نعم.. انت صادق يا شيخنا الجليل في مقولتك.. لقد قلتها في شموخ وكبرياء وعزة لأنك تعتز بوطنيتك، وكم من المئات الذين احتشدوا ساحة المسجد في صلاة الجمعة، كانوا يتلهفون الي لقائك والاستماع الي خطبتك.. جلسوا في خشوع وهم بين يدي الله سبحانه وتعالي في انتظار ان تأمهم لصلاة الجمعة وفي داخلهم شوق أن يطول بهم الكلام ليشبعوا بنفحات الإيمان.. - هذا المشهد المهيب كان داخل مسجد التليفزيون يوم الجمعة الماضية وهو الذي دعاني أن أحييّ الاستاذ الدكتور عبد الحكم صالح سلامة استاذ البلاغة بجامعة الازهر علي خطبة الجمعة فقد اتجهت اليه عيون المصلين وهو يعتلي المنبر وقد كان من الواضح ان معظم المصلين من مريديه وقد سبق لهم مرات ومرات ان حضروا معه صلوات وصلوات، وفعلا كم كان رائعا وهو يتحدث عن الإيمان وعن كرامة الإنسان وكيف يكون شجاعا لا يهاب غير الله سبحانه وتعالي.. قال شيخنا " لقد خلقنا الله احرارا وهو يحب لكل بني إنسان ان يعيشوا احرارا لا يذل احد لأحد ولا يرضخ أحد لإرهاب أحد، فالمؤمن لا يهاب أحد ولا يركع لأحد ولا يذل لإرهاب الإرهابيين وأن المؤمن يعز حتي امام طغيان الطاغين.. والأمة المؤمنة أمة عليها أن تثق أنها في رعاية الله وفي حصانته .. - وفي صوت يملأه الايمان قال شيخنا الجليل الدكتور عبد الحكم صالح الذي أثلج صدور المصلين وهو يقول إن اسم مصر قد ورد في القرآن خمس مرات وأن مصر محفوظة لن تضيع أبدا فقد تتعثر لكنها لا تنبطح ولا تستسلم.. وقد قال فيها رسول الله عليه السلام لأصحابه البررة " اذا فتح الله عليكم مصر، فاتخذوا من أهلها جندا كثيفا، فإنهم خير أجناد الارض" قال الصديق ولما يا رسول الله .. قال " لأنهم وأهليهم في رباط الي يوم القيامة " - تمنيت أن تصل هذه الرسالة لأدعياء الإسلام في تركيا وفي أوروبا ليعلموا مكانة مصر كما كرمها الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم.. لكن ماذا نتوقع من اصحاب الضمائر المغيبة.. الذين يتطاولون علينا, يحيكون لنا المؤامرات في الظلام باسم الدين والدين منهم برئ مع ان هؤلاء الغرباء ليسوا هم وحدهم الذين يتأمرون فقد أعمي الله الأبصار لفصيل داخل مصر أعلن العصيان.. يستخدمون المساجد في تخزين السلاح ويدخلونها للصلاة وهم يضمرون في داخلهم شرا لهذا الوطن، يقفون وراء الإمام وعقولهم مشتتة وهم يفكرون في تنفيذ مخططاتهم بعد الصلاة.. ولا أعرف لماذا اختاروا تنفيذ هذه المخططات الإجرامية بعد صلاة الجمعة، كيف يحملون السلاح وهم يقفون بين يدي الله سبحانه وتعالي وأياديهم مهيأة للتلوث بعد الصلاة بدماء الابرياء .. هل هذا هو الجهاد .. - لذلك اقول علي خطباء المساجد أن يساهموا في علاج من ضلّوا الطريق, علي الاقل ان يكون خطابهم الديني روشتة علاج لا فتيل لإشعال الفتنة او العنف، فكم من خطباء ساهموا في ارتكاب المعاصي بالتحريض علي العنف وهؤلاء ينتشرون في القري والنجوع.. يحرضون البسطاء علي العنف وإحراق مصر, وكم من حكايات سمعناها عن مصادمات بين المصلين وبين هؤلاء الرعاة.. وكم من خطباء شرفاء نشروا الحب وغرزوا الولاء والانتماء لحب هذا البلد، وشيخنا الجليل الدكتور عبدالحكم صالح هو أحدهم وهناك غيره من الأئمة الأفاضل الذين ينتشرون الان في مساجد مصر والفضل هنا لوزير الأوقاف الاستاذ الدكتور محمد مختار جمعة الذي اهتم بالخطاب الديني.. - وهنا أدعو فضيلته علي اعتبار انه اصبح مسئولا عن هذا الخطاب أن يتناول الأئمة في خطبهم الانتماء للوطن، فكم من الشباب المغيب فقدوا هذا الانتماء ورأينا حفنة من شباب الالتراس قد انشقوا عن الرياضة وباعوا انفسهم للإخوان ونظموا مسيرات تحت اسم شباب أحرار وحملوا أعلاما ليست مصرية لانهم لا يريدون حمل علم مصر، للأسف بين هؤلاء الشباب نبت طيب من اولادنا وبناتنا وهم يحملون علامة رابعة.. - بالله عليكم لمّا المثقفين يقولون لا لحكم العسكر ويكون هذا هو شعارهم في مسيراتهم اليست "مسخرة " في حق هؤلاء المثقفين وهم يعلمون جيدا ان الذي تحكمنا هي حكومة وطنية مستقلة، صحيح انها مؤقتة لكننا سوف نستكمل مشوارنا بعد خارطة الطريق في حكومة يختارها الشعب وتكون بإرادته، والله عيب من الشباب الواعي المثقف ان تكون هذه هي نظرته، علي اي حال هذه الحفنة ليست معيارا لا وزن لها ولا قيمة بين الشباب المصري الذي لا تعنيه هذه القلة، لكن حزننا عليهم انهم مغيبون.