عاطف زىدان استيقظت من النوم سعيدا بمارأيت، وتمنيت أن أحظي بزيارة الرسول الكريم . وبالفعل تحقق لي ذلك . ماهي إلا أيام قليلة ووجدت نفسي أمام قبر المصطفي ودموع الفرح والشوق والحب تنساب من عيني السبت : رأيت الرسول صلي الله عليه وسلم في المنام . المشهد كان ممتعا . المصطفي يقف شامخا بجلباب طوبي اللون وعمامة من نفس اللون، وطابور من البشر يمر عليه واحدا تلو الاخر يتسلم لفافة من يده الكريمة، استنتجت انها صدقة او مساعدة لااعرف محتواها . الغريب انني كنت اتابع المشهد من علي بعد 20 مترا تقريبا وانا ارتدي ثوبا ابيض وفي سن الطفولة، وكلي سرور بمشاهدة الرسول الكريم بأم عيني . استيقظت من النوم سعيدا بمارأيت، وتمنيت ان احظي بزيارة المصطفي . وبالفعل تحقق لي ذلك .ماهي الا ايام قليلة ووجدت نفسي امام قبر المصطفي ودموع الفرح والشوق والحب تنساب من عيني كانت الرحلة غاية في اليسر بشكل لااكاد اصدقه حتي اليوم . فرغم اقامتي في المملكة ثماني سنوات وقيامي بالحج واداء العمرة اكثر من مرة، الا ان رحلة الحج الاخيرة التي جاءت بعد مشاهدتي الرسول في المنام كانت بمثابة جرعات مكثفة من الزاد الروحي جعلتني بالفعل اشعر أنني ولدت من جديد . اللهم لاتحرمني والقراء جميعا من نعمة زيارة بيتك المحرم ورسولك الكريم .. ماحييت. الحب.. في زمن الجفاف! الأحد : اشعر بشوق جارف الي قريتي القديمة،بأهلها الطيبين، وتقاليدها العريقة، و مبانيها الفسيحة المكونة غالبا من دور او دورين، البي قدر المستطاع اي دعوة لزيارتها، في المناسبات السعيدة والمحزنة، رغم المعاناة التي الاقيها من سائقي المقطورات علي طريق القاهرةالاسكندرية الزراعي . لكن كل شئ يهون من اجل الواجب والعيش بضع سويعات في عالم يعطر النفس بأريج الايام الخوالي . مايحز في نفسي حقا، ان القرية الهادئة التي قضيت بين ربوعها سنوات الطفولة والصبا، واحفظ في مخيلتي كل ركن فيها، بل وكل شجرة وكل حقل . تحولت اليوم الي مسخ لاشكل له ولاطعم. فلاهي قرية ولاهي مدينة . عمارات شاهقة ومحلات ومقاهي تسهر حتي الصباح وصراعات واحقاد . مظاهر لاتختلف كثيرا عما تعج به المدينة . الناس الطيبون من الاباء والاجداد رحلوا جميعا، ويبدو ان كل شئ جميل رحل معهم . كان الفرح في اي منزل من بيوت قريتي القديمة، ينشر البهجة في كل جوانب القرية . والحزن لفقد عزيز او مرض اي ابن من ابنائها يعم كل البيوت ايضا .بل لا ابالغ اذا قلت ان مرض جاموسة او بقرة احد الاهالي كان يمثل مصدر حزن لابناء القرية جميعا، ومازلت اتذكر مشهد الرجال وهم يجلسون القرفصاء باعداد كبيرة امام منزل احد الجيران لمؤازرته اثناء مرض جاموسته. وظلوا علي هذا الحال حتي اعلن الطبيب البيطري انه لا امل في الشفاء وعندئذ، يتم ذبح الجاموسة ويتسابق الاهالي لشراء لحومها دعما لابن بلدتهم وتعويضا له، وقد يقوم معظمهم بالقاء اللحوم بعد ذلك للكلاب! انها مشاهد تعكس ماكانت تتحلي به القرية المصرية قديما من تعاطف وتكافل وحب بين اهلها وبعضهم البعض .. وهو مانفتقده بكل اسف اليوم . لكن رغم ذلك اشعر بعد كل زيارة لقريتي الصغيرة بسعادة غامرة تملأ قلبي ووجداني، لما اغترفه من حب مازالت بقاياه في الاجواء حتي لو تغيرت المباني والبشر . ما احلي الحب والتعاطف والتواد .. في زمن الدموع والصراعات والانقسامات والمعاناة التي نعيشها . حزب معدومي الدخل الاثنين : الحاج مصطفي حسنين بدوي كان تاجرا للخضروات والفواكه بمدينة تلا بالمنوفية . يعيش نفس المعاناة التي يعيشها ملايين المصريين خلال عهد مبارك . سمع عن الخضروات المسرطنة فقرر التوقف عن نشاطه التجاري حتي لايكون سببا في قتل الناس . ولم يكتف بهذا بل قام بارسال شكوي الي رأس النظام يطالب فيه بمحاكمة المسئولين عن الخضروات المسرطنة . وبدلا من ان يجد صدي طيبا لشكواه انقلبت الدنيا ضده خاصة رجال امن الدولة . ورغم ذلك اصر علي موقفه وتوقع انفجار الثورة ضد مبارك . لم يفعل مثلما فعل محمد بوعزيزي البائع المتجول التونسي الذي اشعل النار في نفسه. وإنما فضل مقاومة النظام الفاسد علي قدر استطاعته وعندما قامت الثورة كان من اوائل المصريين الذي انضموا الي الثوار في ميدان التحرير ولم يبرح مكانه الا بعد تنحي مبارك اتصل بي الحاج مصطفي لدعوتي للانضمام الي حزب معدومي الدخل الذي يسعي لتأسيسه وجمع 8 ملايين استمارة حتي الان لعضوية الحزب وقال انه عاني كثيرا من نظام مبارك حتي انه باع محلين كان يستخدمهما في تجارته واضطر الي العمل علي توك توك وعندما سألته عن رؤيته للنظام الحالي قال ان الرئيس مرسي رجل يتمتع بقدرات طيبة لكن المشكلة تكمن فيمن حوله وساق مثلا شعبيا يقول " اللي مالوش قرايب مالوش اعداء " وتمني الحاج مصطفي في اتصاله ان تتحسن احوال مصر مشيرا الي ان حزب معدومي الدخل هدفه القضاء علي الفساد لان هذا هو السبيل الوحيد لوصول خيرات مصر لأبنائها. اعرف شخصيتك من قفاك الثلاثاء : اهداني صديقي الكاتب الصحفي مجدي كامل قبل بضع سنوات كتابا من تأليفه بعنوان "اعرف شخصيتك من قفاك".. استعرض الكاتب العديد من الدراسات العلمية التي تربط بين شكل القفا وشخصية الانسان. وقسم القفا الي اربعة انواع العريض والمتوسط والممتلئ والصغير . ولكل نوع سمات لشخصية صاحبه.. ومنذ ذلك الحين اجد عيني تلقائيا في اول لقاء مع اي شخص تتجه الي قفاه .. وكشفت احدي الدراسات ان صاحب القفا الكبير او العريض يتميز بقدر كبير من الذكاء ويجمع بين طيبة القلب والحزم مع الآخرين عند اللزوم وبالتالي يصلح للمهام القيادية وان كان يعيبه تعصبه لرأيه مما يثير الخوف من تحوله الي ديكتاتور. اما النوع الثاني وهو القفا المتوسط فصاحبه في الغالب واقعي وعقلاني يسعي لخدمة الآخرين وكريم وعطوف مما يجعله محاطا بحب الناس والشعبية المتزايدة في المحيط الذي يتعامل فيه ويجد متعته في اسعاد الآخرين ومشاهدة علامات الرضا والامتنان علي وجوههم مما يجعل صاحب هذه الشخصية مؤهلا للقيادة الحكيمة وان كان ينقصه الحزم الذي تتطلبه المواقف الصعبة التي تواجه من يشغل منصب حساس مثل منصب رئيس الجمهورية . اما النوع الثالث فهو القفا الممتلئ ويعيب صاحبه انه سريع الغضب لضعف شخصيته وخوفه الدائم فهو يعشق تمثيل دور البطل رغم أنه لا يجيد هذا الدور بل يسهل السيطرة عليه من الآخرين.. ويشمل النوع الرابع القفا الصغير و تجد صاحبه شخصًا انتهازيًا لا يمكن الوثوق به علاوة علي أنه يتمتع بقدر كبير من المكر والبخل.. وقد ربط البعض استخدام القفا في تحديد الشخصية وحرص رؤساء مصر السابقين بدءا من محمد نجيب ومرورا بعبد الناصر والسادات وحتي مبارك علي التصوير من الخلف حتي يظهروا في كادر كامل وهم يردون تحية الجماهير ولم يدر بخلد هؤلاء الحكام ان مثل هذه الصور سوف يستخدمها البعض في تحليل شخصياتهم .