صحيح أن الضربة التي وجهها شعب مصر بقيادة الفريق أول عبدالفتاح السيسي إلي باراك أوباما، وشركائه في انجلترا وفرنسا والمانيا، كانت موجعة وقاسمة.. وصحيح أن قادة الصف لتنظيم الإخوان قد تم إلقاء القبض عليهم، ويجري الآن التحقيق معهم في الاتهامات الموجهة إليهم قبل محاكمتهم في الجرائم الخطيرة التي اقترفوها في حق مصر وشعبها.. وصحيح أن »المدام« آن باترسون، سفيرة الولاياتالمتحدة في مصر، قد غادرت القاهرة إلي غير رجعة.. لكن الصحيح أيضا أن المؤامرة الأمريكية الأوربية لتخريب مصر، وتقسيمها، والقضاء علي جيشها، لا تزال مستمرة.. وأن أعضاء الصفوف، الثاني والثالث والرابع، لتنظيم الإخوان الإرهابي لا يزالون طلقاء، ويتلقون التوجيهات والتعليمات من تنظيمهم الدولي، والأموال المسمومة من خلال قطر، والسلاح بكل أنواعه عبر الممرات السرية في الحدود مع ليبيا والسودان، استعدادا للقيام بجولات جديدة أكثر ضراوة وشراسة!! المؤامرة مستمرة.. والجديد الذي طرأ عليها هو إعادة ترتيب أوراقها.. وأول هذه الأوراق التلويح بتوجيه ضربة إلي سوريا لإحداث وقيعة بين مصر التي تعتبرها بوابتها الشرقية، وبين المملكة العربية السعودية، والامارات العربية، والكويت، والبحرين، التي نجحت الولاياتالمتحدة في اقناعها بأن بشار الأسد هو مخلب إيران، العدو الشرس، الذي يريد ابتلاع دول الخليج العربي جميعا !!.. والورقة الثانية هي قيام كوادر صفوف الإخوان، الطليقة بالإعلان عن حشد مليونيات ضخمة في القاهرة والاسكندرية وسائر المحافظات، تسفر عن مظاهرات محدودة العدد، وبضع طللقات خرطوش، وتكسير وحرق بضعة محلات، وعدد من السيارات لينخدع شعب مصر، ويتصور أن التنظيم قد انهار وفقد قدرته علي الحشد!!.. والورقة الثالثة، تحريك الطابور الخامس الموجود في بعض وسائل الإعلام، وصفوف أغلب التنظيمات والائتلافات السياسية، والأحزاب الدينية والسلفية، وبينهم بعض أعضاء في الحكومة ومؤسسة الأزهر!! للدعوة إلي مصالحة وطنية مع الذين يعلنون »كذبا« انشقاقهم عن تنظيم الإخوان!! القضية في منتهي الخطورة والتعقيد وفي حاجة إلي حسم وبتر.. وكان الله في عون الجيش، والشرطة، والقضاء!!