سعىد اسماعىل صعب جدا علي الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن يتقبل الصفعة التي تلقاها من شعب مصر.. وصعب جدا علي أجهزة المخابرات الأمريكية أن تصدق أنها فشلت في تقدير قدرة الشعب المصري علي توجيه ضربة قاصمة لمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يهدف إلي إعادة رسم خريطة المنطقة لتكون إسرائيل هي الدولة الوحيدة القوية وسط مجموعة من الدويلات والامارات الضعيفة المتصارعة مع بعضها. وصعب جدا أن تستسلم آن باترسون، سفيرة الولاياتالمتحدة في القاهرة وأن تعترف بأنها فشلت في تحقيق المهمة التي جاءت من أجلها إلي مصر، لتمكين الإخوان المسلمين من تنفيذ المخطط الأمريكي، وتوريط بلادها في دفع ثمانية مليارات من الدولارات لخيرت الشاطر رأس الأفعي ثمنا لتنازل الإخوان عن جزء من شمال سيناء إلي قطاع غزة، لإقامة الدولة الفلسطينية الجديدة، تمهيدا لاستيلاء إسرائيل علي معظم أراضي الضفة الغربية وضم ما يتبقي منها إلي الأردن. لذلك فإن المؤامرة الأمريكية علي مصر مستمرة.. ولذلك فإن »المدام« باترسون مستمرة في اتصالاتها السرية مع القيادات الإخوانية والسلفية وتحريض أمثال سليم العوا سوري الأصل علي تقديم مبادرة للمصالحة الوطنية، أهم شروطها الإفراج عن محمد مرسي وبقية قيادات الإخوان، ومشاركة الجماعة في حكم مصر!! ولذلك مرة ثانية جاءت إلي القاهرة كاثرين آشتون، الممثل الأعلي للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسات الأمنية، لمقابلة رئيس مصر المؤقت المستشار عدلي منصور. ونائبه للعلاقات الدولية الدكتور محمد البرادعي، وعدد من القيادات السياسية من بينها طبعا قيادات اخوانية، بعد أن تباحثت هاتفيا مع جون كيري وزير خارجية أمريكا، الذي ناقش معها الخطوات الواجب اتخاذها في مواجهة ما يجري في مصر. ولم تنس قبل مجيئها أن تصدر بيانا تدعو فيه الحكومة المصرية إلي ضرورة ضمان سلمية المظاهرات والامتناع عن العنف ومشاركة كل التيارات السياسية في عملية التحول الديمقراطي بما في ذلك تيار جماعة الإخوان.. ولم تنس أيضا أن تكرر في هذا البيان تصريحاتها السابقة عن ضرورة الافراج عن جميع المعتقلين السياسيين وخاصة محمد مرسي ومستشاريه!! ولذلك مرة أخيرة أقول أن المؤامرة الأمريكية علي مصر مازالت مستمرة!!