أصدر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بعودة السفير السعودي أحمد قطان للقاهرة الأحد المقبل ليبدأ في ممارسة عمله وفتح القنصليات السعودية الثلاث بمصر وذلك استجابة لطلب الوفد المصري الكبير الذي التقاه اليوم بالقصر الملكي في الرياض برئاسة رئيسي مجلس الشعب والشورى الدكتور سعد الكتاتني والدكتور احمد فهمي. وقال خادم الحرمين في كلمته أمام الوفد بمقر قصر الديوان الملكي بعد صلاة الجمعة "التاريخ والوشائج بين بلدينا قائم على وحدة الدين ونصرته في الحق، وليس صفحة عابرة يمكن لاي كائن من كان ان يعبث بها، بل هو بالنسبة لنا أولوية لاتقبل أي مساومة ولن نسمح لاي فعل ان يلغيها أو يهمشها وأن تقوم على اساس العتب وليس الخصومة". وأضاف أن مصر بهمومها وآمالها وطموحاتها لها في قلب المملكة مكانة كبيرة والعكس صحيح وان ماحدث في الاونة الاخيرة من تداعيات للعلاقات بين البلدين أمر يؤلم كل مواطن سعودي ومصري شريف وماقرارنا باستدعاء السفير واغلاق السفارة إلا لحماية منسوبيها من أمور قد تتطور لما لايحمد عقباها. وأوضح خادم الحرمين إننا أمام هذا الموقف النبيل من أعضاء الوفد لايسعني إلا أن أقول لن نسمح لهذه السحابة العابرة أن تطول وعلى أمل أن يقف الاعلام المصري والسعودي موقف عربي ولايقل إلا خيرا أو يصمت. واختتم بقوله: أسعدنا حضوركم الذي يعبر عن مكارم الاخلاص وأهلا بكم في المملكة، إننا لن نسمح لهذه الازمة العابرة أن تطول وكلي أمل ان يقف الاعلام المصري والسعودي موقفا كريما ولا يقف إلا موقفا صحيحا أو يصمت. وقال الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب في كلمة أمام خادم الحرمين في القصر الملكي بالرياض هذا الوفد المصري يعكس جميع طوائف الشعب المصري ومكوناته من برلمانيون ورؤساء الاحزاب والمفكرون والكتاب ورجال الاعمال والفنانون كل طوائف الشعب المصري ممثلة في هذا الوفد اتوا لاشقائهم في المملكة ليعبروا عن عمق العلاقة بين الشعب السعودي والشعب المصري وتقديرهم للمملكة قيادة وحكومة وشعبا. وأضاف "الشعب المصري تربطه بالشعب السعودي أواصر متينة وعميقة عبر التاريخ لايمكن أن تتاثر بحادث عابر يتم هنا أو هناك ولابد من منطلق العلاقة القوية لابد أن نتجاوز هذه الاحداث العابرة ولاندعها تعكر صفو العلاقات بين البلدين إن المملكة تهفو اليها القلوب والافئدة لان الاماكن المقدسة في المملكة مكة والمدينة أعز مقدسات المسلمين الشعب المصري يكن تحية اعزاز وتقدير للمملكة التي وقفت معه في المواقف التي يحتاج فيها لدعم الاصدقاء لقد وقفت المملكة أيام الملك فيصل في حرب اكتوبر 73 وكان لهذا الاثر الداعم الاثر البالغ وايضا بعد 35 يناير كانت المملكة من اوائل الدول الداعمة لمصر والجالية المصرية من اكبر الجاليات على الاطلاق في الخارج. واستطرد الكتاتني قائلا "إن سحب السفير السعودي من القاهرة للتشاور أمر يعز علينا كمصريين وهذا الوفد الذي جاء ليؤكد على عمق العلاقة بيننا يرجو من جلالتكم ان يعود السفير السعودي معنا وعلى نفس الطائرة ليباشر عمله". وقال رئيس مجلس الشورى الدكتور احمد فهمي في كلمة مماثلة أمام خادم الحرمين إن هذه هي أخلاق مصر وهذه هي ممارسة المصريين وليست ممارسة بعض القلة الذين قد تكونوا وجثم في أنفسكم شيئا منها وأؤكد لجلالتكم أهمية العلاقات بين البلدين دينيا. وأضاف "نريد ان نضع بين يدي حضراتكم بعض الامور: كلنا ثقة بأن ابناءك من رعاية مصر هم أبناءك واخوة لشعبك العريق، ونرجو من الله ان ينالوا على يديكم من ماينالوه من اهتمام أيضا قضية المحامي الجيزاوي نحن على يقين ان القانون السعودي قانون عادل ولانريد لاي انسان ان يخالف قوانين المملكة، ولكن نطمع في كرم جلالتكم واصحاب السمو الامراء ان تكون معاملة المواطن المصري وفق قواعد الرحمة قبل العدل، ربما يكون قد أخطأ ولايدري فكلنا نأمل أن يشمله عفو جلالتكم الكريم، وهناك طلب آخر سبقني به أخي سعد الكتاتني وهو كما رأيتم خروج سفيركم أحمد القطان يعتبر كبير على الشعب المصري أن تغلق سفراتكم، وكلنا سفراء لجلالتكم، والقطان واحد منا، ونجله اكراما لجلالتكم، فنرجو أن تأمروا بعودته لمصر خاصة أن هذه ايام يتم تقديم تأشيرات الحج والعمرة، وانتم تعلمون كم تهفو قلوب المصريين للحج والعمرة وزيارة بيت الله االحرام وهذه شفاعة أبناءك من مصر وشعب مصر وأرجو أن تصدروا الامر لعودة السفير للقاهرة. وقال رئيس حزب الوفد السيد بدوي "لقد اتينا اليوم لنؤكد على حقيقة معلومة ويقينا ثابتا وهي أن شعب مصر بكافة فئاته وطوائفه يهوي إلى المملكة بأفئدته شعبا وأرضا وقيادة، وإن مصر والمملكة على مدار تاريخهما كانا هما اساس قوة وعزة الوطن العربي والامة الاسلامية وإذا كان هذا الحدث نحو للمملكة فقد أساء للشعب المصري، الثورة قامت بزلزال عنيف وتوابعه تتمثل في بعض الانفلات الاعلامي والتخبط بين فئات الشعب وبعض التصرفات التي لاتعبر ولاتمثل ولاتدل على أصالة شعب مصر وعمق العلاقات بين مصر والسعودية، هذه امور عابرة ستزول بزوال توابع الثورة العظيمة. وقال الانبا مرقس ممثل الكنيسة الارثوذكية أول مرة يحضر المملكة ان اخواننا الذين حضروا اللقاء يهدف الى التأكيد على اهمية الروابط بين المملكة ومصر ودائما نقول إذا حدثت مشكلة يعطينا فرص للحوار والتقارب الذين يزيد الانسان حبا، ولانشك ان الحدث الذي مر لابد سيزيد علاقة الشعبين ترابطا وحبا وتنمو العلاقة يوما بعد يوم، ونرجو من جلالتكم أن تعيد مرة أخرى السفير الذي يحظى بحب جميع المصريين وإنشاء الله لن تتكرر هذه الامور مرة أخرى. وقال ممثل الازهر الشيخ مجدي عاشور نشكركم على حفاوتكم البالغة وأنت اهل الكرم والجود ونذكر أنفسنا وإياكم ان الله عندما ذكر الأمن والامان، اختص فيها هذا البلد بما فيها البيت الحرام وعندما ذكر مصر قال "ادخلوا مصر انشاء الله آمنين"، فنرجو ان يعم الامن والسكينة والاستقرار وطمأنينة النفس بين الشعبين وعندما استدعيتم السفير كأنكم قصصتم منا عضو فنحن كجسد واحد والازهر منذ انشائه عانق الكعبة المشرفة ونرجو ان نبقى كذلك الأزهر مع المملكة التي نكن لها كل توقير. وقال الشيخ محمد حسان ممثل التيار الاسلامي المصري ياخادم الحرمين لايوجد شعب في وجه الارض يحب بلاد الحرمين كشعب مصر، فشعب مصر تهوي أفئدته لهذه البلاد الطيبة ففيها كعبتنا وقبلتنا ويشرف ثراها باحتضان أفضل جثمان للرسول صلى الله عليه وسلم نحب هذه البلاد للتقرب من الله وطاعة رسوله صلي الله عليه وسلم. واضاف ان هذا الحب متعمق في قلب التاريخ ولايمكن لازمة عابرة هنا أو هناك أن تنال من هذا الحب او العلاقة القوية المتينة ولابنيغي أن تؤثر على هذا الحب كلمات أو خطأ هنا أو هناك، وهذا الوفد الكريم جاء وهو يطلب منكم كرمكم المعهود الدائم وعمق هذه العلاقات وقوتها ولكن يطلب منكم كرم الوفادة ألا وهو أن يعود سفيرنا الفاضل إلى مصرنا الحبيبة التي أوصاكم بها الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن تعود العلاقات بين بلدينا أقوى مما كانت فمصر تمر الان بأزمة عميقة تحتاج إلى وقفة شقيقتها المملكة، أسال الله أن يحفظ المملكة ومصر وجميع بلاد المسلمين. حضر الاستقبال الامير سعود الفيصل وزير الخارجية والامير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع وسمو ولي العهد وزير الداخلية الامير نايف بن عبدالعزيز والامير مقرن بن عبدالعزيز وزير المخابرات العامة ووزير الاعلام والثقافة عبدالعزيز خوجة وسفير مصر بالرياض السفير محمود عوف. وصرح مصدر مسئول سعودي انطلاقا مما تحمله المملكة تجاه مصر واستجابة لوفد فقد وجه خادم الحرمين بعودة السفير بدء من الاحد المقبل وفتح القنصليات السعودية في القاهرة والسويس والاسكندرية. وعلم مراسل "بوابة الأهرام العربي" أن السفير احمد قطان سيصل الى القاهرة مساء غدا السبت في الوقت الذي غادر فيه الوفد المصري مستقلا طائرة خاصة من مطار قاعدة الرياض الجوية متوجها إلى القاهرة في زيارة استمرت 20 ساعة متواصلة وكان في وداع الوفد برئاسة الكتاتني وفهمي رئيس مجلس الشورى السعودي عبدالله آل الشيخ ووزير الاعلام السعودي عبدالعزيز بن خوجة وسفير مصر بالرياض محمود عوف.