صبرى غنيم نتمني ان نكون مثل السعودية في احترامها لقوانينها، فكونها ان تقنن اوضاع الاجانب المقيمين علي اراضيها فهذا لا يعيبها أو يعطي لأي احد حق الاعتراض علي اجراء أمني يحفظ للمملكة هيبتها امام شعبها. لكن كون ان يعترض عدد من المصريين المقيمين في جدة علي ترحيلهم الفوري لمخالفتهم شروط الاقامة الشرعية فهذا هو العيب لأنه إعتراض من باب " الجليطة " ولا اعرف سببا لاقتحامهم البوابة الرئيسية للقنصلية المصرية في جدة او بكسرهم البوابة الحديدية وهم يصبون غضبهم احتجاجا علي قرار ترحيلهم، مع ان فيهم من كسر اقامته بعد انتهاء صلاحية تأشيرة الحج او تأشيرة العمرة ومنهم من كان يعمل باليومية في اعمال موسمية وهو لا يحمل اقامة شرعية.. مع ان وزارتي الداخلية والعمل في السعودية قد منحتا فرصا عديدة لجميع العمالة الاجنبية بمن فيهم المصريون بتوفيق اوضاعهم القانونية.. لكن يا صديقي الدنيا تغيرت واصبح المناخ الآن لا يسمح بغض البصر عن اشخاص مخالفين حتي ولو كانوا من اهالينا بعد ان اصبحت دول الخليج مستهدفة الآن من عناصر تخريبية وأصبحت الاجراءات الأمنية تلزم جميع الاجانب بتوفيق أوضاعهم وان تكون اقامتهم في اي دولة من دول الخليج إقامة شرعية .. - اعتقد أن اي إجراء أمني تراه المملكة في صالحها لا يضيرنا ولا يضير جيرانها من تفعيل قانون الاقامة علي أراضيها.. وكونها أن تسعي لانشاء قاعدة بيانات اليكترونية كاملة تضم جميع الاجانب المقيمين علي اراضيها اعتقد انه حق لها كأي دولة متحضرة .. يا ليتنا في مصر نفعل كما تفعل السعودية.. لكن مصيبتنا اننا طيبون ابواب مصر مفتوحة لكل من هب ودب، اي اجنبي مهما كانت جنسيته يستطيع ان يقيم ولا يهم معرفة المدة التي ينويها حتي لو اقام بصفة غير شرعية.. وعندنا امثلة كثيرة علي كرم المصريين مع أخوة عرب لهم زحفوا إلي اراضينا بسبب تهجيرهم من بلادهم واستوطنوا في الاراضي المصرية وقاسموا المصريين في ارزاقهم ومع ذلك لم يعترضهم احد.. مثال علي هذا الالوف التي نزحت من العراق الي مصر في بداية الغزو الأميريكي للعراق وقد انتشروا في مدينة 6 اكتوبر واذكر ان الشقة وقتها كان ثمنها لا يزيد علي الالف جنيه ولانها مدينة حديثة العهد لم تجد من يسكنها من المصريين في التسعينات فجاء إخواننا العراقيون وشغلوا هذه الشقق بأسعار مضاعفة وارتفعت قيمة العقارات ولم تتبق شقة واحدة لا للتمليك ولا للايجار.. نفس السيناريو حدث مع الاخوة السوريين الذين زحفوا الي هذه المدينة منذ شهور.. ومعهم الأخوة الليبيون الذين فروا من الحرب الاهلية في ليبيا.. واذا اردت ان تحصرهم فليست عندك قاعدة بيانات لهم لان الأنظمة عندنا ضعيفة وكل شئ عندنا بالبركة.. - لذلك اقول ان الانظمة في السعودية تجبر الاجنبي علي إحترام قوانينها.. فالقانون عندهم قانون لا يعرف ملكا ولا اميرا، لا استثناء او تمييز، وهذه المبادئ اول من التزم بها هم ابناء الاسرة المالكة وقد غرسوا هذه القيم عند اولادهم ليلتزموا بها يوم يصبحون امراء فلا تزين لهم الحياة ان يدوسوا علي القوانين علي اعتبارهم امراء اولاد امراء لذلك لا يجرؤ امير ان يكسر إشارة مرور فتراه ملتزما بالإشارة شأنه شأن سائق التاكسي او قائد المركبة العامة وهذا يحسب للمغفور له مؤسس الاسرة المالكة الملك عبد العزيز ال سعود طيب الله ثراه علي اللبنه الطيبة التي ربي ابناؤه عليها وتوارثها الاحفاد فكانوا فعلا القدوة الطيبة أمام شعب المملكة في الالتزام بالقانون .. - الذي يؤلم ان المصريين هم رقم واحد في قائمة الجنسيات التي تتخلف دائما في العمرة والحج، يكسرون الاقامة من باب العشم علي إعتبار أن السعودية كانت تقوم بتدليلهم وعشنا علي هذا العشم ونحن لا ندري بأن العسل لن يبقي في الإناء كثيرا.. لذلك اقول ان ما حدث من الاخوة المصريين في جدة أو الرياض لا يليق بنا كمصريين بل يضر بسمعة مصريين شرفاء يتمتعون باحترام المملكة وما اكثر الشرفاء منهم وهم يعملون في المملكة.. فهناك فعلا نماذج طيبة من المصريين تعمل في انحاء المملكة وتسعد كمصري وانت في الحرم المكي الشريف أو في زيارة حضرة النبي عليه الصلاة والسلام ثم تلتقي بصفوة المصريين الذين يعملون في مشاريع توسعة وعمارة الحرمين الشريفين في مكة او في المدينةالمنورة.. مصريون يشرفون في الخلق والعطاء سواء كانوا مهندسين او مراقبين او عمالا.. وكأن مجموعة بن لادن السعودية التي تشرف بهذه الاعمال قد اختارت من مصر خير من يمثلها من المصريين للعمل في مشاريع الحرمين والتوسعات المحيطة بهما إلي جانب الجنسيات الإسلامية الاخري التي اتت للعمل في هذه المشاريع .. في النهاية أقول.. حيّوا السعودية علي مواقفها معنا كمصريين.. وقد صدق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عندما قال.. مصر وأهلها في عيوننا.. وهو قول من القلب يحمل الحب لمصر وللمصريين.. ألا يستحق أن نحني رؤوسنا للاعتبارات الامنية في المملكة ونكون اول الناس في الالتزام بالقانون..