استهلت المنتخبات الأفريقية رحلتها نحو تحقيق حلم التأهل إلى نهائيات كأس العالم البرازيل 2014 ولكن مع قرب الوصول من خط النهاية، لم يتبق سوى 10 منتخبات من أصل 52 كانوا على خط الإنطلاق. وأسفرت قرعة المرحلة النهائية للتصفيات عن مجموعة من المواجهات المثيرة حيث تنتظر البرازيل المنتخبات الخمس الفائزة بمجموع المباراتين لتشارك في النهائيات التي تحتضنها العام المقبل. أبرز المباريات: بالنظر إلى تصنيف FIFA/Coca-Colaالعالمي، نجد أن المنتخب الغاني هو المرشح الأوفر حظاً للوصول إلى المحفل العالمي الكبير، لكن الفراعنة يتفوقون في المواجهات المباشرة مما يزيد من صعوبة توقع ما ستسفر عنه مواجهة الثلاثاء القادم بين عملاقي الكرة الأفريقية. ويشعر المعسكران بالتفاؤل الحذر حيث صرح وائل جمعة، قائد الفراعنة، أنه برغم احترامهم للمنتخب الغاني إلا "أنهم مصممون على الفوز والتأهل." ويخوض كواسي أبياه، مدرب المنتخب الغاني، المباراة بدون المصاب كيفن برينس بواتينج وكذلك المدافعين جون بويي وجوناثان منساه، لكن كتيبة النجوم السمراء تلقت دعماً كبيراً قبل انطلاق المباراة بعد أن وعدتها شركة مملوكة للدولة بمضاعفة مكافآت الفوز. وصرح أبياه إنه يشعر بالإرتياح قبل المواجهة إذ يقول "كنت قلقاً بصورة أكبر خلال مواجهة زامبيا، لكننا لم نشعر بالفزع منذ وضعتنا القرعة في مواجهة مع مصر." المباريات الأخرى: تصطدم أثيوبيا، المنتخب الوحيد المتبقي من الجولة الأولى للتصفيات، يوم الأحد بخصم قوي هو المنتخب النيجيري. ويعود أهم أسباب نجاح ظباء واليا إلى أدائهم القوي على ملعبهم في أديس أبابا حيث تعود آخر مباراة خسرها الفريق داخل قواعده إلى عام 2008 على يد المنتخب الرواندي بنتيجة 2-1 (رغم أن النتيجة قد ألغيت لاحقاً عقب إيقاف المنتخب الإثيوبي). وتلعب أغلب عناصر كتيبة المدرب سيوينت بيشاو في الدوري المحلي بينما يواصل نظيره النيجيري، ستيفين كيشي، الإعتماد على الإستراتيجية التي قادته للنجاح في نهائيات كأس الأمم الأفريقية مطلع هذا العام: وهي تطعيم قائمته المدججة بالنجوم المحترفين بأوروبا بلاعبين صاعدين من الدوري النيجيري. وشأنه شأن إثيوبيا، لم يسبق لمنتخب بوركينا فاسو الظهور في أم البطولات لكن كتيبة المدرب بول بوت تشعر بثقة كبيرة بعد نجاحها في التأهل إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية التي احتضنتها جنوب أفريقيا في فبراير الماضي. وتواجه الخيول منتخب الجزائر في واجادوجو يوم السبت ورغم أن الترشيحات تميل لصالح الخضر بعد ظهورهم في نسخة 2010 إلا أن المدرب البلجيكي يؤمن بحظوظ فريقه. إذ يقول في هذا الصدد "سيكون تأهلنا تاريخياً والكل يتحمس للظهور بشكل طيب. ربما تتمتع الجزائر بأفضلية إلا أنني أثق في قدرة فريقي على تحقيق نتيجة طيبة." وعلى الجانب الآخر، يسعى منتخب كوت ديفوار للظهور للمرة الثالثة على التوالي في كأس العالم حيث يستضيف منتخب السنغال في العاصمة أبيدجان في مباراة الذهاب يوم السبت القادم. وتعتلي كتيبة الأفيال صدارة التصنيف القاري ناهيك عن أنها تضم مجموعة من النجوم على رأسهم يايا توريه والمهاجم المخضرم ديدييه دروجبا والمتألق جيرفينيو. وعلى النقيض، تفتقد مجموعة كبيرة من عناصر كتيبة آلان جيريس للخبرة التي يتمتع بها الأفيال ومع ذلك اتخذ المدرب قراراً مثيراً للجدل باستبعاد مهاجم تشيلسي ديمبا با، في إطار التوجه لإشراك اللاعبين الذين يلعبون بانتظام مع أنديتهم فقط. والمفارقة أنه بعد إعلان قائمة أسود التيرانا، ظهر با في التشكيلة الأساسية للبلوز للمرة الثانية وصنع هدفاً في هذه المباراة. وكذلك هناك مدرب محنك آخر هو فولكر فينكي الذي سيكون أمامه فرصة التأهل إلى نهائيات كأس العالم في أول محاولة له إذا تمكن من قيادة الكاميرون لتجاوز المنتخب التونسي. وحصل ممثل شمال أفريقيا على فرصة ثانية للتأهل عقب خصم ثلاث نقاط حققها منتخب الرأس الأخضر بعد فوزه في رادس التي ستحتضن مباراة الذهاب أمام الكاميرون يوم الأحد المقبل. وصرّح المدرب الألماني، الذي تولى المسؤولية في مايو الماضي، أن خطة فريقه ستعتمد على مباغتة خصمه على أرضه قائلاً "إذا ما سمحنا لهم باللعب بطريقتهم، فإنهم فريق جيد، جيد للغاية." لاعب تحت الضوء اعتاد المنتخب الكاميروني الظهور في كأس العالم في الفترة بين عامي 1992 و2002. ومنذ ذلك الحين تدهور أداء الفريق حتى أن ظهوره المحبط في نسخة جنوب أفريقيا 2010 لم يرضِ الجماهير. ولضمان التأهل إلى البرازيل، يعود في الصورة النجم الكبير صامويل إيتو بعد التراجع عن قراره باعتزال اللعب الدولي. وفي تصريح للصحفيين بعد مقابلة له مع مسؤولين حكوميين، صرّح المهاجم الذي يعاني من فترة انعدام وزن منذ انضمامه لتشيلسي الانجليزي في بداية الموسم، قائلاً إن على جميع اللاعبين "خدمة الوطن."