روبرت فيسك اهتمت الصحف العالمية الصادرة أمس بدعوة وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي بالخروج في مظاهرات اليوم تفويضاً له بمواجهة العنف والإرهاب المحتمل، كذلك اهتمت أيضاً بقرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتعليق إرسال 4 مقاتلات من طراز »إف 61« كان من المقرر إرسالها لمصر هذا الأسبوع.. ففي مقال له في صحيفة »الاندبندنت« البريطانية قال الكاتب روبرت فيسك إن الجيش المصري يريد مواجهة جماعة الإخوان المسلمين التي في جميع الأحوال أصبحت بالفعل »تاريخاً« من الماضي، وأضاف فيسك أن دعوة السيسي للمصريين من أجل النزول في الشوارع لإظهار دعمهم للجيش في معركته ضد العنف والإرهاب تنذر بيوم لا يمكن التنبؤ بأحداثه. وقال الكاتب إنه عند القراءة الأولي لمناشدة الجنرال السيسي، بدت دعوته وكأنها دعوة لخصوم الإخوان لتدمير ما قد أصبح بالفعل »مناطق محظورة« في مدينة نصر والجيزة، غير أن فيسك قال إن حديث السيسي عن »الإرهاب« كان يشير أساساً إلي الهجمات اليومية علي الجنود المصريين في شبه جزيرة سيناء، والتي يبدو أنها مرتبطة بتنظيم القاعدة والمهربين وزعماء القبائل أكثر من ارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين، وتساءل الكاتب عن مستقبل جماعة الإخوان نفسها، قائلاً: إن هناك كثيرون يرون هزيمة الجماعة باعتبارها بداية نهاية ايديولوجية »الإسلام السياسي«، ونهاية لفكرة أن الإسلام وحده يمكنه تصحيح أخطاء العالم إذا فقط اقترن بسلطة سياسية، واعتبر الكاتب البريطاني الشهير أن الرئيس المعزول محمد مرسي بمجرد فوزه ب15٪ في انتخابات الرئاسة، لم يهتم بإدارة مصر أكثر من اهتمامه بتمكين جماعة الإخوان، كما أن الدستور كان دليلاً علي حك الاخوان وليس حكم المصريين وهذا أدي إلي مزيد من الأخطاء. الصحيفة نفسها حذرت في تقرير آخر من أن هناك مواجهة حاسمة تلوح في الأفق بين الجيش المصري والإخوان المسلمين بعد دعوة السيسي، وقالت الصحيفة إن الدعوة تم تفسيرها علي نطاق واسع كطلقة تحذيرية لجماعة الإخوان المسلمين التي تواجه انتقادات بشكل كبير من قبل السياسيين وضيوف البرامج الحوارية في الأسابيع الأخيرة. وأشارت الصحيفة إلي أن قيادات جماعة الإخوان متهمين بإجراء اتصالات مع المتشددين الإسلاميين في سيناء والتحريض علي احتجاجات عنيفة في جميع أنحاء مصر، وقالت الصحيفة إنه إذا استجاب عدد كبير من المتظاهرين لدعوة السيسي، فإنه قد يثير احتمال مواجهة خطيرة، وأشارت الصحيفة إلي أنه في بلد ترتبط فيه مفاهيم حب الوطن والجيش ارتباطاً وثيقاً، ويوجد به مد متصاعد من القومية وتصوير الإخوان كطابور خامس، ساعد ذلك علي تعزيز موقف السيسي. في نفس الوقت تصل من واشنطن رسائل غير واضحة وأحياناً متناقضة حول سلوك الجيش والاعتقالات التي أعقبت عزل مرسي، وبالنسبة لبريطانيا يبدو الوضع أقل توتراً، فقد عبر قياديون في جماعة الإخوان المسلمين عن رغبتهم بلقاء دبلوماسيين بريطانيين أثناء وجودهم في السلطة، بينما يفعل زعماء حركة تمرد ذلك الآن، أما الموقف البريطاني فيتلخص في أنه يجب عدم تهميش جماعة الإخوان المسلمين، وتجنبت بريطانيا أيضاً تسمية ما حدث بالانقلاب، وإن كانت جمدت بعض الصفقات العسكرية مع مصر، وفي شأن المساعدات العسكرية، ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أمس أن تأجيل تسليم مقاتلات »إف 61« لمصر »انتقاد ضمني« من الولاياتالمتحدة للطريقة التي يتصرف بها الجيش المصري منذ الإطاحة بمحمد مرسي، ولفتت الصحيفة إلي أنه برغم تأجيل تسليم هذه الطائرات الحربية فإن الولاياتالمتحدة ستستمر في منح معدات قيمتها 3.1 مليار دولار لمصر والمضي قدماً في المناورات العسكرية الأمريكية المشتركة، غير أن صحيفة واشنطن بوست الأمريكية نقلت عن مسئول في وزارة الدفاع الأمريكية قوله إن قرار تعليق إرسال المقاتلات ليس »خطوة عقابية«. ولكن تمنحنا المزيد من الوقت للتشاور مع الكونجرس، وشرح وجهة الإدارة لهم«.