نفي نبيل فهمي وزير الخارجية وجود وساطات أوروبية أو أمريكية بين الإخوان المسلمين والحكومة الحالية، وأشار إلي أنه تم نشر تقارير إعلامية عن ذلك لكن دون أن تكون هناك وساطات حكومية مع أي طرف أجنبي، وقال: ربما يكون هناك طرف آخر مثل تيار الإسلام السياسي قد طلب وساطة لكن لا علم لي بذلك. وأكد في أول مؤتمر صحفي يعقده بعد توليه المنصف أنه لا نية للجهاد في سوريا، مشيراً إلي أن مصر تؤيد الثورة وتؤيد حق الشعب السوري في الحياة الكريمة في إطار نظام ديمقراطي.. وقال: سنعمل علي تحقيق ذلك الهدف مشيراً إلي أنه حدث بالفعل قطع للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين في ظل النظام السابق ولكن القنصليات للبلدين لازالت قائمة في القاهرة ودمشق وتقدم الخدمات المطلوبة.. وأضاف: سيتم تقييم كل شيء، ولا أعني بذلك قطع أو إعادة العلاقات ولكن »لا نية للجهاد في سوريا« وسيتم دعم الثورة السورية سعياً للوصول لحل سياسي للأزمة في إطار التواصل مع الأطراف السورية. وكشف الوزير أن الخارجية تعتزم تشكيل وحدة خاصة بوزارة الخارجية تتولي متابعة الصورة المصرية خارجياً وشرح التطورات المصرية تباعاً، مؤكداً أن الوزارة بدأت بالفعل في اتخاذ خطوات إعلامية عاجلة وإجراء اتصالات مكثفة مع جميع دول العالم باعتبار أن هذا هو المحور الأول لتحرك الوزارة خلال الشهور القادمة.. وأوضح أن هناك مبادرات من شخصيات وطنية ورموز مصرية بارزة للمشاركة في شرح الموقف خارجياً. واستعرض وزير الخارجية بعض الأمثلة علي ذلك ومنها اتصاله ب8 وزراء خارجية عرب وأجانب خلال اليومين الماضيين فضلاً عن الاتصالات التي تتم مع دول الاتحاد الأوروبي لمواجهة قرار مجلس السلم والأمن الافريقي غير العادل وتأكيد الرفض المصري له، وقد تم توجيه خطاب إلي مفوضية الاتحاد الافريقي بهذا المعني وتعميمه علي جميع الدول بالاتحاد. وأشار الوزير في أول مؤتمر صحفي بعد توليه الوزارة إلي أنه تم تكليف 6 مبعوثين رفيعي المستوي بالتوجه إلي العواصم الافريقية لشرح حقيقة ما حدث في مصر وتوضيح عناصر خريطة الطريق وتوقيتات تنفيذها الزمنية وتأكيد رفض القرار المشار إليه وضرورة العمل علي مراجعته بأسرع وقت ممكن. وقال الوزير إن هناك خطة إعلامية بمشاركة مسئولين وأعضاء من المجتمع المدني والمثقفين والشباب ورموز وطنية أخري. وأضاف الوزير أن الخارجية ستعمل علي حث ومطالبة المجتمع الدولي علي الاضطلاع بمسئولياته بتقديم الدعم الاقتصادي الكامل للصورة المصرية ومؤازرة الشعب المصري في تطلعاته المشروعة في بناء ديمقراطية حقيقية راسخة. وفيما يخص المحور الثاني والخاص باستعادة موقع مصر العربي والافريقي والمتوسطي ومواجهة القضايا الاقليمية خاصة المرتبطة بالأمن القومي المصري قال الوزير إن هناك عدداً من المبادئ والمعتقدات والمفاهيم التي تحكم تحركنا الخارجي خلال المرحلة الانتقالية ومنها الانتماء العربي لمصر وجذورنا الافريقية وهويتنا الإسلامية لغالبية الشعب المصري وأن مصر دولة اقليمية محورية تمثل جزءاً من المجتمع الدولي تتعامل معه بإيجابية والحوار الصريح في إطار من الندية، واستقلالية القرار المصري بتأمين تعدد البدائل والخيارات المتاحة دون الانعزال عن الشأن الدولي خاصة في الجوانب التي تمس المصلحة الوطنية المصرية والأمن القومي مثل الغذاء والطاقة والمياه وأدوات الدفاع عن السيادة، وأكد أن الريادة الاقليمية لمصر تتحقق بتقديم نموذج للدول المستنيرة وسياسة متحضرة تتجسد من خلال سيادة القانون والمصالح المشتركة والحوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول. وأوضح أن المحور الثالث يتمثل في وضع أرضية شاملة للسياسة الخارجية المصرية، وأشار إلي أن هناك مجموعة من الأدوات والأهداف التي تسعي الخارجية لتحقيقها خلال المرحلة الانتقالية وهي توظيف الزخم السياسي المتولد عن ثورتي 52 يناير و03 يونيو بانتهاج سياسة خارجية نشيطة تتبني نفس أهداف الثورة ومنها الحرية والعدالة الاجتماعية وتطبيق القانون. وكان نبيل فهمي قد حرص في مستهل مؤتمره الصحفي علي تسجيل تقديره الشخصي وشكره للوزير محمد كامل عمرو علي كل ما بذله من جهد لبلورة والدفاع عن السياسة الخارجية المصرية في الفترة الماضية مؤكداً أن عمرو هو جزء من العائلة العريقة للدبلوماسيين الذين تولوا هذا المنصب.. ويجب تقديم الشكر له. وأكد وزير الخارجية أن مصر مع السلام الشامل في الشرق الأوسط وإقامة دولتين إسرائيلية وفلسطينية في الضفة الغربية وغزة بما فيها القدسالشرقية. وحول التعامل المصري في المستقبل مع حماس قال نبيل فهمي إننا سنتشاور مع السلطة كما أن هناك اتصالات مع حماس في سياق مختلف.. وما يحكمنا هو المصالح المصرية وعدالة القضية الفلسطينية. وعن أسباب تأخر عقد اجتماعات فنية مع اثيوبيا بخصوص ملف سد النهضة، قال: كنا نأمل أن تتم الاجتماعات علي المستوي الوزاري بشكل سريع ويتم حالياً عقد اجتماعات علي مستوي الخبراء الفنيين.. ونحن نناشد الجانب الاثيوبي سرعة الاستجابة للدعوة لعقد الاجتماعات. وحول الدائرة الإسلامية في سياسة مصر الخارجية وكذلك علاقات مصر حالياً بدول جوارها المباشر والاقليمي وتأثيراتها، قال نبيل فهمي: إن الظرف صعب.. وهناك مشاكل كثيرة داخلية وخارجية وعدم استقرار وتوترات، مشيراً إلي أن ما طرحه من وجود دوائر عربية افريقية متوسطية للسياسة الخارجية هو طرح واقعي وعملي. وأوضح أن الدائرة الأولي تتركز في دول الجوار والهوية مثل ليبيا والسودان ودول حوض النيل والدائرة الثانية هي الدول الفاعلة بالعالم، وهو طرح عملي خاصة أن عمر الحكومة الانتقالية الحالية قصير.. وقال إن مصر تنطلق من قاعدة عربية وافريقية كما أن أغلبية الشعب المصري مسلم وله هوية إسلامية ونحن نرأس منظمة التعاون الإسلامي حالياً. وحول التغير في العلاقات مع الدول الاقليمية مثل إيران واثيوبيا وتركيا أوضح: المبدأ العام لدينا هو أننا نتحاور مع الجميع حواراً جاداً وصريحاً وليس مجرد عقد لقاءات ومجاملات.. بحيث نتباحث معاً بشأن القضايا التي بها مشاكل قبل أن نتباحث بشأن القضايا التي بها توافق.. وإذا اتخذ طرف موقفاً معادياً أو سلبياً يمس الطرح المصري أو يؤثر علي مصالحنا فلابد من اتخاذ موقف مؤثر لأن ذلك لن يؤثر فقط علي مصالحنا ولكن علي مصالح الطرف الآخر أيضاً. وأضاف أن علاقتناهي علاقة بين دولتين وليست بين أحزاب.. والمصالح المصرية ممتدة مع اثيوبيا.. وأشار إلي أنه يتم تقييم علاقاتنا مع إيران واثيوبيا وتركيا بشكل جاد وننظر للمصالح الاستراتيجية المصرية ونتعامل بشكل واضح وصريح مع مواقف المسئولين في تلك الدول مع المشاكل السياسية لأن تلك العلاقات مرتبطة بمصالح دول علي المدي الطويل. وأكد فهمي أن رعاية مصالح المصريين في الخارج من أولويات وزارة الخارجية، وأنه سيتم تنفيذ مقترح بإنشاء هيئة لرعاية المصريين في الخارج تكون لها ميزانية مستقلة للاتفاق علي توفير الحماية القانونية للمصريين بالخارج وتغطية نفقات شحن الجثمانية، وأوضح أن الوزارة ستعمل علي إيجاد مصادر تمويل مبتكرة إضافة إلي التمويل الحكومي الرسمي.