المحاكمة العادلة. وقال والد الشهيد "جيكا" تأكدت من استشهاد ابني عندما كنت أنا ووالدته نائمين يوم الحادث واستيقظنا معا لنروي لبعضنا نفس الحلم حيث رأيت أنا ووالدته في المنام انه قد تحول الي طفل صغير يغرق في المياه وبعدها تأكدت ان ابني في خطر وقمت مسرعا واتصلت به علي تليفونه المحمول أكثر من 17 مرة دون رد حتي أخبرني أحد أصدقائه انه في المستشفي بعد إصابته برصاصة في الرأس وهرولت الي المستشفي وكانت الفاجعة الكبري ابني مات اكلينيكيا حتي توفاه الله.. كما أن والدته لم تستطع النطق سوي بكلمة "خطفوا مني نور عيني". وداخل غرفة جيكا الخاصة وجدنا مجموعة كبيرة من الشهادات التي تم وضعها علي "السرير" الذي كان ينام عليه بالاضافة الي مجموعة من الكؤوس التي حصل عليها أكد عدد من أصدقائه "للأخبار" ومنهم باسم أسامة عضو حركة 6 ابريل أن تظاهرهم بشارع محمد محمود كان سلميا قبل اندلاع الاحداث لنطالب بالقصاص لشهداء الثورة وتطهير وزارة الداخلية وأكدوا أن زميلهم جيكا كان يتمتع بالأخلاق العالية واحترام الجميع ومساعدة المحتاجين.. وكان دائما ما يهاجم نظام جماعة الاخوان المسلمين وتلقي العديد من التهديدات واضافوا أن جيكا هو أول شهيد في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي. وحول إحياء ذكري محمد محمود أكدت أسرة الشهيد جابر جيكا أن هناك فعاليات لتأبين الشهداء غداً أمام منزل الشهيد بميدان عابدين. وفي نهاية حديثهم مع "الأخبار" وجهت أسرة الشهيد رسالة الي الفريق عبدالفتاح السيسي والقائمين علي الحكم في مصر بأنه لابد من القصاص للشهداء. شماريخ الالتراس وكانت رابطة مشجعي الاهلي من أعضاء الألتراس قد مثلوا خط الدفاع الاول في حروب الشوارع مع قوات الأمن المختلفة فقد لعبوا دورا كبيرا في دعم واستمرار أحداث محمد محمود واحتلوا مقدمة الصفوف أثناء اشتباك بعض المتظاهرين مع قوات الشرطة والأمن المركزي وتناقلت وسائل الإعلام نجاحهم في الاستمرار لأطول فترة ممكنة فيما كانوا أول من هبوا دفاعًا عن ميدان التحرير في بداية الأحداث داعمين المعتصمين بالشماريخ وسط فرحة غامرة من المتظاهرين كما استخدموا الشماريخ للرد علي القنابل المسيلة للدموع التي تستخدمها قوات الأمن المركزي وتقليل تأثيرها. الاسعاف الشعبي وكان من أبرز الوسائل التي تم استحداثها لنقل المصابين بعد تعزر وصول سيارات الاسعاف الي مناطق الاشتباكات الملتهبة هي الدراجات البخارية التي تنقل المصابين من موقع الصراع بشارع محمد محمود الي المستشفيات الميدانية التي كانت مجهزة علي اعلي مستوي طبي لإسعاف الحالات الحرجة.. ففي وقت الازمات التي مرت بها مصر من اشتباكات وأعمال شغب تحول أصحاب الدراجات البخارية إلي رجال إسعاف ومنقذي حياة المصابين من المتظاهرين.. وكانت صفارات الألتراس تمثل الإشارة لسائقي الدراجات البخارية للتوجه إلي المنطقة التي تمتلئ بالمصابين ليتشكل فريق آخر من المتظاهرين ليوجه سائق الدراجة الذي يحمل المصاب إلي المستشفي الميدانية المختصة بحالة المصاب سواء كانت حالة اختناق أو إغماء أو إصابة خرطوش. استخدم "الموتوسيكل" لسرعة نقل المصابين الضحايا من موقع الاشتباكات إلي المستشفيات الميدانية وكان أبطال هذه الملحمة الوطنية هم سائقو الموتوسيكلات الذين القوا خلف ظهرهم الخطر الذي يتعرضون له لنقل المصابين للمستشفيات وانقسموا الي مجموعتين الأولي لقيادة الدراجات والثانية مهامها حمل المصابين خلف الموتوسيكلات حتي يتم نقلهم وسرعة إسعافهم ليصبح بذلك الموتوسيكل الوسيلة الأولي في دعم المتظاهرين من خلال نقل الإسعافات الأولية والمواد الغذائية إلي المعتصمين بالميدان قبل أن يضطلع بالمهمة الأكبر وهي نقل مصابي التحرير من الصفوف الأمامية للمواجهات في شارع محمود إلي المستشفيات الميدانية في قلب الميدان وأطرافه. مما جعل الموتوسيكلات وسائقيها يحملون لقب "الإسعاف الشعبي الطائر" الذي تناغم مع المجهود الضخم المبذول من قبل مرفق الإسعاف الذي رفع له جميع من في ميدان التحرير القبعة احتراماً علي هذا المجهود الضخم الذي بذله رجال مرفق الإسعاف. الهلال والصليب وعلي الرغم من سيل القنابل المسيلة للدموع وطلقات الرصاص الحي والخرطوش تحديدا لمن اختاروا التصدي لمحاولات اقتحام قوات الأمن للميدان من جهة شارع محمد محمود فكان علم مصر المرسوم عليه هلال يحتضن صليبا ومكتوب عليه "حرية" هو المتصدر للمشهد في وسط نيران الاشتباكات وأعمال الشغب تركت طلقات الرصاص الحي والخرطوش أثارهما عليه..وعلي الرغم من استمرار الاشتباكات بين قوات الأمن والثوار لمدة 5 أيام لم يتزحزح خلالهم العلم من الصفوف الأمامية رغم تساقط الشهداء وإصابات المتظاهرين بوابل القنابل المسيلة للدموع إلا انه لم يتحرك من الصفوف الأمامية..وفي بعض الأوقات كان يخلو شارع محمد محمود من معظم المتظاهرين باستثناء شخص يحمل العلم والآخرون يلوحون بعلامات النصر وسط الغازات الكثيفة التي كانت تطلقها قوات الشرطه. المسجد والكنيسة وفي السياق ذاته تحولت ساحة مسجد عباد الرحمن المتواجد في بداية شارع محمد محمود من اتجاه ميدان التحرير الي أشبه بمجلس حرب يقوم فيه المتظاهرون بإعداد الخطط التي من خلالها يواجهون بها قوات الامن بذات الشارع بالاضافة الي الشوارع الجانبية مثل الشيخ ريحان ويوسف الجندي المؤديين لوزارة الداخلية.. كما أن دور الكنيسة لم يقل شيئا عن دور المسجد فكانت كنيسة قصر الدوبارة المتواجدة بشارع عبدالقادر حمزة ايضا مستشفي ميداني يتم اسعاف الاقباط والمسلمين به. قائمة شرف الشهداء قائمة الشرف التي تضم شهداء محمد محمود الذين سالت دماؤهم علي الارض في سبيل الحرية مليئة بالأبطال وهم.. الشهيد علاء عبد الهادي ومينا دينيال وأحمد صالح وأحمد بسيوني وطارق مجدي مصطفي وخالد عطية شحاتة وأحمد عبد الرحيم السيد وولاء الدين حسني محمد وأحمد فؤاد ايهاب عباس وخالد أحمد علي يوسف وابراهيم رضا محمد وخالد سعيد ويوسف فايز ارمانيوس وحسين طه وحاتم حسين محمد وإبراهيم سمير أحمد سعدون ومصطفي العقاد وجرجس لمعي موسي ومصطفي الصاوي وإبراهيم علي صالح وعبد الرحمن صحبي عبد الغني وخالد محمد محمد السيد وأحمد سالم عيسي محمد وأحمد سمير السيد وأحمد صابر مصطفي وأحمد عبد الرحيم السيد وأحمد عبد العاطي سيد وأميرة سمير السيد دويدار ومحمد متولي عوض وأحمد أبو بكر العوضي ومهير خليل ذكي خليل وسعيد أحمد الطوخي وأحمد علي أحمد وأحمد عبد الجابر حسنين ومحمد علي عيد ومحمود إبراهيم محمد وأحمد هلال عبد الحافظ وشيماء فؤاد حسين وجابر جيكا ومحمد الجندي والطفل أنس وكريم جونيور وإسلام حسن ومحد خالد ومحمد خالد وأحمد وجية ومحمد سري ومحمد أشرف ومهاب صالح وكريم خزام وأحمد طه ومحمد جمال وكريم عبد الله.. بالاضافة الي عدد من الشهداء الذين سقطوا في الذكري الاولي لأحداث محمد محمود وعلي رأسهم"جابر جيكا" أول شهيد في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي.