نعم .. إذا كنت أيتها الحكومة عاجزة عن مواجهة الإرهاب الإخواني والمتمثل في اعتصامي رابعة والنهضة وإذا كانت يدك المرتعشة قد منعتك حتي الآن من اتخاذ قرار بهذا الشأن وتنفيذه علي أرض الواقع ، فلتعلني ذلك بكل صراحة ، ولتردي إلي الشعب تفويضه الذي منحك إياه منذ بضعة أسابيع لمواجهة العنف والإرهاب .. ولتطلبي الآن من الشعب أن يقوم بهذا الواجب بدلا منك ، إن الشعب الذي عاني الويل طوال شهر رمضان المعظم - ولا يزال - من جراء هذا الاعتصام الذي لا مبرر له ، والشلل المروري الذي أصاب الشارع المصري في مقتل ، لهو جدير بأخذ حقه ممن تسببوا له في ذلك .. فقط امنحوه الفرصة وأعطوه السلاح الذي يواجه به هؤلاء الإرهابيين المتأسلمين والذين لا يمتون إلي الإسلام الحقيقي بأي صلة .. فهل الإسلام طلب من المسلم أن يقتل ويعذب ويقطع الطرق أمام الناس ليهدد مصالحهم و أرزاقهم و لو كانوا حتي بلا ملّة ؟ هل الإسلام طلب أن يقعد المسلم لأخيه المسلم بكل مرصد ليهدده ويتوعده ويروعه ولو كان تحت مظلة الصلاة في عرض الميادين ومطالع ومنازل الكباري .. هل الإسلام طلب من المسلم أن يجلب السلاح ليشهره في وجه أهله وبلده وناسه كوسيلة لفرض إرادته بالقوة ؟ أقسم بالله إنها لمسخرة واي مسخرة .. هل يحدث ذلك في أي مكان في العالم إلاّ في مصر .. هل تسمح أي دولة متحضرة بهذه الخروقات الأمنية الرهيبة تحت أي مسمي كان ؟ هل يوجد أي نظام حاكم في العالم يسمح للأهالي باقتحام المنشآت العسكرية أو حتي مجرد الاقتراب منها ؟ أي صبر هذا الذي تتحلي به الحكومة أم أي جبن قد أصابها و تسبب في عجزها عن تنفيذ ما وعدت به .. إن هذا الصبر للأسف الشديد قد أتاح لهؤلاء الإرهابيين تكثيف أعدادهم و تحركاتهم بشكل يوحي للغير (خاصة إذا كان أجنبيا ) بأنهم كثر .. والمدهش أن الحكومة تركتهم يبرطعون يمينا وشمالا كيفما شاءوا دون أي محاولة للمنع أو التصدي .. الحقيقة أن كلمة " التواطؤ " علي طرف لساني ولا أجد بديلا لها لكي أستطيع أن أبرر بها ما يحدث من تباطؤ غير مفهوم وغير مبرر من جانب الحكومة للتعامل مع أمثال هؤلاء الإرهابيين ، ولكن ضميري لا يطاوعني ، فأنا أعلم تماما قيمة وقدر أعضاء حكومتنا الجديدة وكل المطلوب شوية همة .. خذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد حتي يفيئوا إلي أمر الله .. أمّا الأطراف الأجنبية التي تلوم علينا وتوجه لنا العتاب علي مجرد إعلان نية المواجهة ، فاسألوهم كيف إذن تتعاملون في بلادكم مع الإرهابيين ؟ هل يا تري بالدلع والطبطبة ؟ أم بكل وسائل الشدة والضرب بيد من حديد علي أيديهم وأيدي من يقفون وراءهم ويمولونهم ويمدونهم في طغيانهم يعمهون.. نحن في دولة محترمة ولسنا في غابة ، والدول المحترمة تستطيع أن تحمي شعوبها من الزج بها إلي مستنقعات الفوضي ، هذه المستنقعات التي يريدها البعض لنا من الحاقدين والحاسدين والموتورين والأقزام.