بداية لابد أن نؤكد بما لا يقبل اللبس، ان الحرب الشرسة التي تدور رحاها في سيناء الآن ومنذ فترة ليست بالوجيزة، هي حرب مقدسة تخوضها قواتنا المسلحة الباسلة وأجهزة الأمن، ضد الجماعات الإرهابية والمتطرفة، دفاعا عن أمن وسلامة الوطن واستقراره، في مواجهة المخاطر الشديدة التي تتهدده وتسعي لضرب أمنه القومي في مقتل. وفي ضوء المعلومات الصادرة عن قواتنا المسلحة، نستطيع القول بأن هذه الحرب رغم قسوتها وشراستها مستمرة دون توقف، حتي تحقيق أهدافها في القضاء الكامل علي كل البؤر الإرهابية في سيناء، وهي البؤر التي استشرت وتكاثفت في ظل وجود الرئيس المعزول وجماعته في الحكم وتحت رعايتهم، تنفيذا لمؤامرة خسيسة تم الاعداد والترتيب لها بليل، وفي غيبة تامة للضمير الوطني وواجب وشرف الحفاظ علي سلامة الوطن ووحدة أراضيه. وإذا ما اردنا الإلمام بحجم المؤامرة فعلينا ان نلقي نظرة فاحصة علي ما اصبح ملموسا علي ارض الواقع في سيناء، وتحولها إلي بؤرة سرطانية للإرهاب الدولي والإقليمي، تهدد مصر وتنفث سمومها في كل ارجائها، بعد ان اصبحت قبلة لكل الإرهابيين، ومكانا آمنا لهم خلال وجود المعزول وجماعته في الحكم. ومن خلال هذه النظرة نستطيع التعرف علي حقيقة المؤامرة وأبعادها حيث يتضح صحة ما تردد عن اتفاق المعزول وجماعته، مع جماعة حماس بسعي وبرعاية أمريكية لمصلحة إسرائيل وبعلمها، علي ان تتحول سيناء إلي مكان مباح لاستيطان وإقامة جميع الجماعات والتنظيمات المتطرفة المحلية والإقليمية والدولية، وتسليحهم تمهيدا لسيطرتهم الكاملة علي سيناء وخروجها علي سلطة الدولة المصرية، وإعلانها إمارة مستقلة. وبعد الإمارة من الطبيعي ان يتم الاتحاد والتلاقي بين إمارة حماس في غزة وإمارة المتطرفين في سيناء، ومن الطبيعي أيضا ان تسقط الحدود بين الإمارتين، وتصبح سيناء امتدادا طبيعيا لغزة، ومكانا مريحا ووطنا بديلا للإخوة الفلسطينيين اللاجئين في الخارج أو المكدسين في غزة، وبذلك تصبح سيناء حلا نموذجيا ينهي مشكلة إسرائيل وتنهي المطالبة بإعادة اللاجئين إلي وطنهم في فلسطينالمحتلة. والآن.. هل هناك جريمة أكثر بشاعة وخسة من هذه؟! لا أعتقد