فى زيارة لمقر الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" تحدث نجم المنتخب الانجليزى ونادى ليفربول ومانشيتر يونايتد السابق عن أحوال الكرة الأنجليزية والمنتخب ومشوار الاسود الثلاثة فى تصفيات المونديال. وكان المهاجم القصير القامة بدأ مسيرته في ليفربول قبل أن ينهيها بعد 16 عاماً في صفوف ستوك سيتي، علماً بأنها تضمنت مشاركته في نهائيات كأس العالمFIFA أعوام 1998 و2002 و2006. وتطرق أوين الذي اصبح محللاً لمباريات كرة القدم على الشاشة الصغيرة بحديثه إلى موقع "فيفا"عن كيفية تأقلمه بعيداً عن المستطيل الأخضر، واللعب بإشراف السير أليكس فيرجسون الذي اعتزل مؤخراً بدوره، ووصول إنجلترا إلى كأس العالم البرازيل 2014. فيفا.: تصدر المنتخب الإنجليزي مجموعته في تصفيات كأس العالمحالياً، كيف ترى مسيرة المنتخب وصوله إلى البرازيل 2014؟ أوين: لا أعتقد بأن مشوارنا كان مرضياً على العموم حتى الآن. واجهنا منتخبات أدنى منا مستوى في المجموعة. الرأي العام الإنجليزي كان يفضل أن تكون الأمور أكثر سهولة. لم نقدم العروض التي تعكس مستوانا في هذه التصفيات لكن هذا الأمر ليس مهماً طالما حققنا التأهل. "فيفا " : كيف ترى المنتخب الحالي، ما هي نقاط القوة والضعف لديه؟ لا أعتقد بأننا في حقبة جيدة للكرة الإنجليزية. المنتخب الحالي ليس الأفضل على الإطلاق، لكن ككل منتخب إنجليزي دائماً ما يكون جيداً ويملك القدرة على المنافسة. لا زلت أعتقد بأننا نختلف كثيراً عن منتخبات البرازيل والأرجنتين وأسبانيا وألمانيا وهولندا؛ إنها جميعها أفضل منا في الوقت الحالي. لكننا نملك القدرة على المنافسة وبعد تأهلنا إلى كأس العالم لن يتطلع أي منتخب لمواجهتنا، نحن فريق جيد، لكن ليس الأفضل لدينا منذ فترة طويلة. "فيفا ":أحرز ليفربول لقب الدوري المحلي للمرة الأخيرة عام 1990، هل تؤمن بحظوظه للتنافس على اللقب هذا الموسم؟ الدوري الإنجليزي الممتاز سيكون مثيراً للإهتمام هذا الموسم. الفرق الثلاثة الكبيرة في إنجلترا، أو بالأحرى الفرق الثلاثة المرشحة للمنافسة على اللقب هما فريقا مدينة مانشستر وتشيلسي، لكن هناك الكثير من علامات الإستفهام حول هذه الفرق. الفرق الثلاثة قامت بتغيير مدربيها، وقام مانشستر سيتي تحديداً في تغيير العديد من اللاعبين، أما تشيلسي فيبحث عن مهاجم لتسجيل الأهداف بصورة مستمرة، في حين بدأ مانشستر يونايتد الدوري بشكل بطيء. وبالتالي عندما تنظر إلى المستوى الثاني تجد فرق ليفربول وتوتنهام وآرسنال. لا أعتقد بأن ليفربول قادر على احراز اللقب هذا الموسم، لكن في حال احتلاله مركزاً مؤهلاً إلى دوري أبطال أوروبا، فإن الموسم سيكون جيداً بالنسبة إليه. لقد حقق انطلاقة جيدة لكنه سيكون من الصعب عليه ان يحرز اللقب. "فيفا " : بعد أن لعبت بإشراف السير أليكس فيرجسون في مانشستر يونايتد، كيف تغيرت الأمور بعد رحيله بنظرك؟ كان من المتوقع أن يشهد الفريق تغييراً دراماتيكياً بعد رحيل شخص بقي في منصبه أكثر من 25 عاماً، وبالتالي رسمت علامة استفهام كبيرة حول الشخص الذي سيحل مكانه. لا شك بأن الأمور تغيرت في النادي وبالنسبة إلى اللاعبين الذين سيخضعون لبرامج تدريبية مختلفة، وبالتالي ستطرأ تغييرات كثيرة. أعتقد بأن مانشستر يونايتد قام بإختيار الرجل المناسب بشخص ديفيد مويز، فمسيرته تتكلم عنه وقام بعمل رائع مع إيفرتون. أعتقد بأنه سيثبت مع الوقت بأنه مدرب جيد. حقق الفريق انطلاقة بطيئة خلال الموسم الحالي لكنه خاض مباريات صعبة. أنا واثق من أن الأمور ستسير بشكل صحيح وسيكون مانشستر يونايتد أحد المنافسين الرئيسيين على اللقب في نهاية الموسم. كان الأمر صعباً جداً علي في الشهرين الأولين بعد الإعتزال من الناحية العاطفية كوني لم اعد أمارس كرة القدم، ويتعين على الجميع أن يمروا بهذه المرحلة في مسيرتهم الكروية، لكن للأسف فقد حصلت الأمور معي في سن مبكرة. "فيفا ": كيف تصف اللعب بإشراف فيرجسون؟ كنت فخوراً للعب بإشراف مدرب مثله على مدى ثلاثة أعوام. من الخارج تقول في قرارة نفسك 'أي نوع من المدربين هو‘ لأنه حقق نجاحات كبيرة وأنت تلعب في فريق آخر وتتساءل 'لماذا فريقه يحقق النجاح تلو الآخر؟ لماذا هذا المدرب جيد إلى هذه الدرجة؟‘ كان الأمر رائعاً عندما طلب مني فيرجسون الإنتقال إلى مانشستر يونايتد والدفاع عن ألوانه. الطريقة التي يتكلم فيها إلى اللاعبين قبل المباريات، وطريقة ادارة الناس من حوله وكيف يمنح الثقة لجهازه التدريبي، كانت ملفتة للإنتباه. "فيفا" : هل كنت تشعر بالرهبة في مواجهته؟ أعتقد أنني كنت أشعر باحترام كبير تجاهه أكثر منها رهبة في مواجهته. كان الأمر مثيراً للإهتمام عندما دخلت غرفة الملابس للمرة الأولى مع الفريق وسألت لاعبين عما إذا كان فيرجسون يصرخ كثيراً أو يفقد اعصابه، لكنهما هزا برأسيهما وقالا 'كلا، كان الأمر كذلك قبل خمس أو 10 سنوات، أما الآن فهو هادىء جداً.‘ لا اريد تصور ما كانت عليه الأمور قبل وقت طويل. إنه يفرض عليك الإحترام، وعليك أن تكون منضبطاً عندما تلعب بإشرافه، وبالتالي نظراً لنجاحاته الكبيرة فإنه يفرض الإحترام. "فيفا " :كيف تشعر وأنت تشاهد ديربي مانشستر ولم يعد لديك أي دور بعد اعتزالك؟ الأمور تختلف كثيراً عندما تعتزل، وفي كرة القدم نعتزل مبكراً نسبياً. أنا في الثالثة والثلاثين من عمري ولم اعد أمارس كرة القدم وهذا أمر غريب. هذا الأمر لا يحصل في المهن الأخرى. كان الأمر صعباً جداً علي في الشهرين الأولين بعد الإعتزال من الناحية العاطفية كوني لم اعد أمارس كرة القدم، ويتعين على الجميع أن يمروا بهذه المرحلة في مسيرتهم الكروية، لكن للأسف فقد حصلت الأمور معي في سن مبكرة. "فيفا " : هل تفكر في دخول مجال التدريب في المستقبل؟ أفكر بالأمر في بعض الأحيان، ثم أقول في نفسي لا! (يضحك). هناك العديد من الأمور تستطيع القيام بها في نهاية مسيرتك الكروية. حصلت على إجازة في التدريب وفي بعض الأحيان استيقظ صباحاً وأقول في نفسي أريد القيام بهذه التجربة. إنه التزام كبير، إنه عمل يومي على مدار السنة، وكوني وضعت حداً لمسيرتي قبل فترة قصيرة بعد أن لعبت لسنوات عدة، أعتقد بأنني في حاجة الى الراحة. لا يمكن التكهن بما يحمله المستقبل، لكني لا أعتقد بأنني سأصبح مدرباً. "فيفا " : يصعب على أنصار اللعبة إدراك صعوبة الخيار عندما يتعلق الأمر بأن تصبح لاعب كرة قدم محترفاً، هل يمكن أن تشرح لنا بعض الصعوبات التي واجهتها؟ أعتقد أنه في أي مهنة تختار، كلما كان منصبك عالياً كلما زادت الرغبة لدى الجميع في التغلب عليك. الأمر صعب دائماً، لأنه يتعين عليك أن تكون في قمة مستواك دائماً ولا يمكن التراخي إطلاقاً، يجب بذل المزيد من الجهود لكي تكون الأفضل. هذا الامر يعني التضحية بكثير من الأمور، أي أنه يتعين عليك أن تنام ساعات كافية، الإنتباه على حميتك وأمور من هذا القبيل. لكن الأهم هو أن تكون موهوباً، لكن أيضاً يتعين عليك أن تتحلى بالسلوك وتملك الإلتزام وأن تكون جاهزاً للتضحيات، لكن المكافأة كبيرة أيضاً. لا أعتقد بأن اللاعبين يشكون من هذا الأمر، لكن حياة لاعب كرة القدم صعبة. "فيفا ": بدأت الأمور تصبح أكثر وضوحاً حول هوية المرشحين لحصد كرةFIFA الذهبية عام 2013، من بنظرك سيحرز اللقب المرموق؟ أعتقد بأن العام الحالي كان رائعاً بالنسبة لكرة القدم. هناك العديد من اللاعبين الجيدين، لكن اللاعبين اللذين يتفوقان على نظرائهم دائماً هما ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو. بنظري، أعتقد بأنهما أفضل لاعبين بفارق كبير عن الآخرين في الوقت الحالي. ثم هناك بعض اللاعبين الذين حققوا نجاحات كبيرة في صفوف فرقهم وعلى رأسهم بايرن ميونيخ الذي كان أحد أكثر الأندية تحقيقاً للألقاب الموسم الماضي من خلال فوزه بدوري أبطال أوروبا والدوري والكأس المحليين، وبالتالي فإن لاعباً مثل فرانك ريبيري يملك فرصة المنافسة، لكني أعتقد بان ميسي ورونالدو هما أفضل لاعبين في العالم حالياً. لقد حافظا على استقرار في المستوى وأعتقد بأن أحدهما سيتوّج بجائزة أفضل لاعب.