شتان الفارق بين حديث د.محمد البرادعي مع قناة الحياة.. وحديث الفريق أول عبدالفتاح السيسي لجريدة الواشنطن بوست الأمريكية.. الأول من النوع المتردد.. غير المستقر.. متعال.. متكبر.. غير محدد الفكر.. أو بمعني أدق غير واضح.. وبالتالي فهو غير مفهوم.. أما الثاني فهو واضح ومحدد وحاسم.. ومفهوم.. وصريح. يقول البرادعي إنه لا ينتوي الترشح لرئاسة الجمهورية.. وأنه يرغب في منح جيل جديد الفرصة.. وهذا الكلام يحتمل نعم أو لا حسب الظروف!.. أما الفريق أول السيسي فقد قال بشكل قاطع: لن أرشح نفسي للرئاسة.. ولست طامعا في سلطة. كما تحدث السيسي عن فض الاعتصامات مشيرا إلي أن الشرطة مكلفة بذلك.. وأكد أن الجيش لن يتدخل في فض الاعتصامات.. بينما كان حديث البرادعي عن فض الاعتصامات بأنه مُصر علي تطبيق القانون والدستور.. وأنه إذا استمر الاعتصام لمدة أخري فسيتم فضه بالقوة.. نافيا أن تكون هناك صفقة بفض الاعتصام مقابل الافراج عن مرسي.. هذا كلام مائع.. لا يصلح من مسئول يشغل منصبا مهما في الدولة هو نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية.. كما لا يصح أن يقول إن المبعوثين الدوليين يأتون إلي مصر للمساعدة في حل أزمة الإخوان.. ليس لمصر أزمة مع أحد.. ولن تقبل مصر أن يملي عليها أحد ما تقرره أو ما تفعله.. ليس من حق أحد أن يضع لنا خارطة طريق ليرسم لنا مستقبلنا.. إذن أين عقلاء الأمة ومفكروها ومثقفوها ونخبتها السياسية.. بل أين الشعب العظيم.. هل يرضي أحد بأن يأتي بيرنز أو اشتون أو ماكين أو غيرهم من أي بلد في العالم ليضع لنا خريطة المستقبل ووسائل حل أزمة وهمية صنعها د.البرادعي. هذا في الوقت الذي قال فيه السيسي للواشنطن بوست الأمريكية: انه يتهم إدارة الرئيس أوباما بأنها أعطت ظهرها للإرادة المصرية التي ابداها الشعب في 30 يونيو.. واتهمها بعدم احترام الإرادة الشعبية المصرية.. إنه شعب حر ثار ضد حكم سياسي غير عادل، قائلا: إن مرسي لم يكن رئيسا لمصر ولكل المصريين بل كان رئيسا لأتباعه وأنصاره.. وأوضح السيسي بصراحة حقيقة الإخوان أنهم لا يؤمنون بالوطنية ولا القومية وهذا لا يعد احساسا بالوطن. هذا الوضوح يختلف عن حوار تملؤه النرجسية والشيفونية للدكتور البرادعي مع الاحترام! حكمة: الندم ليس عيبا.. بل دليل قاطع علي أنك شخص لديه ضمير.