إغلاق مسجد القائد إبراهيم بسبب العنف يتمتع بمكانة خاصة لدي أهل الإسكندرية لا ينافسه فيها سوي مسجد أبي العباس المرسي، حيث يتوافد عليه حشود المواطنين من مختلف أحياء الإسكندرية والمحافظات المجاورة طوال شهر رمضان.. قاطعين مسافات طويلة للوصول إليه والصلاة في ساحته قبل أن تتسبب المظاهرات في إلغاء صلاة "التراويح" التي إشتهر بها.. أنه مسجد "القائد إبراهيم " الذي إشتهر بمئذنته الطويلة الرشيقة علي ضفاف البحر المتوسط، وإمامه الشيخ حاتم فريد الواعر الذي يعشق صوته الإسكندرانية، ويصطفون خلفه في صفوف طويلة تمتد لأكثر من 2 كيلومتر في صلاة التهجد والتراويح طوال شهر رمضان.ومع إشتعال الصراع السياسي في مصر خلال الفترة التي أعقبت ثورة 30 يونيو، تغيرت ملامح ومعالم مسجد القائد إبراهيم، ليتحول من مكان للعبادة إلي ساحة للصراعات السياسية بين كافة القوي السياسية في محاولة من كل طرف لفرض سيطرته عليه.. وفي يوم الجمعة الماضي، فوجيء المصلون بعدم تواجد الدكتور عبد الرحمن نصار، خطيب المسجد، ليلقي خطبة الجمعة في الوقت الذي تجمع فيه أنصار الرئيس السابق بساحة المسجد لتنظيم مظاهرات عقب الصلاة، وبدلا منه صعد المنبر أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ليلقي خطبة هاجم فيها الجيش والشرطة،كشف بعدها الشيخ عبد الناصر نسيم،وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، أنه تم منع الدكتور عبد الرحمن نصار، من إلقاء خطبة الجمعة بالمسجد، وقام مجهولون بإرسال رسائل تهديد بالقتل علي هاتفه، وإخباره بأن جماعة الاخوان هي التي ستتولي إقامة شعائر صلاة الجمعة. وأشار "نسيم" إلي أنهم قاموا عقب ذلك بإغلاق المسجد حقنا للدماء ومنعا للفتنة ولكنهم فوجئوا بأعضاء جماعة الإخوان المسلمين يدخلون المسجد بالقوة لإقامة شعائر الصلاة، وهوما أثبتته الأوقاف في محضر بقسم شرطة العطارين.. وفي يوم الجمعة 26 يوليوالماضي.. كان مسجد القائد إبراهيم علي موعد مع حادث يعد الأسوأ في تاريخه منذ بنائه عام 1948 في الذكري المئوية لوفاة القائد إبراهيم باشا ابن محمد علي والي مصر حيث إندلعت أعمال عنف وإشتباكات خارج أبواب المسجد بين مؤيدي ومعارضي الرئيس السابق محمد مرسي.. ومع تطور الأحداث وتردد أنباء عن إحتجاز الإخوان لنشطاء سياسيين وتعذيبهم داخل المسجد ورفض الإفراج عنهم أو الخروج،فرضت مدرعات الجيش وتشكيلات من الأمن المركزي حصارا علي مسجد القائد إبراهيم، لمدة يومين، في محاولة لضبط أنصار الرئيس السابق محمد مرسي المختبئين بداخله، قبل أن يتمكن الشيخ حاتم فريد الواعر، إمام مسجد القائد إبراهيم -في شهر رمضان- من التفاوض مع الإخوان وإخراجهم من المسجد لتلقي الشرطة القبض علي عدد منهم وتوجه لهم عدة تهم من بينها القتل والشروع في قتل وإتلاف ممتلكات.