الإعلامية النابهة لميس الحديدي تغلف ولعها لمصر بفتح قضايا شديدة الاهمية وكلما تابعتها في مناقشة مشكلة من المشاكل أفكر في ان هذه المشكلة سوف تتبناها الدولة فورا وتحقق المأزق لتجنب الجماهير الوقوع في فخ هذه المشكلة ولكن للاسف الشديد ينام المسئولون ملء اعينهم بعد اغلاق التليفون »وكأنك يا ابوزيد ما غزيت« ولكن فتح ملف تحركات اثيوبيا في مسألة المياه شديد الاهيمة خصوصا ان الملف فتح علي آخره في »الارض العطشانة« التي عز زرعها هذا العام وتأثر انتاج القمح اي اصبحنا نستورد ما نأكله سواء كنا فقراء وهو زادهم الوحيد او مستورين فلا غني عن العيش والبلد الوحيد في العالم الذي يسمي الخبز »عيش« هو مصر ذلك لانه بدون الخبز ليس لنا عيش وهو الملك علي »طبلية« الفقير ومائدة الغني وفتحت لميس الحديدي بدراسة شديدة الذكاء ملف المياه وكيف ان اثيوبيا بدأت في بناء سد جديد سوف يؤثر بلا جدال علي كمية المياه التي تصل إلينا لان هذا السد يحول الي اراض اثيوبية جديدة من اجل الاصلاح ثم الزراعة وحولت الجزء الثاني من الشاشة الي اثيوبيا وكيف بدأ الاصلاح بهمة وفي مساحات شاسعة وكيف يسير العمل بمنتهي السرعة ولم تترك اثيوبيا النيل الازرق الذي ينبع من بحيرة تانا في الارض الاثيوبية وبدأت في تحويل مجراه ايضا وهذا النهر هو الذي كان يوصل لنا الفيضان كل صيف والذي كان احد الاسباب القوية في تشييد السد العالي حتي لا تجري المياه من نهر النيل وتصب في البحر ويأتي الجفاف في الشتاء بعد ان انتهي موسم الفيضان ولكن مشروع السد العالي كان ومازال مثل »الحصالة« التي »نحوش« فيها المياه لتصرف ببطء طول العام. ولكن بعد هذه المشاريع الاثيوبية والتي من شأنها المحافظة علي المياه في مواسم المطر والفيضان سوف يصبح نصيبنا من المياه قليلاً جدا وربما في حالة جدب ويصبح العطش اقرب إلينا من حبل الوريد اما عن عطش الارض والذي يتسبب عدم الامكان بزراعتها وبالتالي سوف يعز الانتاج وخصوصا للمحاصيل التي يعتمد عليها المصريون في غذائهم مثل الارز والقمح والذرة والفول والقطن والذي يزرع بين سيقانه الخضراوات. وأتمني ان تفتح الاعلامية القديرة لميس الحديدي ملف العطش المصري ليس للبشر ولكن يحمل ايضا الجوع المصري لقلة المحاصيل التي تكون اساسا في طعام المصريين وقد قدم احد مذيعي التليفزيون برنامجاً عن الجفاف الذي حدث للارض المصرية مدعما بكاميرا شديدة الذكاء في رصد الارض التي تشققت واصبحت غير صالحة للزراعة، كل هذه القضايا مرتبطة ارتباطاً شرطيا بطعام المصريين واصبح لابد ان نلجأ لتحلية ماء البحر وقد حبانا الله بواجهة شمالية عريضة من العريش وحتي السلوم مطلة علي البحر الابيض وكذلك شريط طويل بطول مصر كلها من السويس حتي شلاتين علي البحر الاحمر بحيث يمكن ان نبدأ من الآن في دراسة تحلية ماء البحر والتي تمت تجربتها في قرية علي البحر الاحمر ونجحت نجاحا كبيرا واصبحت القرية مليئة بالخضراوات وبها اكتفاء ذاتي من ارضها وكذلك اشجار الفاكهة والنخيل. ان مصر شديدة الثراء بالارض والماء ولعلنا نستطيع ان نترك للمستثمرين فرصة في مثل هذه المشاريع بدلا من القري السياحية ومارينا واخواتها وكأن المصريين يجدون في قضاء الصيف في هذه القري التي اصبحت وكأنها دولة داخل الدولة.. وقد تحولوا الي البحر الاحمر حيث السخنة وغيرها وكأننا ليس لدينا عمل سوي التصييف. وبدلا من الاستثمار في المنتجعات دعونا نفتح ملف الطعام لنستثمر في حاجة البلد الي الطعام بشكل ملح.. رعانا الله وبصرنا بما نحتاج بدلا من المنتجعات التي يذهب الشباب الفقير للفرجة ولا يستطيع ان ينزل المياه لانه لا يملك »شاليه«.. ولا »كارنيه«؟