نشرت صحيفة "الإندبندنت" مقالا للكاتب روبرت فيسك يقول فيه إن الجيش المصري يريد تدمير جماعة الإخوان المسلمين التي - في كل الأحوال - أصبحت بالفعل تاريخا من الماضي. وأضاف الكاتب أن دعوة الفريق أول عبد الفتاح السيسي للمصريين من أجل النزول يوم الجمعة في الشوارع لإظهار دعمهم للجيش في معركته ضد العنف والإرهاب تنذر بيوم مراوغ وغير مريح. وقال الكاتب إنه عند القراءة الأولى لمناشدة الجنرال السيسي، بدت دعوته وكأنها دعوة لخصوم الإخوان لتدمير ما قد أصبح بالفعل "مناطق محظورة" في مدينة نصر والجيزة. وتساءل الكاتب عن مستقبل جماعة الإخوان نفسها، قائلا إن هناك كثيرون يرون هزيمة الجماعة باعتبارها بداية نهاية أيديولوجية "الإسلام السياسي"، ونهاية لفكرة أن الإسلام وحده يمكنه تصحيح أخطاء العالم إذا فقط اقترن بسلطة سياسية. لكن يرى الكاتب أنه على الرغم من أن هذه الرؤية لامعة، إلا أنها صعبة التطبيق عندما يتعلق الأمر بالمسلمين، حيث إن عملية فصل المسجد عن الدولة تبدو انقسام غير طبيعي عند وصولك للعالم الإسلامي. ولفت إلى أنه حتى في جمهورية إيران الإسلامية، لا تريد الأصوات المعارضة تدمير الأسس الإسلامية لدولتهم، ونظام الحكم في السعودية، الذي تم تأسيسه على ركيزتي الوهابية والدولار الأمريكي، لا ينكر دوره كحام للحرمين الشريفين. ويعتبر الكاتب أن التحدي هو عما إذا كانت شعارات مثل شعار جماعة الإخوان - "الإسلام هو الحل" – تنجح حقا، مشيرا إلى أن الرئيس محمد مرسي بمجرد فوزه ب 51% في انتخابات الرئاسة، لم يهتم بإدارة مصر أكثر من اهتمامه بتمكين جماعة الإخوان، كما أن الدستور كان دليلا على الحكم الإسلامي وليس الحكم المصري، وهذا أدى إلى مزيد من الأخطاء. ويرى فيسك أن الدين هو أمر جيد إذا كنا نتحدث عن الإيمان والقيم، ولكنه ليس مفيدا إذا كنا نناقش مشاكل وتفاصيل سياسية ".