صبرى غنىم ابا متعب.. حياك الله يابن عبدالعزيز آل سعود.. فكم كنت وفيا لوصية والدكم طيب الله ثراه عندما اوصاكم بمصر قبل وفاته. فقد كان رحمه الله محبا لها ولأهلها، وكون ان تكون امتدادا لشهامة الراحل العظيم وتضيف الي قائمة الشهامة هذا الموقف التاريخي بمساندتكم لمصر في حربها علي الارهاب، هذا الموقف ليس غريبا علي فارس العروبة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز »اطال الله في عمره« فكم من مواقف عظيمة للمملكة يشهد عليها التاريخ بدءا بموقف الراحل العظيم الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله في وقفته مع مصر في حرب اكتوبر 73 باستخدام سلاح البترول في هذه الحرب.. لذلك اقول ان موقفكم الرجولي هو امتداد لتاريخ المملكة فأنتم ياسيدي وإخوانك الان في الحكم خير خلف لخير سلف لابناء عبد العزيز الذين سبقوكم في الحكم .. - سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لقد اختصكم الله سبحانه وتعالي بنوريته فأضاء النور في وجهك، وحبب فيك شعبك، فكنت عادلا في حكمك، ابا للكبير والصغير، تحمل في داخلك قلبا طيبا مملوءا بالحنان، فكنت سندا للضعيف، مع الحق رجلا ومع الظلم مقاتلا تقف جانب المظلوم حتي يأخذ حقه، ووقفتك جانب مصر لن تسقط يوما من ذاكرة التاريخ.. لقد كانت وقفتك الشجاعة رسالة الي الدول التي اجتمعت علي معاداة مصر في حربها علي الإرهاب.. لاننسي مقولتك " الساكت عن الحق شيطان اخرس " وهذه هي شيمة العظماء الذين يساندون الحق حتي ولو كلفتهم المواقف مقاطعة الظالمين .. - ان الشعب المصري في رقبته دين لكم ياسيدي علي هذا الموقف العظيم والذي كان سببا في التقاطهم لانفاسهم .. - ياسيدي لقد اثلجت صدور المصريين واحسوا بك أبا عربيا يقف معهم في قضيتهم، لقد ازدادوا فخرا بنتائج اجتماع الامير سعود الفيصل بالرئيس الفرنسي حيث نجح في تغيير الموقف الفرنسي ولاول مرة يصدر عن الاليزيه تصريح يحمل اعترافا بثورة المصريين وبالحكومة المؤقتة المكلفة بتنفيذ خريطة الطريق وتخرج علينا فرنسا بموقفها الجديد وهو منح مصر فرصة تنفيذ هذه الخريطة وكون ان تعلن ان اي دولة لا تستطيع ان تفرض قرارا علي مصر فهذا الموقف يحسب للمملكة لأن هذه التصريحات لم نسمعها من قبل لكن جهود الفيصل بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين أثمرت بنتائجها .. - المصريون يذكرون لخادم الحرمين سعة صدره فكم من مواقف مؤسفة تعرضت لها سفارة المملكة في القاهرة من المنفلتين المأجورين وهم ينفذون حمله مسعورة لحساب الجماعة بالكتابة علي جدران السفارة الفاظا بذيئة تعبر عن حالة الغل التي اصابت الجماعة من مواقف الشهامة للمملكة مع الشعب المصري .. ولأن مصر محظوظة بأن يكون لخادم الحرمين الشريفين في القاهرة سفير يتمتع بدماسة الخلق، فقد نجح السفير السعودي احمد قطان في أن يتعامل مع مثل هذه المواقف بعقلانية.. ولم تتغير معاملته مع المصريين علي اعتبار ان الذين يصنعون هذه المواقف هم قلة من المنفلتين ولان "قطان" من السفراء المخضرمين الذين يتمتعون بالحنكة والذكاء والقبول ومن خلال معايشته للمصريين فهو يعرف عنهم حبهم للمملكة ويعرف أسرا مصرية كثيرة تزين بيوتها بصور خادم الحرمين الشريفين، معني الكلام ان خادم الحرمين في القلوب ولأن الشعب المصري اصيل فهو لا ينسي مواقف الشهامة للمملكة معه منذ بداية الثورة ودعم المملكة للخزينة العامة، ورغم حالة الاستعلاء التي اصابت الرئيس المعزول وتهميشه للعلاقات مع عدد من الحكومات العربية وكانت حكومة المملكة في مقدمة هذه الدول.. ولا أعرف لماذا تنكر مواقف المملكة معه في الظروف الصعبة مع أنه يعلم ان حكومة خادم الحرمين اكبر من مثل هذه المواقف، وقد كان في إمكانها ان ترد علي أحد مواقف الرئيس المعزول بإنهاء جميع عقود المصريين في المملكة وترحيلهم الي مصر، لكن عظمة خادم الحرمين والنخوة والرجولة التي يتمتع بها رفض ان يدفع المصريون الشرفاء العاملون في المملكة ثمن هذا التخلف.. هذه هي اخلاقيات ابناء عبد العزيز آل سعود.. - لذلك اقول تعظيم سلام لخادم الحرمين الشريفين ولشعب الحرمين ولسفير خادم الحرمين .