مع بداية القرن الحالي برز في بوركينا فاسو "جيل ذهبي" من اللاعبين الصغار وسنحت له فرص كثيرة لإثبات ذلك. تأهلت بوركينا فاسو إلى كأس العالم تحت 17 سنة في نسختي 1999 و2001 حيث أنهت البطولة الثانية في المركز الثالث. وفي عام 2003، مثلت بوركينا فاسو القارة السمراء في كأس العالم تحت 20 سنة. ومنذ ذلك الوقت، ساد توقع بأن الفريق الأول سيحقق استفادة من مجموعة اللاعبين الذين خضعوا لاختبارات على الصعيد العالمي، لكنهم لم يقتربوا من تكرار الأمر مع كأس العالم. لكن، الفريق الأول يقف على بعد مباراة واحدة من سطر صفحة في التاريخ بالتأهل إلى كأس العالم للمرة الأولى. وبعد أن أنهي مباراة الذهاب من الجولة الفاصلة بالفوز على منتخب الجزائر بنتيجة 3-2، فإن منتخب بوركينا فاسو يؤمن بحظوظه في أن يصبح أحدث وجه من غرب القارة يتأهل إلى أم البطولات والتي تحتضنها البرازيل هذه المرة. ويلقي موقع فيفا الرسمى نظرة على الفريق الذي نجح في إحداث هذه الطفرة الهائلة منذ أن وصل إلى المركز 92 في التصنيف العالمي في فترة سابقة من العام الحالي. وفي هذه الفترة كان الفريق يقبع في المركز الأخير في مجموعته في تصفيات كأس العالم بلا أي نقاط ومتأخراً بست نقاط عن الفريق الكونغولي المتصدر حيث بدا أنه خارج السباق. لكن الأمور تغيرت حين حظي الخيول بأفضل ظهور لهم في كأس الأمم الأفريقية التي احتضنتها جنوب أفريقيا مطلع هذا العام. تحول كبير: نجح منتخب بوركينا فاسو بقيادة المدرب البلجيكي بول بت باحتلال صدارة المجموعة متفوقاً على منتخب نيجيريا، المتوج باللقب في النهاية، وحامل اللقب، منتخب زامبيا، قبل أن يقصي منتخبي توغو وغانا في ربع النهائي ونصف النهائي على الترتيب. ويفسر المدافع سايدو بانانديتيجوري، وهو اللاعب الوحيد الذي حظي بشرف تمثيل بلاده في كأس العالم تحت 17 سنة وتحت 20 سنة ولا زال يشارك بصفة منتظمة مع الفريق الأول، كيف أن الأمور تغيرت تغيراً جذرياً عقب كأس الأمم الأفريقية. إذ يقول في هذا الصدد "بدأنا نؤمن بحظوظنا في التأهل لكأس العالم بعد أن خضنا نهائي كأس الأمم الأفريقية أمام نيجيريا. ورغم خسارتنا، إلا أننا ظهرنا بشكل قوي طوال البطولة وهو الأمر الذي منحنا ثقة كبيرة. بعدها وبرغم أن رصيدنا في تصفيات كأس العالم كان صفر من النقاط إلا أننا كنا نستطيع الفوز بمبارياتنا الأربع الأخيرة". واسترسل: "ضغطنا على أنفسنا لنقوم بذلك وفي النهاية نجحنا. والآن يفصل بيننا وكأس العالم 90 دقيقة ولن نترك الجزائر تأخذ مقعدنا. سنفعل كل ما بوسعنا للتأهل بعد أن وصلنا إلى هذه المرحلة علماً بأن رصيدنا كان صفر من النقاط في المراحل الأولى." ورغم أن التعادل يكفي منتخب بوركينا فاسو للتأهل إلى البرازيل، إلا أن المدافع البالغ من العمر 29 عاماً، والذي خاض 50 مباراة دولية منها 23 في 3 نسخ لتصفيات كأس العالم، يصر على أن منتخب بلاده لن يذهب إلى الجزائر ليدافع. إذ يقول "سيكون سيئاً أن نذهب إلى هناك للتعادل. يجب أن نسعى للفوز. إذا ذهبنا لندافع سيكون الأمر صعباً للغاية. يجب أن نحاول أن ننقل الكرة إلى ملعبهم." لكن المدافع المتميز يتوقع مواجهة قوية أمام منتخب الجزائر الذي خاض النسخة الماضية لكأس العالم والتي احتضنتها جنوب أفريقيا في عام 2010. حيث يقول "ندرك أن المواجهة لن تكون سهلة ونحن على دراية بأنه إذا كنت ترغب في التأهل لكأس العالم فيجب أن تبذل جهداً كبيراً. المباراة أمام الجزائر ستكون صعبة للغاية. الجزائر سجلت هدفين على ملعبنا وهم بحاجة للفوز لكن فريقنا قوي ونحن نؤمن بقدرتنا على تحقيق نتيجة طيبة في الجزائر." يبدو من المحتمل أن الخيول سيخوضون مباراة العودة بدون المهاجم أريستيدي بانسي الذي خاص نهائيات تحت 20 سنة في عام 2003 كما أحزر هدف الفوز في واجادوجو في مباراة الذهاب بعد أن عاودته الإصابة في الذراع. وهنا يعلق سايدو قائلاً: "بانسي لاعب جيد والكل يدرك ذلك. لكن إذا لم يتمكن من خوض المباراة، علينا أن نجد بديلا له." مساعدة الجيل الصاعد: ويرى بانانديتيجوري، الذي سبق له اللعب في ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وبلجيكا ويدافع الآن عن ألوان نادي تشيبا يونايتد الجنوب أفريقي، أن اللاعبين الأكثر خبرة في منتخب بوركينا فاسو قاموا بتوجيه النصائح للاعبين الصغار. إذ يعلق قائلاً "اللعب في نهائيات تحت 17 سنة وتحت 20 سنة كان بمثابة خبرة هائلة بالنسبة لي لكنني على يقين بأن الذهاب إلى البرازيل سيكون أفضل. أحكي للاعبين الصغار كيف يكون الشعور المحيط باللعب في الساحة العالمية." لكنه في الوقت ذاته يرى بأنه من المهم أن يتحكم اللاعبون الكبار في مشاعرهم. حيث يقول: "يجب ألا يضع اللاعبون الصغار أنفسهم تحت ضغط كبير. نقول لهم أنهم بحاجة للهدوء. نحن بحاجة لنلعب كل مباراة بالطريقة التي خضنا بها كأس الأمم الأفريقية وحينها يمكننا تحقيق أي شيء. إذا حاول كل منا أن يلعب مثل مارادونا فلن نحقق أي شيء. لكي نفوز على الجزائر، علينا أن نكون أنفسنا. يتمتع عدد كبير من اللاعبين بخبرة اللعب في أندية كبيرة في أوروبا. فهم على دراية باللعب في مثل هذا المستوى وإذا كنا نرغب في الذهاب إلى كأس العالم فعلينا أن نكون مثل اللاعبين الكبار شريطة أن نلعب كفريق".