عندما كان محمد مرسي عيسي العياط يقف علي منصة ميدان التحرير وسط جمهرة من الانتهازيين والمنتفعين بفوزه بالجلوس علي عرش رئاسة جمهورية مصر، كان واضحا أنه لم يكن يخطر علي باله انه سيكون في يوم من الايام رئيسا لمصر، ولا حتي في احلامه.. حركاته العشوائية، وتسمات وجهه، »واللخبطة« التي كان يعاني منها، كانت جميعها تشي بذلك.. وتشي ايضا بأنه غير مصدق ما أصبح عليه!! قال اكثر من مرة انه سيكون رئيسا لكل المصريين، وأكد انه جاء باختيار الشعب، وان لو عشرة اشخاص فقط اجتمعوا في ميدان التحرير واعلنوا انهم لا يريدونه رئيسا، فإنه سيبادر بالتنحي!! ودفعته نشوة الفوز الي اداء اليمين امام المحتشدين في الميدان، رغم ان النتيجة لم تكن قد اعلنت رسميا، ففعل!! في الصباح التالي، رافقته كاميرات التليفزيون، في جولة قام بها في قصر الرئاسة.. ربما ليثبت لنفسه انه اصبح رئيسا بالفعل وربما ليستكشف معالم الدنيا الجديدة التي اصبحت دنياه.. وعندما دخل القائمة التي يوجد فيها المكتب الصغير الذي كان يجلس خلفه حسني مبارك، اسرع الخطي حتي بلغ الكرسي وجلس عليه، ثم نهض ليجلس مرة اخري.. وكأنه يجربه!! كان محمد مرسي عيسي العياط، الرئيس الوحيد في العالم الذي يؤدي اليمين القانونية ثلاث مرات، مرة امام الجماهير في ميدان التحرير، ومرة امام هيئة المحكمة الدستورية ومرة في احتفال كبير اقيم في قاعة الاحتفالات في جامعة القاهرة.. وكان ايضا الرئيس الوحيد في العالم الذي يحنث باليمين فيدعو مجلس الشعب للاجتماع بالمخالفة لحكم المحكمة الدستورية بحله »!!« وعندما اجتمعت المحكمة الدستورية واكدت حل المجلس مرة اخري، تراجع »سيادته« مضطرا.. واعتاد بعد ذلك اصدار القرارات والرجوع عنها، حتي تصور المصريون انه مجرد »ضحية« لأولي الامر في مكتب الارشاد الذين يحركونه كيفما يشاءون، كما قال مستشاروه، الذين استقالوا الواحد بعد الآخر.. لكن الحقيقة كانت غير ذلك تماما؟!! و»للحديث بقية«.